.. سررت عند ما طالعت خبـرا نشرتـه صحيفـة الشرق الأوسط اللندنية الثلاثاء 24 جمادى الأولى 1435هـ الموافق 25 مارس 2014م مؤداه أن المملكة العربية السعودية تزمع الدخول في صناعة السفن، وقال الخبر : إن من أهداف الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية الدخول في سوق صناعة السفن العالمية بجميـع أنواعها. ولئن صدقتني الذاكرة فإن الاستاذ بهاء عزي الباحث والاقتصادي والشاعر المعروف قد نشر قبل أربعين سنة بحثا يحض على الدخول في صناعة السفن وتدريب الشباب السعوديين عليها لأن في هذا المجال كل حقول المعرفة والهندسة بأنواعها والإدارة والمحاسبة وغير ذلك من الحقول التي كان بإمكان الشباب السعوديين تعلمها. إن أكبر دولة في مجال صناعة السفن هي كوريا الجنوبية وقد سارت على دربها بنجلادش الدولة الوليدة عام 1971م ونحن في المملكة العربية السعودية نطل على سواحل تزيد أطوالها على 3500 كيلو متر على البحر الأحمر وعلى الخليج العربي وبترولنا بحاجة شديدة للانخراط في هذه الصناعة علاوة على حاجة الشباب السعوديين للتمرس على حياة البحر والتدرب على كافة الحقول الهندسية والعلمية التي تتيحها صناعة السفن. كما أن حاجتنا العسكرية شديدة وأكيدة، فالسفن وناقلات البضائع البحرية وحاملات الطائرات والغواصات كلها صناعات مطلوبة للسلم والحرب في عالم لا يحترم سوى القوي عسكريا والقوي تجاريا واقتصاديا. وقد أثبتت مشكلات كل القرصنة في بحر العرب قبل ثلاثـة أعوام ضرورة الاستعداد البحري الحربي. إن الدخول في صناعة السفن لم يعد ترفا بل ضرورة تجارية واقتصادية وبترولية وعسكرية لذلك شعرت بما يفخر ويسر به كل مواطن، لأننا أخيرا وضعنا أقدامنا على الطريق الصحيح في هذه الطفرة التي نعيشها والتي إن لم نستغلها فسنكون من الخاسرين لا سمح الله. السطـر الأخـير : لا تحسب المجد تمـرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا.