باتت مواقع التواصل الاجتماعي بصورها كافة تشكل حياة لكل مستخدميها هذا العالم المليء بالألغاز والانفتاح على نوافذ جديدة وغريبة أصبح بين يديك بكبسة زر أو بلمسة إصبع، نعم العالم من حولنا في صراع مستمر يخوض معتركات يومية بنهم، بينما تحولت الأولويات لدى كثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات التقنية إلى النشر بدون إذن وتصوير ما تقع العيون عليه، وسرقة أخبار وسطو على معلومات، واستباحة خصوصية بيانات لنجد أنفسنا تائهين في هذا العالم المتصل اجتماعياً المنفصل أخلاقياً.. وتبدلت قواعد السلوك وأساليب التعامل بين الشعوب خاصة العربية فمع إشراقة الصباح وبدلًا من تصفح الجريدة الورقية مع فنجان القهوة أصبحنا نفتح جوالاتنا الحديثة لنستقبل رسائل ونرسل أخرى وما بين هذا وذاك ونظن أننا متواصلون ولكننا في الحقيقة أصبحنا متفرقين.. ناهيك عن مخترقي الشبكات أو ما يسمى بالهاكر وما يفعلونه بالمستخدمين.. حتى الشخصيات العامة لم تسلم من انتحال أسمائها وشخصياتها بقصد أو بدونه فالجميع بدون استثناء أصبحوا عرضة للاستباحة والانتهاك من قبل مستهتر لا يهمه سوى اللعب بأعصاب البعض والنيل من البعض الآخر. انقلاب قيمي في هذا السياق تحدث إلينا الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قائلاً: نحن أمام عديد من الظواهر الغريبة عن عالمنا العربي تتمثل في بعض السلوكيات الدخيلة غير المُقنعة يحاول البعض إظهارها على مواقع الفيسبوك مثل انتحال الشخصيات بشكل مستفز من إرسال طلبات صداقة وطلبات العمل أو الانضمام لمجموعات أو الاتصال الخاص وغيره.. والأدهى أنه يقوم بانتحال صفة شخصيات شهيرة وقادة في المجتمع بناء على المعلومات الشخصية المخترقة مستخدماً مكانتها الاجتماعية والاقتصادية ليستمتع بمئات الصداقات التي تحاول التودد له بالمطالب والشكاوى.. وفي هذا السياق يوجد توجه عام لدى هؤلاء الشباب لسرقة أخبار الفنانين إضافة إلى أن هناك منهم من يتحكم بمجموعات في بعض المواقع الأخرى ويفرض المحتوى المسروق دون إذن وهذا يعد انتهاكاً صريحاً لأنك دخلت في حوارات مع أفراد لا يوجد بينك وبينهم أي توافق، وهناك شكل عام للشخصية الدخيلة هذه فهي تتمتع بالخبرة كعامل أساسي والتمكن من أساليب النصب والادعاء عبر المواقع وأهمها الإثارة والتشويق.. ويمضي العالم قائلاً:حقيقة أصبحنا نعاني من ظواهر غريبة لا تحتمل هددت ثقافة المجتمع وثقافة الأسرة وروابطها التي افتقدناها بسبب انتشار هذه التكنولوجيا التي فرضت نفسها على كل بيت وأعطت الفرصة للفرد العادي لانتهاك خصوصيات معارفه وجيرانه بقصد أو بدونه ثم ينشرها للعامة. وأما الاقتباس من المدونات فهو أمر صحي بشرط نقل معلومات مفيدة دينية اجتماعية ثقافية ونشرها بشكل صحي.. المتداولة ويستكمل العالم حديثه قائلاً : دعينا نتحدث عن الفوتوشوب وتركيب الصور والفيديو بشكل احترافي وغير أخلاقي يضر بالآخرين ويجلب لهم المصائب، وإن كنا لا ننكر أن هناك بعض المواقع تفرض سناً معينة للدخول إليها ولكن التلاعب بالأعمار لا حل تقني له فالانتهاك