×
محافظة مكة المكرمة

برنامج تأهيلي للعسكريين الجدد في جدة

صورة الخبر

عندما استيقظ جيف بومان في مركز بوسطن الطبي صباح يوم الثلاثاء 16 أبريل 2013، مترنحا من سلسلة من العمليات الجراحية التي بالكاد أنقذت حياته ولم تستطع إنقاذ ساقيه اللتين فقدهما بالكامل نتيجة تفجيرات ماراثون بوسطن الإرهابية العام الماضي، كان أول شيء فعله جيف حينها هو محاولة الكلام وعندما لم يستطع، كتب على ورقة الكلمات التالية: «لقد رأيت الرجل الذي وضع الحقيبة وكان ينظر في عيني»، لتنطلق من بعدها واحدة من أكبر عمليات الملاحقة في تاريخ الولايات المتحدة. وقبل يومين من استيقاظه كان جيف بومان البالغ من العمر 27 عاما يقف بالقرب من خط النهاية في ماراثون بوسطن 2013 هاتفا ومشجعا لخطيبته إيرين التي خاضت المارثون الشاق منتظرا لحظة إتمامها السباق، وفي تلك اللحظات الحاسمة ألقى ذلك الرجل الحقيبة المفخخة قبالة قدميه، وعندما نقل على عجل إلى المستشفى، كان يدرك أنه أصيب بجروح بليغة وأنه قد يموت، ولكن ما لم يدركه جيف حينها هو أن العالم كله تداول صورته أثناء نقله على كرسي متحرك جاعلا منه الوجه الإنساني الأبرز لضحايا تفجير ماراثون بوسطن العام الماضي، وأعطى انطباعا بأنه الشاهد الأكثر أهمية. لقد كان بومان إنسانا طبيعيا حتى تلك اللحظة التي وقف فيها مترقبا خط نهاية الماراثون، وكان حينها يتطلع إلى مستقبله وزواجه من خطيبته إيرين وبدء صفحة جديدة من حياته، ولكن في لحظات معدودة شاء القدر أن يقلب حياته رأسا على عقب. لكنه لم يستسلم، وآثر مواجهة الظروف والواقع الجديد الذي ألم به وأفقده ساقيه، وصمد متسلحا بالابتسامة والروح المعنوية العالية والإصرار على المشي مرة أخرى. في كتاب «أقوى» الصادر عن دار جراند سنترال للنشر في 8 أبريل الجاري والذي يقع في 256 صفحة من القطع الكبير، يصف جيف الفوضى والإرهاب في تفجيرات ماراثون بوسطن، ومرحلة التحقيقات التي أجريت معه باعتباره شاهدا رئيسيا، ويبحر فيه مع تجربته الصعبة والمرهقة في مراحل إعادة تأهيله بعد فقدان ساقيه، ومحاولته التوفيق بين تسليط الأضواء الإعلامية عليه والدعم النفسي والعاطفي الذي تلقاه مع باقي زملائه الناجين من ذلك العمل الإرهابي، ومقاومة الإحباط. قصة جيف بومان ملحمة إنسانية في الصبر والإصرار والعزيمة، وما يميز الكتاب حقا هو أن المؤلف هو الضحية وبطل القصة التي ألهبت قلوب المشاهدين حينها، وكيف استطاع أن يهزم كل تلك الظروف القاسية ويقف مجددا على قدمين صناعيتين بكل ثقة كما ظهر في غلاف كتابه الذي يعد الأبرز بشهادة النقاد منذ أحداث تفجيرات ماراثون بوسطن، مبرهنا على أن الإرهاب الذي ضرب أطنابه في العالم شرقا وغربا لن يهزم إرادة البشر وأحلامهم وطموحهم نحو بناء مستقبل أفضل، وجيف بومان نموذج شاهد على ذلك. المؤلف في سطور: هو جيف بومان أحد ضحايا تفجيرات ماراثون بوسطن في 2013، وشاركه بريت ويتر في تأليف الكتاب، وهو مؤلف شهير يعيش في مدينة ديكاتور بولاية جورجيا الأمريكية ولديه ستة كتب من ضمن الأكثر مبيعا في قوائم تصنيف نيويورك تايمز، وترجمت كتبه التي بيع منها أكثر من مليوني نسخة في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من ثلاثين لغة.