×
محافظة المنطقة الشرقية

جبل علي يحتفي بالرعاة وشركاء النجاح

صورة الخبر

كل الوطن- الخليج اون لاين:رسمت رؤية 2030 ملامح جديدة لحركة الفن في المملكة العربية السعودية، وبدأت السينما تشقّ طريقها نحو المستقبل رغم وجود الصعوبات، وغياب الحركة السينمائية الحقيقية، وعراقيل تعيق تطوّرها وازدهارها، في مجتمع لا يزال يُشكّك في رسالتها. وبعد إعلان رؤية المملكة 2030، أبدت جمعية الثقافة والفنون في السعودية تفاؤلها حول مستقبل الفن والسينما في البلاد، إذ تؤكّد الرؤية الاستراتيجية أنها ستضع حداً للتهميش الذي تعرّض له الفن طيلة العقود الماضية، لتعود إلى دورها المنوط في تجسيد الهوية الثقافية لمجتمع “الجزيرة العربية”. – رؤية 2030 تنقذ الفن يؤكّد رئيس جمعية الثقافة والفنون في السعودية، سلطان البازعي، تراجع الاهتمام بالفنون الإبداعية في مؤسسات التعليم العام، التي كانت سابقاً رافداً أساسياً لتخريج المبدعين من الفنانين في مختلف جوانب الفن، لكنه يؤكد أن رؤية المملكة 2030 قد أنقذت الحركة الفنية في السعودية من التهميش، وقد تعيدها إلى سابق عهدها. ويُبدي البازعي اهتماماً كبيراً بمستقبل صناعة الفن على المستوى المحلي، ويقول إن نجم الصناعة السينمائية في السعودية قد بزغ مجدداً عقب اهتمام رؤية 2030 بهذا القطاع المهم، حيث تحتضن المملكة قاعدة مهمة من المُخرجين والمُخرجات، التي ستكون أساساً لصناعة سينمائية يمكن إيصالها إلى العالم. ومع وجود الدعم الحكومي “المحدود”، أكّد البازعي في حديثه لـ “الخليج أونلاين”، أن رؤية المملكة 2030 “أتت لتقنّن هذا الدعم وترفع من مستواه، ونحن نعتبر وثيقة الرؤية أول وثيقة حكومية تعطي هذا الزخم للثقافة والفنون بكافة تفرّعاتها، وتعترف بها كأحد العناصر المهمة للتنمية”. وبحسب البازعي، فقد أكّدت نشاطات الهيئة العامة للترفيه اهتمام الرؤية بالثقافة والفنون، وقدمت محتوى ثقافياً وفنياً ضمن أنشطتها بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني؛ مثل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، ومؤسسات القطاع الخاص التي تنشط في مجالات الترفيه المختلفة. ونشأت جمعية الثقافة والفنون منذ أكثر من 45 عاماً، وكانت ببدايتها في بيئة واعية وحاضنة للفن والإبداع، لكنها تراجعت خلال العقود الماضية؛ بسبب المناخ العام في البلاد غير الداعم لحركة الفنون، وبضغط من فئات تعتقد أن الفنون هامشية وتؤدّي دوراً “سلبياً ومخرّباً في المجتمع”، قبل أن تعيد “رؤية 2030” اعتبار الجمعية والفنون للمجتمع السعودي، بحسب البازعي. وتطلق الجمعية قريباً أول نشاط التدريبية الخاصة لقادة الفرق والفعاليات الثقافية والفنية، حيث تسعى لكسب نحو مليوني مؤيّد وهاوٍ ومتذوّق للفنون بحلول 2020، كونها نجحت طيلة العقود الماضية باحتضان مختلف المواهب، وقدّمت العديد من قادة العمل الثقافي والفني، منها التشكيلي والدراما والموسيقى. ولفت البازعي في حديثه لـ “الخليج أونلاين”، إلى أن الجمعية سبق أن رشحت فيلمين سعوديين لمسابقة الأوسكار؛ “وجدة” لهيفاء المنصور عام 2015، و”بركة يقابل بركة” لمحمود صباغ عام 2016، مؤكداً مواصلة الجمعية لهذا التوجه، لا سيما بعد تحويل مهرجان أفلام السعودية إلى مؤسسة معنيّة بتطوير الصناعة تدريباً وإنتاجاً وتوزيعاً، إضافة إلى إقامة المهرجانات. وشكّل ظهور أوّل فيلم سعودي بعنوان “كيف الحال” عام 2009، وإنتاج بعض الجهات الخاصة فيلم “هيفا”، الذي عرضته بعض المهرجانات السياحية بنجاح، نقلة كبيرة لهذه السينما الناشئة، رغم تدخّل المؤسّسة الدينية حينها لوقفه، إضافة إلى الأفلام التي أنتجها الشاب السعودي مجتبى سعيد، حائز جائزة أفضل مخرج سينمائي سعودي. – دور السينما مع أن الكثير من الفنانين والمخرجين في السعودية يلقون باللائمة على الجهات الرسمية في عدم دعم الحركة الفنية في البلاد، وإهمال هذا الجانب المهم، فإن رئيس لجنة السينما بجمعية المنتجين والموزعين السعوديين، فهد التميمي، ذكر في وقت سابق أنه “لا يوجد نظام يمنع افتتاح صالات سينما في السعودية”، مشيراً إلى أن استخراج تصريح إنشاء صالة سينما “لا يتجاوز 48 إلى 72 ساعة”. وقال إن عدم مبادرة وإقبال المستثمرين في هذا المجال يعود “لجهل الكثيرين بأن النظام لا يمنع نشاط افتتاح صالات سينما، وإلى عدم وجود دور للسينما في السعودية، وهذا سبب عدم تقديم أي طلب للحصول على ترخيص إلى الآن”، لكن رئيس جمعية الفنون والثقافة، سلطان البازعي، قال: “نعتقد أن اتخاذ القرار بإنشاء دور السينما التجارية في السعودية لن يكون بعيداً”. وأبدت هيئة الإعلام المرئي والمسموع في السعودية نيّتها، قبل أكثر من عام، إجراء دراسة جادّة لافتتاح دور سينما في المملكة، بعد تلقّي وزارة الإعلام عروضاً من مستثمرين يرغبون في افتتاح صالات سينما داخل البلاد تكون خاضعة للرقابة والضوابط التي تراعي فئات المجتمع وثقافته المحلية. – نقلة سينمائية ويذهب العديد من الفنانين والمخرجين داخلياً وخارجياً إلى أن دور السينما والصناعة السينمائية ضرورة في شقّ طريق الفن المسرحي للّحاق بركب الحركة الفنية العالمية، إذ يحتاج المجال الفني إلى تحرّكات أوسع لإيجاد وإنتاج السينما ودور للعرض، فمتى وجدت فسيكون هناك حركة إنتاجية فنية. المنتج والسيناريست السعودي، صالح الفوزان، أكّد في تصريح له أن السينما السعودية أمام نقلة كبرى في ظل المتغيرات الجديدة، وهو ما يشكّل حراكاً يؤكد جدّية التخطيط والتحرّك المستقبلي إيجاباً نحو هذه الصناعة.