تعدى الأفراد ووصل إلى الشركات، ويجب أن يكون للوالدين دور مهم فهما قدوة ولا بد أن نعتاد أن نرشد أولادنا ونبعد الأطفال عن تلك المواقع لأن الواقع يقول إن هناك إفراطاً في استخدام مواقع التواصل بشكل مرَضيٍّ ونقلل من ذلك بالعودة لعاداتنا وتقاليدنا فيجب أن نعي أننا أمام طوفان يجتاح المجتمعات خصوصاً المحافظة بسبب انغماس الكثير واندماجهم بشكل مفرط فالتوعية لا بد أن تكون أسرية من المجتمع الداخلي لإنقاذ الأطفال الذين يتابعون المواقع عدة ساعات يومياً ويعيشون في عالم آخر افتراضي بعيداً عن الأسرة. التفريط في الأمانة الإعلامية ناهد الأغا أثارها الموضوع بشكل كبير فهي تنظر إلى انتهاك الخصوصية بحد ذاته كعدوان على الآخرين، وتسأل :هل يقبل أحدكم على نفسه أو أخيه أن تنتهك خصوصيته فكيف يقبله على الناس؟ وكذلك مراقبة الآخرين ومنشوراتهم وتعليقاتهم..وكذلك صور البنات إذ يأخذها بعض الشباب ويحورونها بمزاجهم المنحرف وتفكيرهم السلبي ضد تلك الفتيات وهذا حرام، هل تقبل هذا على أختك أو أمك؟ لو فكر كل واحد منا بشفافية هكذا لما أقدم على تلك الخطوة التي قد تدمر بيوتاً بأكملها ومن راقب الناس مات هماً.. وتتابع ناهد: إن علينا أن نستخدم هذه التقنيات بروية مستنيرة وألا نسيء إلى غيرنا حتى لو اختلفنا معهم في آرائنا وأطروحاتنا وأن نحذر من الشائعات وتداولها في مواقع التواصل الاجتماعي لأنها تؤثر سلباً على أدمغتنا فعلينا الحذر من استخداماتها، ثم أوصي بعدم إنشاء هذه المواقع للأطفال إذ يقوم أحد الوالدين بتكبير عمر ابنه أو ابنته ليحقق رغبة الولد الصغير أو البنت الصغيرة وهذه كارثة تؤدي إلى تشتت فكر الأبناء الصغار ومن ثم تأخذهم إلى مواقع خطرة؛ ولذلك أوصي بالحذر والانتباه إلى الأبناء لأنهم أمانة. العيوب أكثر من المزايا تقول الدكتورة ماجي الحلواني عميد كلية إعلام بالجامعة الكندية بالقاهرة عن هذه المواقع: لاشك أنها وسيلة لها مزايا وعيوب فهي تقرب البشر بعضهم من بعض وتزودنا بمعلومات تكون في أغلب الأحوال غير دقيقة لأنها من أشخاص وليست من أماكن موثوق بها ولا يخلو الأمر من الشائعات المغرضة والمعلومات غير الحقيقية، فمواقع التواصل أضاعت وقت الشباب في الرد على الرسائل والبعد عن القراءة وانتهاك الخصوصية من تصوير وفبركة.. ثم تضيف: عيوبها أكثر من مزاياها ولكن إذا أحسنا استخدامها فسيكون مردودها أفضل على الفرد والمجتمع فهذه الوسائل انتشرت بشكل سريع وتم الاعتماد عليها لسهولة استخدامها والحصول على المعلومة بشكل أسرع عن طريق نوافذ مشوقة ورسوم متحركة وهذا جعل الجميع يتواصلون بشكل رهيب دون رقيب وانتهاك خصوصية المستخدم لم يتوقف عند انتشار الفيديوهات والعادات الغربية ولكن امتد الأمر لانتشار المجموعات النسائية والرجالية وتبادل الأفكار الصالح منها وغير الصالح ناهيك عن عدم تحديد سن معين للتسجيل في تلك المواقع لأنه لا توجد آلية فعالة للتحكم في ذلك. الشاعر عصام غالب المنسق الفني والإعلامي لاتحاد الفنانين العرب كان له رأي في هذا الأمر يستهله بالقول: مواقع التواصل في نظري