كتبت مقالاً بعنوان "دوّار البلدية"، نُشر في هذه الصحيفة، بتاريخ 12 رجب 1434هـ، تناولتُ فيه قُبْح المخالفات المرورية والسلوكية، التي يعجُّ بها ميدان المدخل الرئيس لحي الأمير فواز الجنوبي بجدة، ومدى تساهل الجهات المعنية في تنظيم السير، ورصد المخالفات التي يشهد عليها بشكل يومي "دوّار البلدية" في صورة مُخيفة مَعيبة. وبعد بضعة أسابيع، قامت أمانة جدة مشكورة بالتجاوب، ونشر ردّها في الصحيفة نفسها، حيث جاء فيه: "إن الأمانة، وفرع البلدية يقومان بجهود كبيرة في القضاء على ظاهرة الباعة المتجوّلين، ومصادرة بضائعهم بشكل مُستمر، والعمل جارٍ على محاربة هذه الظاهرة؛ حتى تزول من أرض الواقع. أمّا بالنسبة لازدحام الدوّار بسبب مخالفة بعض أصحاب السيارات وصعودهم بشكل مخالف على الرصيف، حتى لا يمروا على الدوّار، فهذا عائد لسلوك أصحاب المركبات، وهناك تنسيق مع إدارة المرور لردع تلك التصرّفات التي تؤدّي إلى ازدحام يُربك سير المركبات" (3 رمضان 1434هـ). ويأتي مقالي هذا متابعة للموضوع نفسه، لا لأكتب عن انتهاء المأساة المرورية اليومية، أو أشيد بمنجزات أمانة جدة، أو إدارة المرور في إنهاء حالة الفوضى النظامية، وفك الاختناقات المرورية، بل لأكرر رجائي ومطالبتي للجهات المعنيّة بإنقاذ الميدان من وقوف السيارات على جنباته، والتضييق على الناس، ورصد المخالفات المرورية كعكس اتجاه السير في الميدان، والسير فوق الرصيف!! كما أؤكد على استمرار انتشار عدد لا بأس به من المخالفين لأنظمة الإقامة، يتسكّعون حول الميدان مع أطفالهم، ووقوف باعة الخضار والفواكه بعرباتهم على جوانب الطرق المؤدّية إلى الميدان والخارجة منه، وازدحام المُشترين بسياراتهم المرصوفة على مداخله، ليزيدوا من معاناة الطرق الضيّـقة، ويسدُّوا منافذها المخنوقة. في رأيي أن "دوار البلدية" يمثل حالة مَعيبة من التسيّب التنظيمي، وسلوكيات شخصية وعامّة فجـّة، تندرج تحت الإساءة للذوق العام وحق الناس في استخدام طرق آمنة، لكن الأدهى من وجهة نظري، أنّ تجاوزات كهذه تتكرر بشكل اعتيادي في منطقة تستقبل يوميًّا آلافًا مؤلّفة من المركبات، وتكتظ بأعداد هائلة من المرتادين الساكنين، والزوّار، وأصحاب الحاجات، وتحدث عيانًا بيانًا أمام مبنى بلدية جنوب جدة في غياب رادع المرور، وفي ظل تبلّد عجيب لمشاعر كثير من الناس، وإهمالٍ من بعض المسؤولين عن تنظيم الأوضاع، وضبط المخالفين، والله المستعان، وإلى الله المُشتكى. abkrayem@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (92) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain