ضيفنا الأستاذ حمد الدليهي الخالدي، شاعر وإعلامي وكاتب وناقد أدبي تقلد العديد من المهام الادبية، ويشغل حالياً مهام مجلة «الريان» القطرية بالسعودية ودول الخليج، المدير العام لموقع النداوي الشهير. وسبق له ان كان مديراً لتحرير مجلة «حقائق السعودية» والمنسق لفعاليات الشعر بالخفجي رئيساً للجنة الأدبية لمهرجان «كلنا الخفجي» وملتقى الشباب السنوي... صفحة «مواسم» زارته، وكان اللقاء التالي:● هل الشعر من الموروث؟- الشعر ليس من الموروث وهو نوع من انواع الأدب وله تعريفات عدة وكل تعريف مبني على رؤية ومنظور قائله، فلا علاقة لمسمى الموروث بالشعر والموروث ما ينتقل بالارث بين الأقرباء من الأموات للأحياء من مال وغيره.● ما التعريف الصحيح للساحة... هل الشعبية او الأدبية؟- هي الساحة الأدبية وليست الساحة الشعبية لأن الشعبية مصدر صناعي من الشعب وأما مسمى أدبية منسوب للأدب وما يتصل بكافة الأدبيات من شعر وقصة ومسرح بالأضافة للنقد الأدبي.● ما تقييّمك لمستوى الساحة الأدبية الخليجية؟- الساحة الأدبية الخليجية تعيش حالة انتعاش وتدفقا ادبيا عشوائيا كذلك طفرة تعدد وسائل الإعلام وتحتاج للتنسيق والتنظيم بنسبة كبيرة ولديْ فيها قراءات تعمقيّة لمستوى الشعر والإعلام لكل الدول.● - هل بالأمكان توضيحها؟بالنسبة لدولة الإمارات أحدثت نقلة وقفزة أدبية كبيرة وعملا جادا على أرض الواقع وهيّأت كل الخدمات بدعم حكومي وأثرت ايجابياً في قفزتها على دول الخليج منذُ انطلاقة «شاعر المليون»، ومن ثمّ تتالت المهرجانات كمهرجان الشارقة للشعر، ولكن الابتكارات والتجديدات المواكبة للتغيرات الفكرية الأدبية للأجيال لم نشاهدها. اما سلطنة عُمان اعتقد ان الحراك الأدبي يحضى باجتهادات شخصية وعدم تحرر لغة الشعر عن المحلية قد يخنق تمدد مساحات صوت الشعر وتبقى البرامج الإذاعية تسعى ان تقدم حسب امكانياتها المتاحة متفردة بمذيعيها المميّزين. اما قطر فتعيش حالة ثقافيه أدبية رسمية متزنة وأتقنت اختيار الأماكن وتكليف القائمين بعيدةً عن المحسوبيات. ساحة الكويت لها عراقة وليست على سابِقها رغم جودة الشعر وكثافة الشعراء فهي تحتاج الدعم المالي وفرمة برامجها الإذاعية والتلفزيونية المتخصصة بالشعر وتجنب المحسوبيات والبحث عن الهوية من بعض المُكلفين على المهام الأدبية. الساحة الأدبية السعودية غنية بأصالة الشعر وكُلما تلتم تتصدع وتتبعثر بسبب سطحية بعض الأفكار تحتاج تحديث المنابر وضوابط وقوانين مستمدة من بنود رسمية، البحرين واكبة التحول الأدبي وبذل المهتمين اجتهاداتهم وبحاجة الى دعم واستمرار الفعاليات والأنشطة الأدبية واختيار الأشخاص المناسبين بالأماكن المناسبة.● ما انطباعك عن مستوى القصيدة النبطية؟- القصيدة النبطية بشكل عام تختلف اليوم عن الأمس، فهي بالأمس تقليدية تنهج نهجاً مكرراً وأكثر الصور بِها يمثل البيئة البدوية غير المتكلفة، وأما اليوم تميّزت بالمفردة المفهومة في تركيبة الأبيات واصبحت معانيها صائبة وواقعية بنسبة كبيرة ومتفق عليها من اذواق المجتمعات كافة من جيل الى جيل اخر، إلا أنّها ومن وجهة نظري تفتقد حرفنة وفنيات البناء المتقن في بعضها.● ما الحرفنة والفنيات التي تفتقدها؟- كثير من الشعراء على الفطرة في لغته الشعرية وثقافته تلقائية ويعتقد ان ثلاثية ضوابط القصيدة «الوزن-والقافية-والمعنى» تمنحه استحقاق لقب شاعر، فهناك التزامات ترتبط في السياق المنظم في بناء القصيدة وفي عدم الحرص عليها تكشف الخلل، على سبيل المثال متى يتم توظيف «واو» النقلة في بداية الأشطر والتفريق بين اختيار المفردات التي من ضمنها حروف الجِما وهما حرفي «النون والراء» من مجموعة حروف السقف، كذلك الميم المحمدية التي تسبب ثُقل لا يدركه الشاعرغير المُطلّع، والأوهات ايضاً وهي ملء الفراغ بضم الشفتين ومَدُها «بالئو» بين الكلمات، كذلك التركيّز متى يتم توظيف فاء التسبيب وباء المصاحبة في بداية المفردة، على سبيل المثال «فالليل-بالليل» ومن ضمنهنّ فاء اليُتم.