شيء مفيد قرب لنا كل شيء وساعدنا في المعرفة بأشياء كثيرة ولكن لا يمنع أن هناك انتهاكاً صريحاً لخصوصية بعض مستخدميه من ناحية الإهانة والتجريح والمراسلة في أوقات غريبة دون مراعاة خصوصية البعض إضافة للطلبات الكثيرة حال علم البعض بمنصب الشخص أو عمله الخاص.. وفي مقابل المستفيدين من حسنات مواقع التواصل هذه هناك من يستخدمها لأغراض سيئة مثل النصب والتسول وترويج الممنوعات بشكل كبير، من أراد الرقي والبعد عن المهاترات فليبحث عنهما بعيداً عن مستخدمين لا هم لهم غير الإساءة والتجريح.. ولكن في النهاية يبقى المستخدم نفسه هو من يحدد الذين يتعامل معهم والصفحات التي يتابعها لكن المعلومات التي تستخدمها الشركات المالكة لتلك المواقع وفرضها بعض المتابعات بالقوة فهذا ليس له حل سوى البعد وتحجيم فترات التجوال في تلك المواقع. فراغ فكري وانحدار أخلاقي (مسرح انتهاكات الخصوصية - وباء العصر - عدو المجتمع) بهذه العبارات بدأ. هشام بن أحمد آل طعيمة الكاتب الإعلامي و محلل الشخصيات المحترف حديثه قائلاً: هذه العبارات وغيرها كثير تصف مدى انتهاك مواقع التواصل لخصوصياتنا وأدق تفاصيل حياتنا، بل إنها توغلت في حياة الكثير من الناس لدرجة أنها أصبحت تسيطر على حياتهم تماماً إلى أن جعلتها حياة فارغة لا جوهر لها ولا معنى علماً أن مواقع التواصل تعد سلاحاً ذا حدين فهنالك من الناس من يستخدمها بما يسيء إلى نفسه بشكل خاص وإلى الآخرين بشكل عام خاصة أولئك الذين يستخدمون التصوير منتهكين خصوصيات الآخرين دون أدنى شعور بالمسؤولية، فمن هؤلاء الفئة من يقوم بتصوير الناس من حوله دون استئذان جاهلاً أحياناً ومتناسياً أحياناً أخرى أن هذا الأمر يعاقب عليه القانون بالسجن لمدة عام أو غرامة لا تزيد عن (500 ألف ريال) وذلك وفقاً للمادة الثالثة من النظام، حيث يعد انتهاكاً صريحاً لخصوصيات الآخرين، كما أن من حق أي شخص يتعرض لذلك أن يقدم بلاغاً فورياً ومن ثم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك في حال ثبوت صحة شكواه.. فهذا يصور شخصاً ما وقع في موقف محرج كي يقوم بنشر الصور ويرى تعليقات الناس عليها وذاك يصور شخصاً آخر وقع على الأرض بشكل مفاجئ كي يجعله مثار الضحك أو التهكم لدى الآخرين.. ثم يسأل آل طعيمة بحسرة: هل وصلنا إلى هذا الحد من الفراغ الفكري الذي يجعلنا نهبط إلى هذا المستوى من الانحطاط في القيم والأخلاق؟؟!! قد يكون هذا الأمر جاذباً لكثير من الناس مما يدفعه لذلك ولكن ليس بهذه الطريقة المتجردة من احترام الناس أو حتى المجتمع الذي نمثله للأسف.. إن بعض الطفيليين والطفيليات من هذه الفئة وصل به الأمر إلى أن يقوم بالتصوير في أماكن مخصصة للسيدات أو العوائل غير مكترث بما يجلبه لهم ذلك الكثير من المشكلات في حياتهم الأسرية أو الزوجية أو غيرها - وخاصة في مجتمع محافظ - ولا نستبعد أن من هؤلاء الضحايا من يخسر حياته الأسرية أو الزوجية من جراء هذه التصرفات (الرعناء) الصادرة من أشخاص عشوائيي التفكير وغير مبالين بمدى خطورة تصرفاتهم (الهوجاء) التي تتسبب في هدم البيوت