×
محافظة المنطقة الشرقية

«اقتصادية دبي» نحو تعزيز التعاون مع القطاع الخاص

صورة الخبر

لو كان بعض لاعبي إنجلترا قد عادوا إلى سانت جورجيز بارك (معقل اتحاد كرة القدم الإنجليزي) وما زالوا يحملون ندوب البطولة الأوروبية التي أقيمت هذا الصيف، إذن فالوقت قد حان للدفع بالعلاج الفاعل - إنه ميخائيل أنطونيو. كان أنطونيو يجلس مغتمًا داخل غرفة تغيير الملابس داخل استاد الاتحاد معقل نادي مانشستر سيتي، الأحد، بسبب الهزيمة التي مني بها فريقه عندما أخبره أعضاء الفريق الطبي لدى وستهام أنه وقع عليه الاختيار للانضمام إلى المنتخب تحت قيادة المدرب سام ألاردايس. في البداية، لم يصدق أنطونيو الأمر، ورفض هذه الأنباء باعتبارها مجرد «مزحة». بعد ذلك، ساورته شكوك لم تهدأ سوى عندما هنأه رئيس الطهاة وقدم له تهانيه الخاصة تيم ديث. حينئذ فقط غمرت أنطونيو الفرحة. وعلق أنطونيو على الخبر بقوله: «أشعر بسعادة بالغة. في البداية لم أصدق أفراد الفريق الطبي. ورغم أنني لم أبك سوى مرة واحدة من قبل عندما ولد ابني مايكل الصغير، فإنني بكيت اليوم عندما أخبروني بذلك. وحتى هذه اللحظة لا تزال مشاعر الفرحة تغلبني وتجعلني عاجزًا عن الكلام. لقد كان ذلك حلم حياتي منذ كنت صبيًا، أن أشارك مع المنتخب الإنجليزي. وها أنا اليوم أحمل صورة الأسود الثلاثة على قميصي. لقد أصبح حلمي حقيقة». الواضح أن المنتخب الإنجليزي بحاجة بالفعل إلى روح الحماس التي بمقدور أنطونيو بثها فيه بعد المذلة التي تعرض لها أمام آيسلندا على استاد أليانز ريفيرا في نيس. جدير بالذكر أن جامايكا لطالما سعت نحو ضم اللاعب إليها، وكان آخر طلب تقدمت به في مارس (آذار) الماضي. ويعتبر أنطونيو واحدة من أحدث المفاجآت التي كشف عنها ألاردايس. ويأتي هذا الاختيار بمثابة مكافأة للاعب على الأداء المبهر الذي قدمه في صفوف وستهام منذ تعرض ستة من لاعبي الفريق للإصابة في منتصف بطولة الدوري الممتاز، الأمر الذي منحه فرصة المشاركة. بوجه عام، يتميز أسلوب لعب أنطونيو بالسرعة الهائلة والقوة البالغة، بجانب مهارات مذهلة في التعامل مع الكرات بالهواء أمام المرمى وقدرته على التأقلم مع مراكز متنوعة، مما مكنه من المشاركة بمركز الظهير الأيمن عندما تظهر الحاجة لذلك. من ناحيته، ينظر أنطونيو (26 عامًا)، لنفسه باعتباره «لاعب جناح يعشق إحراز الأهداف»، وقد تمكن من تسجيل هدفين هذه الفترة. باختصار، من الواضح أن ألاردايس اختار لاعبًا يملك لياقة بدنية رائعة. الواضح أن اللاعب شق الطريق الصعب للوصول إلى هذه النقطة المبهرة في مسيرته الكروية، ذلك أن والدته، سيسلين، رفضت انتقاله إلى توتنهام هوتسبر عندما كان في الـ14 بسبب المسافة الطويلة بين تشيغويل والنادي، لكن اللاعب الصغير لم يقع عليه الاختيار قط من جانب أي من أكاديميات كرة القدم الواقعة جنوب النهر، ربما لأنه حتى سن متقدمة من عمر المراهقة، ظل قصير القامة نسبيًا. وقد وصف هو نفسه في ذلك الوقت بقوله: «كنت ضئيل الجسم بعض الشيء». ببلوغه الـ16 عاما، زاد طوله 6 بوصات، وبحلول ذلك الوقت كان يلعب في صفوف نادي توتينغ آند ميتشام، نادي من أندية الهواة، على مدار أربع سنوات. واليوم، تبدو له الحياة داخل ملعب توتينغ آند ميتشام إمبريال فيلدز كسلسلة من الاختبارات، خاصة وأنه كان من شأن عدم وجود هيكل متناغم يربط بين الناشئين والشباب واللاعبين