أذهلني حجم إنتاج الأغاني لنادي النصر هذا العام ولم أكن أتوقع أن كثيراً من الفنانين على استعداد لخسارة بعض من جماهيرهم التي لها ميول لناد آخر منافس. في السابق كان الفنان يتحرج ويخشى أن يكشف ميوله الرياضي لأنه يعلم أن الجمهور الرياضي جمهور عاطفي جداً وقد يتخذ موقفًا مضاداً له أو يبتعد عن الاهتمام به كفنان بسبب أغنية يقدمها للنادي المنافس، وهنا أتذكر مقطع فيديو للفنان فايز المالكي جمعت لقطاته من عدة لقاءات أجراها في عدة قنوات، وفي كل لقاء عندما يسأل عن ميوله الرياضية يذكر اسم ناد مختلف عما ذكره في اللقاء السابق، وذلك في حرص واضح منه على أن لا يُصنف كمشجع لناد محدد؛ ربما بسبب خوفه من عزوف بعض الجمهور عن متابعته. ربما نجد المبررات للفنانين سواء في مجال الأغنية أو التمثيل للتحفظ على كشف ميولهم الرياضية بشكل واضح في مرحلة سابقة، ولكننا نستغرب في ذات الوقت من موجة إعلان الميول لنادي النصر السعودي وبحماس من إعلامياتٍ عربيات ليس لهن لا ناقة ولا جمل في كرة القدم عموماً، فضلاً عن الكرة السعودية، حتى أصبحت حساباتهن على تويتر تعج وتضج بأعداد هائلة من المتابعين، بل إن بعضهن قبل إعلان ميولها لنادي النصر وإظهار حماسها له لم يكن لديها عدد متابعين بهذا الحجم، وهذا يجعلنا نرى مسألة تشجيع النصر بالنسبة للزميلة علا الفارس والزميلة سهير القيسي بأنها مجرد ركوب موجة سيستفدن منها شهرة أوسع، وهذا تصرف ذكي من ناحية إعلامية!. من ناحية أخرى استغرب ذلك الحماس أيضاً من بعض فنانات الأغنية الخليجية مثل الفنانة شمس واهتمامها المفرط بالغناء لنادي النصر، ونشر صورها ومقاطع لتشجيع النادي، ربما لاعتقادها أن ركوب الموجة الرياضية سيكون مدخلاً لخلق شعبية لها بين مشجعي النصر. البحث عن الأضواء هو ما دفع بالكثير من الفنانين والإعلاميين إلى ركوب موجة النصر دون أن يشجعوه فعلاً ودون أن يعرفوا ما الذي يدور في المشهد الرياضي السعودي، لقد وجدوا أن شهرتهم وحضورهم لن يكون إلا بالتعلق بأهداب الرياضة والتوسّل "والتسول" للجمهور الكروي، وكأن الإبداع والتميز في مجالهم قد انتهى ليلجأوا للبحث عن وسائل أخرى لزيادة شعبيتهم. أسئلة كثيرة تطرح في هذا الصدد.. إلا أن المؤكد أن هذه الموجة لن تطول وسيعود مقياس شعبية الإعلامي أو الفنان إلى واقعه الحقيقي وهو مدى نجاح وفائدة ما يقدمه على الشاشة للجمهور ومستوى ما يقدمه من أغان تستحق الاستماع والمشاهدة.