حافظ الاتحاد الأوروبي على موقعه كأكبر مستورد ومصدِّر للمنتجات الزراعية في العالم خلال عام 2013، ليتقدم بذلك على الولايات المتحدة، خاصة في ميدان الصادرات. وأوضحت أرقام قدمتها البعثة التجارية الأوروبية في جنيف لمنظمة التجارة العالمية، أنه في الوقت الذي كانت فيه صادرات المنتجات الزراعية الأوربية والأمريكية متساوية تقريباً في عام 2012، فإن الصادرات الأوروبية سجلت ارتفاعاً في العام الماضي بحدود 5.8 في المائة لتصل إلى 120 مليار يورو (165.5 مليار دولار)، في حين تناقصت الصادرات الأمريكية لنحو 115 مليار يورو (158.6 مليار دولار). وبقيت الولايات المتحدة كأعلى وجهة للمنتجات الزراعية الأوروبية، لتمثل وحدها نحو 13 في المائة من مجموع صادرات الاتحاد الأوروبي الزراعية في 2013، وجاءت روسيا في المرتبة التالية بنسبة 10 في المائة من الصادرات الأوروبية الزراعية، في حين احتلت الصين المرتبة الثالثة، مسجلة نسبة 6 في المائة، لتتجاوز بذلك سويسرا للمرة الأولى في ترتيب قائمة الدول المستوردة للمنتجات الزراعية الأوروبية. وعقد متفاوضون أوروبيون وأمريكيون اجتماعاً في مقر البعثة التجارية الأوروبية في جنيف خلال الأسبوع الحالي في إطار الجولة الرابعة من المفاوضات حول إمكانية عقد ما يُعرف باسم "شراكة التجارة والاستثمار عبر الأطلسي"، وهو في حقيقته اتفاقية للتجارة الحرة بين الطرفين من شأنه أن يصبح بمثابة صفقة للتجارة الحرة غير مسبوقة في التاريخ من حيث حجمها لتعزيز التبادل التجاري الزراعي بين القوتين العالميتين. من ناحية القيمة المالية، فإنَّ 22 في المائة من مجمل صادرات الأغذية الزراعية الأوروبية في 2013 كانت من المشروبات (الكحولية وغير الكحولية)، و15 في المائة من الحبوب وبذور الحبوب، و9 في المائة من منتجات الحليب، و8 في المائة من اللحوم ومنتجات اللحوم. فيما زادت قيمة صادرات المنتجات الغذائية النهائية، أي المنتجات الجاهزة للاستهلاك المباشر، بأكثر من ثلاثة مليارات يورو (4.13 مليار دولار) مقارنة بعام 2012، وبأكثر من 30 مليار يورو (41.38 مليار دولار) مقارنة بعام 2009، لتمثل بذلك نحو ثلثي مجموع قيمة الصادرات الأوروبية من المنتجات الزراعية الغذائية. وعلى الرغم من ذلك، بقي الاتحاد الأوروبي مستورداً صافياً للمنتجات الزراعية، خاصة فيما يتعلق بأعلاف الحيوانات، ومن بين أعلى فئات المنتجات الزراعية الأخرى المستوردة، الفواكه، والمكسرات بنسبة 15 في المائة، والقهوة، والشاي، والتوابل بنسبة 9 في المائة، بينما تصدرت البرازيل قائمة البلدان المُصدِّرة للاتحاد الأوروبي بنسبة 13 في المائة من مجموع الواردات الأوروبية للمنتجات الغذائية في 2013، تلتها الولايات المتحدة بنسبة 10 في المائة، والأرجنتين والصين بنسبة 5 في المائة لكل منهما. وتنتمي كل من البرازيل والأرجنتين إلى كتلة "ميركسور" الاقتصادية التي أبرمت أيضاً اتفاقاً للتجارة الحرة مع التكتل الأوروبي، وتضم كتلة "ميركسور" أيضاً أورجواي، وباراجواي، والأخيرة معلقة العضوية في الوقت الحالي، في حين وقعت فنزويلا وبوليفيا على اتفاقية الانضمام في 7 كانون الأول (ديسمبر) 2012، لكن التوقيع ما زال يفتقر إلى مصادقة الدول الأربع الأعضاء.