● ما اهمية هذهِ الأشياء وكيف يتم كشفها وتداركها؟- هذهِ الأشياء لها أهمية في تماسك تركيبة الأبيات في السياق المنظم للوزن وتلملم الكلمات وتجنبها فجوة الثغرات النطقية، بالنسبة لكشفها بالدليل القاطع يتم من خلال اللحن الأنشادي وتلقائياً تظهر سلاسة ترتيب النطق للكلمات او عرقلتها بسبب المعوقات التي ذكرتها.● متى يرتبط الشعر بمسمى قصيدة؟- فعلاً هذا السؤال يجهل اجابته كثير من الناس والحقيقة ان الشعر تعبير الشخص في ما يبوح بأحساسه ومشاعره بأي شكل من اشكال الجُمل الكلامية من دون الوزن والقافية ويرتبط بمسمى قصيدة عندما يخضع لضوابط الوزن والقافية والمعنى ثابت مسبقاً.● اطلق البعض على الشعر النبطي مسمى الشعر الموازي ما تأييدك لهذهِ التسمية؟- هذهِ التسمية خطأ ولم يوجد شواهد موثقة ومعتمدة في تاريخنا المعاصر وتواريخ الأمم السابقة تدل على هذا المسمى.● ما الأخطاء السائدة والشائعة للشعراء؟توظيف المعلومات الخاطئة وللأسف اكثر من يرتكب الأخطاء الشعراء المشاهير.● الا تعطينا امثلة على هذهِ الأخطاء؟- كتوظيف مفردة «وسيع البنايد» لايوجد دليل يدل على هذهِ المفردة لغةً واصطلاحاً وهي بالأصل «وسيع البنايق» والمقصود بنايق المشلح، كذلك المغالطة في توظيف المثل الشائع يا مقيط جاك رشاك وقصته معروفة وجعل سقوط مقيط في البئر وسقوطه الحقيقي من الجبل وايضاً توظيف السبايا على انها توظيف الخيل المُغيّرة وهي بالأصل الخيل المسبية من الأقوام المُعتدى عليها.● - ما قراءاتك لظاهرة تجمّع الشعراء في قروبات «الواتس اب»؟هذهِ الظاهرة مواكبة لطفرة الإعلام غير التقليدي ومجرد اهدار للوقت بالتهريج، ونقل ما هناك الى هنا نسخ ولصق من دون فائدة، فنجد الأعضاء يعيشون واقعا لا يخدمهم وجسور العلاقات متلاحمة بينهم في بداياتها ومع اختلاف وجهات النظر تتمزق وهي اسوأ حالة يمر فيها الشعر في هذا العصر.● ما مدى ملامسة ذائقتك لشيلات المنشدين؟- من وجهة نظري ان هؤلاء ليسوا منشدين مثلما أُطلق عليهم وليست شيلات ايضاً، فالمنشد هو من يؤدي الشعر بتلحين وحسن ايقاع طبيعي خالياً من المؤثرات الصوتية والشيلات الحالية بما انّها على آلة الطرب فهي تدخل مضمار الغناء والموسيقى وتعتبر نقلة نوعية للمطربين الجدد وترفضهم ذائقتي.● نتيجة استبيان التميّز للأدب الشعبي حصل مقالك «شاعر القبيلة» المركز الثالث خليجياً كيف اتت فكرة هذا المقال؟- المقال يُكتب بشكل فكري حُر او يُكتب كـردّة فعل على فعل حدثٌ ما... فهناك بعض التصرفات التعصبيّة من بعض الشعراء اعطتني الدافع لكتابة هذا المقال.● هل الشعر يمثل لغتك ومن اين تستمد لغة شعرك؟- الشعر يمثل لغتي ولغة غيري واستمدها من وعيي دون تغيّر القناعات ومجرد تلبية مطالب مُلحة.● هل تؤيد اقامة حفل تكريم الشاعر؟- التكريم شيء طيب ومحمود حسب استحقاق المُكرم من المُكرمِين فإن كان هذا التكريم على مواقف الشاعر النبيلة التي تصب بالإصلاح بين الناس والحث على الانصاف والعدل والصالح العام ولا يستدعي هذا التكريم بطلب جمع الاموال ما بين مُحرج او مُكره فهذا شيءٌ محبب وجائز، وما يحدث الآن ونشاهده تكريما ميولا شخصيا للشاعر وليس لقيمة الشاعر الفعلية.● كيف تنظم بين مهامك الإعلامية وشاعر نراه في نزيفٍ مستمر؟- دوري الإعلامي مكلف في قيام مهامٌ محددة وجعلت لها تنظيما زمنيا مجدولا ضمن اوقاتي ونزفي الشعري موهبةٌ تحل متى ماشئت ولتمكني واقتداري ونضوجي الفكري دور مباشر ومهم.● ما سبب تأخر اصدار ديوانك المطبوع؟- انهيت تجميع ديوان «الحقيق الجزل» وقبل نهاية العام سيتم اصداره بإذن الله. كما ساطرحه في معرض الكتاب.