والتفكك الأسري في حالات كثيرة إلى جانب حالات الابتزاز المادي والجسدي التي تحدث من جراء ذلك.. أطفالنا في دائرة الخطر يضيف آل طعيمة: إن من أهم المخاطر التي تهاجمنا، بل وتزداد خطورتها علينا يوماً بعد يوم هي الاتصالات المجانية العامة التي تتصيد المستخدمين خاصة تلك التي تكون في الأماكن العامة، حيث إن نسبة كبيرة من هذه الاتصالات تستدرج المستخدمين كي تحصل على بياناتهم وذلك من خلال اتصالات المستخدمين بها (عبر الواي فاي وما شابه) ليصبحوا عرضة للابتزاز أحياناً أو التهديد بنشر بياناتهم أحياناً أخرى.. إن مثل هذه الاتصالات المجانية التي هي بمثابة المصيدة حقاً..تُمكن أصحابها من الدخول على بيانات مستخدميها من الضحايا ومن ثم تخزينها وتقديمها إلى من يستغلونها أسوأ استغلال من ابتزاز أو تهديد أو تشهير أو غيره.. لذا يجب علينا الحذر من الاتصال بمثل هذه الشبكات اللاسلكية أو الاتصالات المجانية حتى إذا اضطررنا إلى ذلك فيجب علينا أن نتأكد من صحة مصدرها جيداً حتى لا نقع فريسة الاستغلال أو الابتزاز من قبل مثل هذه الفئات المعادية لمجتمعاتنا.. ويستكمل طعيمة حديثه مقدماً بعض الحلول الوقائية للحد من تلك الظواهر قائلًا يجب علينا مراقبة شبابنا (من سن الطفولة حتى المراهقة) جيداً والقرب منهم بهدف توعيتهم من مخاطر مواقع التواصل بشكل عام وأن نحرص جيداً أن نكون دوماً بجانبهم في مختلف ظروفهم لنقوم باحتوائهم حتى لو كانوا مخطئين. ولنعلم جميعاً أن ارتباط الشباب بهذه المواقع (بلا هدف..) يشكل خطراً على شخصياتهم واحتمال انحرافها خاصة حينما لا يكون هنالك ضوابط محددة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنه من المهم جداً أن نشعر أبنائنا بمتابعتنا – وليس مراقبتنا – لهم علماً أن هنالك عديداً من التطبيقات التي تتيح لنا متابعة أطفالنا عند دخولهم مواقع التواصل الاجتماعي وتتبُع خطواتهم والمواقع التي يرتادونها بشكل دائم، حيث إن ذلك يفيدنا بمعرفة وتحديد اتجاهات فكرهم وطريقة تفكيرهم.. وذلك مع أهمية حثهم على أن يكون استخدامهم للإنترنت ودخولهم لمواقع التواصل الاجتماعي خارج نطاق الجوال، حيث يتيح لنا ذلك إمكان متابعتهم بشكل أكبر. علماً أن من هذه المواقع ما يشكل خطورة بعيدة المدى على الشباب والأطفال مثل المواقع الإباحية أو المواقع المسيئة للأديان أو المواقع ذات الثقافات الهدامة أو حتى - مواقع الألعاب - التي لو أمعنا النظر فيها جيداً لوجدنا أنها تشكل هوية الانحراف الفكري الحقيقي لفلذات أكبادنا خاصة تلك الألعاب التي تستهدف الفئة العمرية في سن الطفولة التي عادة ما تهدف إلى تشكيل شخصية الطفل منذ الصغر لمصلحة أهدافها وأهوائها الشخصية.. مما يؤدي بأطفالنا أن يخرجوا علينا بمفاهيم (يشيب لها الرأس حقاً)، كما يجب أن نعمل جاهدين على تنمية مهارات أطفالنا منذ الصغر وملء أوقات فراغهم وبذلك نعلمهم بشكل غير مباشر كيفية التصدي للأفكار الدخيلة على مجتمعنا العربي المسلم. ولا ننسى هنا أهمية الحوار مع أبنائنا وتشجيعهم ودعمهم بشكل مباشر وكذلك نصحهم بحب وعدم