×
محافظة المنطقة الشرقية

هوليوود "تُلحُّ" على مصري للموافقة على كتابة أحد أفلام Star Wars

صورة الخبر

لا أعرف ما إذا كانت وسائل التواصل السعودية التي اكتشفت قصة علاقة حب بين سياسي فرنسي ومعلمته التي تكبره بأكثر من 23 عاما، يعرفون أن هذا السياسي إيمانويل ماكرون هو منافس اليمينية العنصرية، كارهة المسلمين، مارين لوبان، وأنهما سوف يخوضان الجولة الثانية، وأن هناك آمالا لكل المعتدلين في فوز هذا الشاب الذي قال لمعلمته في المرحلة الثانوية وهو يغادر المدرسة إلى الجامعة، أنا احبك وسأعود وأتزوجك، ليعود ويتزوجها. قصة الحب هذه هي ما شغلتنا أكثر من منافسته للوبان، ربما لأنها فاجأتنا، فرغم وجود نماذج تاريخية مقبولة شرعا وقريبة من قصة إيمانويل وزوجته، إلا أن هذا النوع من الزواج غير متقبل لدينا، ربما لأن المعايير الشرعية- العميقة جدا لم تؤثر فينا . استوقفتني ردة فعل النساء لهذا النوع من العلاقات أكثر من الرجال الذين لا يمانع غالبهم من إظهار موافقته، فلماذا رفضت النساء؟ في الواقع النساء يعرفن التفاصيل، كما تعلمون يعرفن أن في مجتمعاتنا عندما تتزوجين رجلا فأنت تتزوجين قبيلته وأهله، والذين مهما كنت مكتملة «الوصايف» سيبحثون عما يقلل منك وينتقص من قدرك ويستدعي أن يذكروك بحمد الله وشكره أن ولدهم تزوجك، فماذا لو كان هذا الولد أصغر منك؟ تعرف السعوديات والعربيات أيضا أن الناس في الشارع لن يتركوهن دون تعليقات جارحة وتساؤلات عن العلاقة بينكما، والنساء حتى لو كبرن يظللن قوارير قابلة ليس للخدش فقط بل الكسر. تخاف النساء أن يستيقظ يوما ليخبرها بأنها كبرت، وأنه يحتاج إلى وجه شاب ينام على الوسادة الأخرى، وفي الواقع هذا ما يفعله رجال مجتمعاتنا مع نساء تزوجنهم وهن يرتدين «مريول» المدرسة وهم رجال كبار، لكن ما زال دماغ الواحد منهم يمتلئ بعشرات الأمثال التي تدعي أن الرجل لا يكبر أبدا، رغم أن النساء يعلمن أن ما فوق غير حقيقي، والأبحاث العلمية تؤيدهن، خاصة في مسائل العلاقات التي تظل المرأة قادرة على إتمامها لآخر لحظة من عمرها عكس الرجل، إلا أن الجميع، بما فيهم النساء، لا يفكرن بذلك قدر وعيهن بما قد «يكسر خاطر» الأنثى في داخلها عندما يخلط الناس بين زوجها وحبيبها وابنها. أضف لكل ما هو فوق الزواج مع الفارق العمري من الصعب أن يكون مرتبا في هذه المجتمعات، أما الزواجات فهي بلادنا غالبا ما تكون مرتبة بامتياز، بمعنى في باريس يستطيع الرجل أن يكتشف جمال المرأة الحقيقي، والذي لا تعبر عنه الملامح الشابة، بل تعبر عنه الروح. الناس يختلطون ويتناقشون ويتفقون ويختلفون وقد يراها تحاضر وتخطب وتخاصم وتضحك وتبكي أيضا، فتسلب عقله، بغض النظر عن متى ولدت، بينما الرجل لدينا تخطب له أخته أو أمه ويكون معياره سنها ولون بشرتها وطول شعرها. عندما تختار شخصا ليكون رفيق عمرك تحتاج إلى أكثر من تاريخ إنتاجية ومواصفات شكلية، لكن هذا ما يحدث في مجتمعاتنا، وقطعا لا يحدث في باريس.