البدلاء والفريق الأول داخل النادي ذاته اضطرار اللاعبين الراغبين في التقدم والارتقاء باستمرار لإثبات قدراتهم أمام فريق التدريب الجديد بغض النظر عن أية إنجازات ربما حققوها من قبل. من جانبه، تفوق أنطونيو مع كل فئة عمرية، ومع ذلك ظل مدرب الفريق الأول، بيلي سميث، غافلاً عن الموهبة اليافعة الموجودة في النادي حتى قابل اللاعب وكان حينها في الـ17 من عمره وجهًا لوجه. وعن هذا الموقف، قال أنطونيو: «دعا مدرب فريق البدلاء مدرب الفريق الأول وقال: (لدي لاعب يملك مهارة كبيرة هنا)، لكنه لم يكن مستعدًا لضم صبية إلى فريقه». وأضاف اللاعب: «وعندما خضعت أخيرًا لاختبار مع الفريق الأول، أخبرهم مدرب فريق البدلاء: (هذا هو اللاعب الذي كنت أحاول لفت أنظاركم إليه)، وبالفعل شاركت ببضعة مباريات، منها مباراة أمام فريق بدلاء ميلوول، وطلبوا مني إجراء اختبار. لكن سميث كان على معرفة جيدة بستيف كوبيل في ريدينغ وأخيرا وقعت عقد انضمام إليهم». وقال: «انضم كثير من أصدقائي ممن كانوا أكبر مني حجمًا في المدرسة إلى أكاديميات الأندية المحترفة، لكن أحدًا منهم لم يحقق نجاحًا كبيرًا الآن. ولم يرتد أي منهم قميص المنتخب الإنجليزي. إن الأسلوب الذي شققت به طريقي عبر الأندية غير المشاركة بالدوري هو ما جعلني ما أنا عليه اليوم لأنني اضطررت حينها لخوض تحديات كبيرة. إنني لست من نوعية اللاعبين المرفهين خريجي الأكاديميات الذين يحرصون على اللعب المنظم الهادئ طيلة الوقت. إنني لاعب تمرس طويلاً بمختلف أرجاء الملعب.. إنني متمرس للغاية. البعض يصفونني بالموهبة (الخام)، والبعض لا يحبون المواهب الخام، وإنما يفضلون الأخرى المصقولة والمنظمة، لكن ليس بمقدور المرء أن يكون هادئًا ورقيقًا، وفي الوقت ذاته يقفز أمام لاعبي الخصم سعيًا وراء تسجيل هدف». داخل ريدينغ، مني أنطونيو بانتكاسات، حيث بدت الحياة خشنة وشاقة. اليوم، يدرك أنطونيو أن الفترات القصيرة التي قضاها في صفوف أندية تشلتنهام وساوثهامبتون وكولشستر وشيفيلد وينزداي أسهمت في وصوله لما أصبح عليه الآن، وهي ما منحه فرصة الانضمام إلى نوتنغهام فورست، ثم وستهام الآن. ومع ذلك، يبقى ارتباطه الأقوى مع توتينغ آند ميتشام. وقد حرص على استخدام منشآت النادي خلال موسمي الصيف الماضيين «للقيام ببعض الأعمال الفنية خارج الموسم» والحفاظ على مستواه. ومن وقت لآخر، استعان به النادي للحديث إلى فريق الناشئين وإلهامه، الأمر الذي اضطلع به أنطونيو عن طيب خاطر، وكذلك الحال مع فريق مدرسته الثانوية السابقة، ساوثفيلدز كوميونيتي كوليدج. وعن حديثه إلى اللاعبين الصغار، قال: «أخبرهم أنه: إذا أردتم حقًا أن تصبحوا شيئًا ذا قيمة، لا تترددوا قط. ولا تستسلموا أبدًا للشعور بالعجز، فكل ما تحلمون به قابل للتحقيق. والآن، يمكنني العودة إليهم وإخبارهم أن الاختيار وقع علي للانضمام إلى منتخب بلادي. إن المنطقة التي نشأت فيها كانت ظروف الأطفال فيها سيئة ولم يكن أحد ليتوقع أن أحقق ما وصلت إليه اليوم. إنك كي تحقق أحلامك عليك النضال والمضي قدمًا والمثابرة. وإياك أن تستسلم قط. وليس من المهم في أي عمر أنت». وقد عمل جيمي فاردي كمصدر إلهام لأنطونيو، وكذلك إيان رايت الذي انتقل من نادي غرينويتش بورو إلى المنتخب الإنجليزي مرورًا بكريستال بالاس وآرسنال. وبالفعل، يقف أنطونيو الآن على أعتاب تحقيق حلمه الأكبر.