سرمد الطويل، وكالات (بغداد) مضت قوات مكافحة الإرهاب العراقية قدماً أمس، بعملية «قادمون يا نينوى» مستعيدة حي الصحة الثانية في الساحل الأيمن للموصل، حيث أسفرت ضربة جوية للتحالف الدولي عن مقتل المسؤول الأول عن تدريب قناصي «داعش» باسطة سيطرتها أيضاً على نحو 90% من منطقة التنك، كما انتزعت منطقة الشفاء ودورة المستشفى وسط المدينة. وتوغلت قطاعات الشرطة الاتحادية في المدينة القديمة من 4 محاور في باب الطوب من جهة دجلة، وباب الجديد ناحية كراج بغداد، وفي قضيب البان غرباً وفي حي الثورة باتجاه الزنجيلي، مستهدفة مقر ما يسمى «التحقيق الأمني» في منطقة الرفاعي شمال المدينة القديمة، لتقضي على 4 قياديين للتنظيم الإرهابي, أبرزهم «قاضي دماء» آخر. كما دمرت صهريجاً مفخخاً أرسله «الدواعش» من حي الرفاعي باتجاه قطعاتها في حي الثورة، مع تأكيد السكان أن التنظيم الإرهابي فقد السيطرة على ما تبقى من مناطق الجانب الأيمن للمدينة، مستدلين بفرار 250 عائلة بسلام من حي الإصلاح الزراعي ووصولها إلى مواقع القوات الأمنية. ولملاحقة فلول «داعش» في المناطق الصحراوية بالأنبار، أطلق الجيش العراقي مدعوماً بقوات أميركية وطيران التحالف والطائرات من دون طيار، عمليتين أمنيتين تستهدفان مضافات وتواجد الإرهابيين ومستودعات للأسلحة والعبوات بمناطق جنوب كبيسة ومخازن حديثة ومنطقة حوران والقاعدة المعروفة بـ «اتش 2». وأكد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يارالله أمس، أن قطاعات مكافحة الإرهاب حررت حي الصحة الثانية في الساحل الأيمن بعد تكبيد «الدواعش» خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات، بينما أعلن مصدر أمني أن القطاعات نفسها فرضت سيطرتها على قرابة 90% من حي التنك غربي الموصل، مضيفاً أنه قد يتم انتزاعه بالكامل خلال الساعات المقبلة. ولقي المسؤول الأول عن تدريب قناصي تنظيم «داعش» المدعو «أبو عبد الله الكويتي» حتفه بضربة لمقاتلات التحالف استهدفته جنوب حي الصحة الجانب الأيمن للموصل. من ناحيته، أفاد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت بأن قواته دمرت صهريجاً مفخخاً أرسله مقاتلو التنظيم الإرهابي من حي الرفاعي باتجاه القطاعات في حي الثورة، مضيفاً أن الشرطة الاتحادية توغلت في المدينة القديمة من 4 محاور باتجاه الجامع النوري (الكبير) ومنارة الحدباء، موقعة 4 قتلى من القادة «الدواعش» إثر استهداف مقر مايسمى بالتحقيق الأمني في منطقة الرفاعي بالمدينة القديمة، أبرزهم المدعو أحمد حسن الجبوري وهو «قاضي دماء» يقضي بالإعدام وبشكل سريع في أبسط المخالفات، إضافة إلى المسمى شمال صلاح الدين رشيد. وبالتزامن مع تقدم القوات العراقية في معركة الساحل الأيمن للموصل، أرسلت قيادة العمليات المشتركة تعزيزات عسكرية جديدة ممثلة باللواء 73 في الفرقة 16 الذي كان يمسك الأرض في الجانب الأيسر، إلى الجانب الأيمن حيث تمركزت بقرية حليلة للمشاركة ضمن محور الفرقة التاسعة بتحرير أحياء حاوي الكنيسة والهرمات ومشيرفة و17 تموز شمال غرب للموصل. وأكد اللواء الركن معن السعدي قائد جهاز مكافحة الإرهاب أن قواته ستلتحم بقوات الشرطة الاتحادية التي تتحرك صوب المدينة القديمة من موقع مختلف، بما يمكن من استكمال تطويق الإرهابيين في المدينة القديمة. إلى ذلك، أعلن قائد الشرطة الاتحادية أن قواته استعادت السيطرة على 63 هدفاً وقتلت 20 من قادة «داعش» منذ بدء المعارك في الساحل الأيمن للمدينة الموصل في فبراير الماضي. وقال الفريق جودت إن الشرطة الاتحادية تمكنت منذ بدء معارك أيمن الموصل من إخلاء 3865 عائلة و260 ألف نازح من مناطق الاشتباك، وأعادت 3630 عائلة مكونة من 22193 مواطنا إلى محل سكنهم في المناطق المحررة وقدمت 50 ألف سلة غذائية للنازحين. وأضاف أن الشرطة الاتحادية قتلت أكثر من 20 قيادياً في المنطقة نفسها، واستعادت السيطرة على 63 هدفاً وحررت و274 كلم مربعا ودمرت 350 آلية مفخخة وأتلفت مئات الأفخاخ والألغام.