التذمر منهم، حيث إن ذلك كله يشكل اللبنة الأساسية لتنشئة أطفالنا التنشئة الصحيحة التي تسهم في بناء جيل ذي شخصية سوية. معاناة المشاهير سرقة الحسابات للفنانين والمشاهير أصبحت عادة عند البعض من مدعيي الشهرة والنجومية ولم يتوقف الأمر فقط عند انتحال الصفة الشخصية لفنانين، بل وصل لسرقة الصور والتحدث عبر الرسائل الخاصة باسم الفنان وهو ما يعاني منه البعض من المشاهير.. وهنا تحدثنا الفنانة رانيا فريد شوقي التي تعتبر أحد المتضررين من هذا الأمر بأن هذه هي ضريبة الشهرة والنجومية وهؤلاء الأشخاص نعتبرهم مرضى لأنهم يتعايشون مع الناس ويتكلمون كما لو كانوا هم الفنان وليست صفحة محبين له وهذه الصفحة عادية جداً لأنهم تعاملوا بصراحة وحرفية وعبروا عن حبهم للفنان عن طريق إنشائها أما من ينتحلون شخصية فنان بعينه ويتبادلون الرسائل باسمه شخصياً فهؤلاء أشخاص بلا أخلاق. الفنان السعودي محمد طلق يعبر عن استيائه من سوء استخدام البعض لمواقع التواصل فالبعض لا يعرف كيف يستفيد منها وهذا يدل على اضطراب السلوك، ولأن شباب هذا الجيل يندفعون دون تأنٍّ ودون معرفة فهم يريدون الظهور من خلالها وهذا سببه انعدام المكان الذي يعرضون فيه موهبتهم فيه مثل المسارح وقنوات الترفيه والإبداع. أما المخرج أيمن الشريف فيرى أن التواصل الاجتماعي تطور وتغلغل في حياتنا كالأكسجين والماء، ومع التطور التكنولوجي السريع لعالم تقنية الاتصالات، أصبح العالم في جيبي ولكن من المشاكل التي أراها عدم احترام الخصوصية على الإطلاق وهذا من أهم العيوب التي أواجهها شخصياً ويواجهها معظم أصدقائي من المشاهير في الفن والرياضة والسياسة وأنا شخصياً استفدت من التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء والجمهور وأصبح لي في تويتر أكثر من 300 ألف متابع وبالفيسبوك خمسة آلاف صديق معظمهم من المجال الفني والإعلامي، وهذا أفادني في فتح أسواق إنتاجية جديدة لي والتعرف على نجوم ومنتجين ومخرجين في عديد من دول العالم وتوطيد الصداقة مع نجوم عربية وعالمية.. أما الإعلامي السعودي أحمد سرور فقال: مواقع التواصل من وجهة نظري خدمت الإنسان بشكل عام واختصرت المسافة والزمن وهي ثوره يجب مواكبتها إيجاباً، لكن للأسف البعض أساء استخدامها بشكل سلبي سواء من خلال ترويج الشائعات وضياع الوقت، بل وكشفت الكثير من المشاهير في شتى المجالات على حقيقتهم من حيث المثالية وغيرها وانكشف الوجه الحقيقي لهم ومنهم من أسهم في انتهاك خصوصية الآخرين، بل إن البعض كشف عن عورة بيته من خلال ما يسمى بالسناب شات وغيره، وقد يندم حين لا ينفع الندم! في المقابل هناك نماذج مشرفه وإيجابيه طوعت هذه الثورة لخدمة أهدافها الإيجابية والنبيلة ومساعدة الناس دينياً واجتماعياً وإنسانياً. سبل الحماية هل من طرق قانونية لحماية خصوصيتنا من عدوان القراصنة والمتطفلين؟ هنا تؤكد الكاتبة الصحفية إيمان قنديل أن عديداً من المنظمات الدولية كثفت أنشطتها في مجال الأمن المعلوماتي للدول والأفراد بهدف تنظيم حماية المعلومات وتنظيم انتقال البيانات الخاصة ورغم أن التشريعات والقوانين الخاصة بحماية الخصوصية والبيانات غير ملزمة عالمياً لجميع دول العالم، فإن هناك أكثر من 100 دولة تطبق قوانين تنظِم التدفق الدولي للبيانات كآلية لحماية خصوصية الأفراد، وهناك مجهودات ملموسة في حماية خصوصية البيانات تبنتها منظمات إقليمية ودولية من أهمها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي شرعت في وضع أدلة وقواعد إرشادية بشأن حماية الخصوصية ونقل البيانات المعالجة، وتتضمن التوجيهات مبادئ رئيسة لحماية الخصوصية أو الحق في حماية البيانات الخاصة؛ ومنها تحديد حصر عمليات جمع البيانات والاقتصار على طبيعة البيانات الشخصية وتحديد الغرض من استخدامها والعلانية أمام أصحاب هذه البيانات وتوفير وسائل حماية وأمن المعلومات، أما عن الأثر النفسي لانتهاكات الخصوصية فقد تحدث إلينا الإخصائي النفسي والمستشار الأسري الشريف محمد بن ناصر قائلاً: تأثير وسائل التواصل الاجتماعي نفسياً على الإنسان والمجتمع في هذه الحياة إذا استخدمت بطريقة خاطئة يحدث الضرر، فعلى الرغم من أنها تعزز الاتصال المجتمعي فإن استخدامها المفرط يؤدي إلى نوع من أنواع الإدمان الذي يقود إلى العزلة والانطوائية وتعطي الضحايا فرصة للهروب من مجتمعهم، حيث إن المستخدمين يتعاملون مع عالم افتراضي ومع أشخاص غير حقيقيين أو على الأقل لا يدخلون في نطاق دائرة المعارف والأقارب ولا يستطيع الشخص أن يراهم في دائرة مجتمعه، فهم غرباء لا يستطيع أن يتعامل معهم بشكل مباشر، وهو ما يسميه البعض العيش في عالم الأحلام والرومانسية الزائدة مقارنة مع الأوضاع في أرض الواقع فيلجأ الشباب إلى خلق عالم خاص بهم يرتقي لتطلعاتهم وآمالهم مقنعين أنفسهم بأنه في إمكانهم فعل ما يريدون حتى لو انتهكوا خصوصية الآخرين.. ونفسياً أيضاً يؤثر التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي على رؤية المستخدم لنفسه وليس فقط لمجتمعه، حيث تضع تلك المواقع مستخدميها تحت المجهر وتجعلهم في محاولة دائمة للظهور بصورة مثالية وتقديم أنفسهم للعالم الافتراضي بصورة مغايرة للواقع عن طريق نشر صورهم وأخبارهم وما يحدث في حياتهم وينتظرون الحكم عليها من قبل أصدقائهم في وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يؤدي إلى زيادة القلق والترقب الدائم للحكم الذي يحكمه الأصدقاء عليهم وهو ما يشعره بالأمان والأهمية الوهمية؛ ففي دراسة نفسية ثبت أنه كلما زاد عدد المتابعين للشخص زاد القلق لديه؛ ولذلك أتمنى أن نقنن تعاملاتنا الافتراضية ونعيش على أرض الواقع. ماذا يقول الدين؟ كان لمجلة اليمامة وقفة عند حكم الدين في هذه الظاهرة مع الشيخ الدكتور مبروك عطية رئيس قسم الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف وأحد أعضاء هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود في أبها الذي قال: الإسلام لم يضع أتباعه يوماً من الأيام في معزل عن بيئاتهم والمجتمعات من حولهم، بل دعا أتباعه ليكونوا خير أمة أخرجت للناس في جميع المجالات من الاقتصاد والزراعة والطب والهندسة