الدبلوماسية الإيطالية تشدد على أن دعم حكومة الوفاق الوطني الليبية سيسهم في تعزيز الجهد العسكري لمكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش في ليبيا.العرب [نُشر في 2017/04/25، العدد: 10613، ص(4)]توافق حول الملف الليبي واشنطن – حملت الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إلى واشنطن بين طياتها ملامح مباحثات بين الإدارة الأميركية وإيطاليا حول تعزيز الدور الأميركي في الملف الليبي بشكل خاص من خلال دعم جهود الحل السياسي والتسوية بين الفرقاء الليبيين. وأشارت دراسة صادرة عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى أن اللقاء كان فرصة للرئيس الأميركي دونالد ترامب للاستماع إلى نصيحة أحد أبرز حلفائه الأوروبيين حول الملف الليبي ومحاولة إقناعه بلعب دور أكثر تأثيرا وفعالية في العملية السياسية الليبية ما يسرع من فرص تحقيق لإنجاز هام خاصة إذا ما تبنى ترامب موقفا داعما لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا ولعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة. وتضع ايطاليا الملف الليبي على رأس أولوياتها الخارجية بالنظر إلى التهديدات التي تتعرض لها مصالحها الحيوية، بدءًا من أزمة الهجرة وانتهاءً بأمن الطاقة. وهو ما يدفع جنتيلوني إلى إقناع ترامب بأهمية ليبيا بالنسبة إلى المصالح الاستراتيجية الكبرى للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وتشدد الدبلوماسية الإيطالية على أن دعم حكومة الوفاق الوطني الليبية سيسهم في تعزيز الجهد العسكري لمكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيم داعش في ليبيا. وترى الحكومة الإيطالية أن تنظيم داعش قادر على استعادة قوته وتعزيز مركزه إذا ما استمرت الخلافات بين حكومة الوفاق وقائد الجيش الليبي خليفة حفتر خاصة وأن أنشطة التنظيم الإرهابي تنتعش في ظل الفراغ الأمني وفي المناطق التي لا تخضع لسيطرة الدولة، الأمر الذي من شأنه أن يهدد المصالح والقوات الأميركية المتواجدة في المنطقة. وترجح الدراسة أن مناقشات جنتيلوني مع الرئيس الأميركي تناولت بشكل أساسي مخاطر اتساع الحضور الروسي في الساحة الليبية والذي يستفيد من ضعف تأثير اللاعبين الدوليين ما يخدم مصالح الروس وعدد من القوى الإقليمية لتنفيذ أجنداتهم الخاصة وتوسيع دائرة نفوذهم. ويشير المتابعون إلى أن المساعي الإيطالية حققت نجاحا كبيرا في إقناع ترامب بقدرته على تولي زمام المبادرة على الملف الليبي وهو ما يعكسه تصريحه إثر اللقاء بأن “الحل الوحيد لليبيا يمر عبر العملية السياسية التي تسهّلها الأمم المتحدة”، وهو ما يمثل تحولا جذريا في تعاطي الإدارة الأميركية في المرحلة القادمة مع ليبيا. ويبعث الموقف الأميركي الجديد بجملة من الرسائل السياسية أبرزها قرار بمنع الجنرال حفتر من القيام بحملة عسكرية ضد طرابلس. وتحرص الحكومة الإيطالية ضمن مشروعها لترتيب الحل السياسي في ليبيا على الحصول على مساعدة الولايات المتحدة لتحديد دور توفيقي لقائد الجيش الليبي والحفاظ على “حكومة الوفاق الوطني” المعترف بها دوليا. ويؤكد الخبراء في هذا السياق أن الثقل الأميركي في الملف الليبي سيتركز خاصة في دعم حكومة الوفاق وتعزيز صلاحياتها ودورها خاصة على مستوى الخدمات وإعادة الأعمار حيث لا يزالان بحاجة إلى ضخ المزيد من المساعدات المالية وتسريع وتيرة العمل بهما حيث يواجه رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج صعوبات كبيرة ضمن هذا الإطار.