النسخة: الورقية - سعودي لو أراد أحمد عيد أن يجمع الرياضيين حوله في قرار رياضي لما استطاع أن يحقق التفافاً يوازي ما يحدث تجاهه اليوم، ولو أراد رئيس الاتحاد أن يصنع شعبية له في عامه الأول بين جماهير الكرة لما استطاع الوصول إلى ما وصل إليه، وربما لو عمل كل ما يمكن عمله من تميز أو نجاح لم يكن سيرضي الجميع، فالجميع ملتهب كالوسط الرياضي! لكن البساطة والتواضع ووضوح أحمد عيد «الإنسان» ونواياه الطيبة، وقلبه المحب والمخلص لرسالته، وهدفه منذ عرفته الرياضة السعودية، لاعباً فإدارياً ثم رئيساً لاتحادها الكروي، منحه كل ذلك واختصر عليه كل شيء، لينتصر من حيث أراد الآخرون له أن ينكسر! أحمد عيد الهادئ الوقور، التزم الصمت طويلاً هذا الموسم حول إساءات وانتقادات عدة طالته بسبب مواقف سابقة ومصالح خاصة، تعاملت معه وكأنه غريب على الوسط الرياضي! من دون أن يعلم هؤلاء أنه جاء من باب الرياضة الحقيقي، وصنع تاريخه بنفسه وجهده وعرق جبينه، منذ كان قائداً لمنتخب بلاده. ظل عيد على رغم ذلك كله ملتزماً صمته، معتبراً أن النقد حق عليه الاستماع له والإنصات إليه مهما بلغت حدته، بل إنه حتى هذه اللحظة ومنذ قضيته الأخيرة التي أعقبت مباراة الاتفاق والشباب لم يتحدث ولم ينبس بكلمة، في الوقت الذي قال فيه الرياضيون وغيرهم كل شيء عن صفة عيد الاعتبارية والشخصية. ولأن «النية مطية» على المثل الدارج و«النوايا تخدم أصحابها»، فجاءت نهاية الموسم لمصلحة الرجل المخلص صاحب النوايا الطيبة والقلب الكبير الذي أراد المنتقصون والمنتقدون الإساءة له، فمنحوه من دون أن يعلموا محبة أكثر لدى الناس بكل شرائحهم وفئاتهم، أحمد عيد وجد ويجد هذه الأيام تعاطفاً هو الأقوى، لأن الرياضة مهما اختلفت فيها الألوان والانتماءات ومهما تقاطعت بداخلها الميول فإن أكبر المتعصبين والمنحازين لن يقبل الانتقاص من الآخرين أو تجريدهم من إنسانيتهم التي كرمهم بها أفضل الأديان. rja_s@hotmail.com rajaallhalsolam@