إلى مواقع التواصل، فعليهم أن يكونوا سباقين بكل خير ينفع الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين ومن ثم أقول: إن مواقع التواصل الاجتماعي وما يحيط بها من انتهاك خصوصية مستخدميها يذكرنا بالطبيب الذي يطلع على خصوصية المرأة وليس لها بد من زيارته ولا توجد أنثى متمكنة مثله فهو يكشف عليها وينساها ولا يطلع عليها باعتبارها أنثى.. فكذلك العاملون في مواقع التواصل الذين يستطيعون الاطلاع على خصوصيات الناس إذا تعمدوا البحث عنها واستغلوها فإن ذلك يعرضهم للإثم بلا شك، ولا أقول إن الناس الذين انتهكت خصوصياتهم عليهم أن يخاصموا تلك المواقع على إطلاقها وإنما أقول ينبغي ألا يلتفت إلى من يطلع على خصوصياتهم لأن خصوصياتهم في صدورهم قبل أن تكون في صورهم وعليهم أن يتعاملوا مع كل الوسائل بحذر شديد وبفكر رشيد فإذا اطلع عليهم مطلع لا يجد إلا أمة مستورة وفكرة غير مهجورة وهم على أطيب صورة، وعلى القائمين على العمل الذين يطلعون على عورات الناس والذين يحاولون أن يخترقوا خصوصياتهم وصفحاتهم أن يتقوا الله، تلك الكلمة الجامعة المانعة التي تدخل في الإعلام والتواصل والبيع والشراء والزواج والطلاق وسائر معاملات الناس، وأعتقد أنه بالجمع ما بين الطرفين سنحقق الإيجاب ولعلي قد قلت على الهواء قبل ذلك في برنامجي كلمة سر إن هذه التكنولوجيا لم تخلق من أجلنا ولم تخترع من أجلنا نحن معشر العرب، ولم أكن ظالماً أو مبالغاً حين قلت ذلك لأننا نسيء استخدامها والمفروض أنها اخترعت لتحسين سبل حياتنا وتسهيل وسائل اتصالاتنا، وإذا استخدمناها في الصور والأفلام وهتك الأسرار والرسائل التافهة وغير ذلك من الأمور كانت سلباً علينا، وهذا الدين دين الإيجاب وليس دين السلب. رأي قرصان في حوار خاص مع أحد المتمرسين الذين يطلق عليهم قراصنة المعلومات أدلى ببعض الأسرار التي تتسم بالغرابة ولا معقولية ولكنها حقيقة تمارس يومياً والأغرب أن سمة هذه الشخصية في حوارها اتسمت بالاتزان والدراية الواسعة مع أن عمره لا يتعدى الثمانية عشر عاماً. يقول إنه دخل هذا المجال بهدف التجربة وإشباع رغبة الفضول لديه ولكن تطور الأمر ليصل لمرحلة التربح، وكان السؤال عن مدى الحماية لهذه النوافذ فقال أغلب المستخدمين للنت غير محترفين ويمكن اختراقهم بسهولة نتيجة عدم اتباعهم أساليب الحماية التي في الغالب تكون معلنة من قبل الشركة المالكة للبرنامج فمنهم من يكون متساهلاً في فتح جميع خيارات البرامج ويدلي بكل بياناته الشخصية أثناء التسجيل الأول في الموقع بصورة حقيقية ولا يقوم بخيارات الحماية لها عن عدم معرفة، ومنهم من يقبل كل ما هو معروض عليه من فيديوهات أو مواقع أو روابط وهنا يمكننا في هذه الحالة زرع برنامج مسيطر على حاسبه أو جواله حتى يصبح هذا المستخدم بما يملكه من خصوصيات كتاباً مفتوحاً لنا نتعامل معه ونسيطر على جميع وظائف جهازه عن بعد من ملفات أو برامج أو حتى كاميرة جهازه فنصوره بها ونسمع صوته كيفما نشاء..