أكد المشاركون في منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي السادس الذي أقيم في إطار مشاركة الدولة في معرض هانوفر ميسي الصناعي الدولي بـألمانيا وحضره مسؤولون رفيعي المستوى وممثلو كبرى الشركات الصناعية الإماراتية على جهود الدولة للتحول إلى اقتصاد ما بعد النفط وجاهزيتها لاستقبال المزيد من الاستثمارات الأجنبية. ويعتبر منتدى الأعمال والاستثمار الإماراتي فعالية سنوية تهدف إلى رفع مستوى الوعي بفرص الاستثمار الأجنبي المباشر المتاحة للأطراف المعنية الدولية، وعقد لقاءات بين الأطراف التجارية والشركات والحكومة. وسلط المسؤولون الضوء خلال المنتدى على الدور الحيوي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات باعتبارها «العمود الفقري» للاقتصاد، فضلاً عن الإشارة إلى قوة العلاقات التجارية الألمانية الإماراتية والاستثمارات المباشرة المستمرة بين الجانبين. وقال عبدالله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لقطاع التجارة الخارجية والصناعة: تشكل الشركات الصغيرة والمتوسطة العمود الفقري للاقتصاد الوطني، حيث تسهم بنسبة 60% في الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ولذلك فإننا ملتزمون بتسهيل نموها بشكل مستدام خاصة تلك المرتبطة بشكل مباشر بالإنتاج الصناعي. وقال علي ماجد المنصوري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي: اخترنا أن نسلط هذا العام الضوء على مساهمة الإمارات في الثورة الصناعية الرابعة، إذ نهدف إلى دفع هذه الثورة وقيادة جهودها الرامية إلى تطوير هذه المبادرات الاستراتيجية إلى حركة عالمية. وأطلقنا العام الماضي خطة تنفيذية من ستة محاور، حيث تعتبر أول سياسة وطنية من نوعها لتطبيق التكنولوجيا دعماً للثورة الصناعية الرابعة. من جهته، تحدث علي عبدالله الأحمد سفير الإمارات لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية، عن العلاقات التجارية والاقتصادية القوية التي تجمع بين الدولة وألمانيا، وأشار الأحمد إلى أن الإمارات تعتبر اليوم أكبر شريك تجاري لألمانيا على مستوى الدول العربية، حيث بلغت قيمة التجارة الثنائية بين البلدين 15.52 مليار يورو في 2015، أي ما يعادل 30% من إجمالي التجارة العربية. ما وراء النفط وتم التركيز خلال جلسة «ما وراء النفط» على تقديم الإمارات كمركز صناعي شارك في الجلسة أحمد الحيضاني مدير إدارة التطوير الصناعي التابعة لمكتب تنمية الصناعة في أبوظبي، وعبد العزيز باوزير القائم بأعمال المدير التنفيذي لقطاع العمليات في المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية المتخصصة، وعبد الكريم المسابي نائب الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، وصالح مقطش الرئيس التنفيذي لشركة جوبيتويل الصناعية. وقدم الحيضاني عرضاً عن مكتب تنمية الصناعة في أبوظبي، حيث أكد ارتفاع نسبة الصادرات من القطاع الصناعي في 2016 بنسبة 7%، مشيراً إلى أن قيمة الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع الصناعي وصلت إلى 38 مليار دولار. ابتكار وشارك في جلسة الابتكار والتكنولوجيا فيصل الحمودي مدير برنامج تكامل في دائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، وديتمار سيرسدورفر الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس الشرق الأوسط، وإسماعيل علي عبد الله، نائب رئيس خدمات الطيران والهندسة في شركة مبادلة للتنمية ونائب الرئيس التنفيذي في شركة ستراتا للتصنيع، وعبد العزيز العبيدلي مدير عام محطة مصدر للطاقة الشمسية. وتحدث الحمودي عن الدعم المقدم في الدولة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والمستثمرين والمبتكرين، مشيراً إلى دور برنامج «تكامل» في دعم الابتكار التكنولوجي عبر مختلف دورة الابتكار. وتحدث إسماعيل علي عبد الله عن مصنع «ستراتا 2.0» الجديد الذي أعلنت عنه الشركة أخيراً، وهو الذي سيضاف من القدرة الاستيعابية وسيضيف حوالي 60 ألف متر مربع إلى مرافق الإنتاج. وسيقوم المصنع الجديد بتصنيع هياكل طائرات لشركات «إيرباص» و«بوينغ»، وسيتقوم بتحديث طرق الإنتاج التقليدية. جاهزية وتضمنت الجلسة الختامية حلقة نقاش حول جاهزية دولة الإمارات كمنصة جاذبة للاستثمارات والمستثمرين الدوليين، بالنظر إلى مكانتها الإقليمية والإمكانيات التي تتيحها لبيئة الأعمال، وشارك في الجلسة جيمس بيرنارد مدير تطوير الأعمال في مركز دبي للسلع المتعددة، ومصطفى خضير نائب الرئيس التجاري لشركة كيزاد بالإنابة؛ وعبد العزيز أحمد الحمادي، مدير التسويق والاتصالات المؤسسية في المنطقة الحرة بمطار دبي؛ والدكتورة داليا أبو سمرة روهتي نائب الرئيس التنفيذي للمجلس الألماني الإماراتي. وقال جيمس بيرنارد: قمنا خلال العام الماضي بتسجيل 2016 شركة جديدة، ونطمح إلى تسجيل ذات العدد خلال العام الجاري. ولم نشهد أي انخفاض في الطلب، إلا أننا نشهد ارتفاعاً في جاذبية الإمارات بالنسبة للمستثمرين من جميع أنحاء العالم. ونهدف إلى زيادة أعداد وجودة الشركات في العام 2017، وزيادة عدد الشركات الأعضاء فوق الـ15 ألف شركة بنهاية العام. «دافزا» وتعتزم سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي «دافزا» خلال مشاركتها ضمن الجناح الإماراتي، عقد اجتماعات ثنائية مع عدد من الشركات المتخصصة بصناعة السيارات، والشركات الرقمية المشاركة في المعرض، التي تتطلع إلى توسيع أعمالها التجارية في الإمارات وخاصة دبي هذا العام أو في بداية الربع الأول من العام القادم 2018، خاصة بعد أن أصبحت دبي مركزاً للشركات العالمية الرائدة في صناعة السيارات في الدولة. وتشكل الشركات الألمانية في دافزا 21% من إجمالي عدد الشركات الأوروبية العاملة فيها. وقال جمال بن مرغوب، مدير إدارة التسويق والاتصال المؤسسي في دافزا: الشركات الألمانية تصدرت قائمة الدول الأوروبية المستثمرة في دافزا من حيث المساحات المكتبية والصناعية المستأجرة والبالغة نحو 11%. ونهدف من خلال مشاركتنا في المعرض، بالإجابة عن كافة تساؤلات المستثمرين، وعرض خدمات وتقديمات دافزا، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية منطقة دافزا الصناعية الجديدة وكيفية استفادة المستثمرين من الحوافز والمميزات الاستثمارية التي تقدمها.