عبد اللطيف الزبيديفي شأن الجامعة العربية أيضاً، بيضة ودجاجة. على العرب إصلاح المنظمة الأولى أوّلاً، أم تصليح العلاقات العربية البينيّة؟ لا هذا يبدو ممكناً، لأن القضيّة قضيّة دول، ولا ذاك يلوح في الإمكان، لأن المنظمة لا تملك قوّة ذاتيّة، فهل العرب لم يعودوا في حاجة إلى العرب؟ ما البديل؟ضع أحلام الوحدة العربية وكل بعيد المنال جانباً، ستراك غير قادر على استيعاب أن تكون عربيّاً بلا عرب. تخيّل نفسك روبوتاً، أداؤه قائم على الرياضيات والفيزياء، وبنيانه على الصناعة والبرمجة، ألا تحتاج إلى بيئة تعمل فيها توفّر لك الأمان، لتتحرّك وتنتج؟ ذلك هو الأمن القوميّ والتعاون والعمل المشترك والتجارة البينيّة وباقي الأمور. وإذا كانت هذه التعاملات ممكنة مع الأطراف البعيدة، فما الذي يجعلها عسيرة التحقيق مع القريبة؟ ما الذي يمكن أن يحقق التنسيق والتوفيق غير منظمة جامعة بأيّ شكل وتحت أيّ مسمّى؟ المهمّ أن تكون صاحية.أرقام الاقتصاد أشدّ إيلاماً من الآلام السياسيّة. في 2014 كان مجموع التجارة البينيّة العربيّة 1.2 مليار دولار، بينما كانت الواردات العربية من الدول غير العربية 889 مليار دولار. واحد من الألف تقريباً! لكنه رقم بطوليّ يذكر فيشكر نظراً إلى الأوضاع، لولاه لانقرض «أوْ ضاع». المؤسف هو أن واردات التطرّف والعنف وصادراتها هي في «أزهى» عصورها. بالمناسبة، كثر الحديث في هذه الأيام عن اليمين المتطرف في فرنسا وغيرها. تطرّف «الجبهة الوطنيّة» الفرنسيّة يؤمن ويفخر بدعائم فرنسا: السوربون، البوليتكنيك، المجمع اللغويّ، المركز الوطنيّ للبحث العلميّ، مدينة العلوم، والمئات في جميع الميادين. تطرّف المعتوهين في العالم العربيّ، يقتل البشر ويدمّر الحجر ويمحو ذاكرة الشعوب ويشوّه سمعة العرب. تطرّفهم نظرة مختلفة إلى حماية شعبهم، لكنه ليس عدوّاً لبلده وأمّته الفرنسيّة، ما يذكّرك بالجنرال ديجول حين قيل له: كيف تحتفظ بجيسكار ديستان وزيراً للاقتصاد والماليّة طوال سنين، وهو يتهدّد بتدمير الديجوليّة من الداخل؟ قال: «إنه أعظم عقل اقتصاديّ في البلد، وهو ضدّي أنا وليس ضدّ فرنسا».لا نجد كثيرين يريدون أن يكونوا عرباً بلا عرب، وإلاّ فماذا يسمّون شعوبهم وبلدانهم؟ الطريف هو أن العالم حينئذٍ سيقول: ما الذي حدث للعرب؟ لماذا هم مختلفون هكذا؟ الوضع الحاليّ مثاليّ يجب أن يدفع الدول إلى البحث عن صيغة تنطلق من علاقات ذات جدوى تنمويّة اقتصاديّة تربط المصالح، وتفتح مجالات الابتكار والإبداع.لزوم ما يلزم: النتيجة العربية: إذا سنحت الفرصة، عادت حليمة: كيف أبتكر عرقلة لهذا؟ كيف أبدع في إفشال ذاك؟ abuzzabaed@gmail.com