ويقول: في بادئ الأمر كان الاختراق لي بمثابة نجاح شخصي لكن في الغالب يمكن أن يتطور الأمر لدى الكثير للابتزاز عن طريق مساومة الضحية على إرجاع حسابه المسروق أو رد بعض الصور والفيديوهات والبيانات الخاصة به أو حتى بيعها لجهات مستفيدة من هذا الشخص خاصة لو كان شخصية عامة ومعروفة، لقد تعدى الأمر فكرة الاختراق الفردي البسيط وأصبحت هناك كيانات تقوم بالاختراق الممنهج لعدد كبير من المستخدمين، حيث يتم تجميع كميات كبيرة من البيانات ويتم تصنيفها حسب المناطق والأعمار والاهتمامات وخلافه ليتم بيعها بعد ذلك لمؤسسات دولية تستخدمها في الدعاية والإعلان دون الرجوع لأصحابها فتجد سيلاً من الرسائل والاتصالات تنهال على جوالك تعرض خدمات أو تسويق منتجات، بل تعدى الأمر لأخطر من ذلك بأن قامت بعض الشركات بإنشاء برامج متخصصة تباع بملايين الدولارات للتتبع ومعرفة رقم المتصل أو معرفة الأرقام السرية لبعض الحسابات..والآن تجد برامج وتطبيقات تباع على مواقع الهاتف بسهولة تعلمك بهوية المتصل بك حتى لو لم يكن مسجلًا لديك أو كلمة السر لشبكة الواي فاي القريبة منك..ثم يسأل: من أين أتت هذه البرامج بهذه البيانات؟ والغريب نجد أن الجميع شباباً أو كباراً يلهثون وراء تلك البرامج فهي سوق مفتوحة ومغرية، والحقيقة أن أغلب هذه البرامج تستند إلى قواعد بيانات مسروقة وقديمة مما يتسبب في الغالب مشاكل لأصحابها الأصليين وهذه البرامج طبعاً بمقابل وتحتاج إلى تحديث مستمر بمقابل آخر وتقوم على إدارتها مجموعات متميزة من الهكرز، وليس كل أعمال الهاكر بغرض الابتزاز فقط فمن الممكن أن أقدم خدمات لبعض الأصدقاء بغرض استرجاع حق لهم أو المساعدة في تحديد هوية بعض الأشقياء من اللصوص أو المخربين؛ وهذا الأمر متبع لدى بعض الجهات الأمنية، وهناك نوع آخر من التهكير يكون الهدف منه مساعدة بعض الأشخاص في زيادة نسبة المتابعة عندهم وعدد الأصدقاء لحصوله على الشهرة من إنشاء قاعدة أصدقاء واسعة وتباع مجموعات الأصدقاء والمتابعين بمبالغ كبيرة ويقبل على هذا النوع بعض الفنانين المغمورين ومرشحي الانتخابات أو حتى بهدف توثيق الحساب من قبل أفراد عاديين لدى الشركات بعدد معين من المتابعين والمتفاعلين على حسابه، وعن أساليب الحماية حثنا أنه يجب على المتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي عدم الانسياق وراء العناوين الرنانة أو الفيديوهات الغريبة والروابط من أشخاص غير موثوق بهم لأن الهاكر يعتمد على عنصر التشويق لدى المستخدم في فتح الروابط ومن ثم يرسل له برنامج التهكير المخفي ليثبت تلقائياً على جهازه.. وعلى الشخص أيضاً حماية حسابه من طلبات الصداقة الوهمية فمن غير الطبيعي أن أقبل صداقة شخص ليس بيني وبينه أصدقاء مشتركون ويجب كذلك عدم تفعيل جميع خصائص البرنامج المفتوحة تلقائياً وتفعيل خصائص الأمان في إعدادات البرامج وعدم الانسياق وراء المواقع الإباحية فهي المدخل الرئيس للاختراق لأن الهكرز يرون فيها فرصة سانحة خاصة مع الشباب في المنطقة العربية.. وفي النهاية أنصح المستخدمين بتصفح ما هو مفيد وفي صلب تخصصهم ومن مواقع موثوقة، وهنا تقل فرصة الاختراق ويصبح الجهاز في أمان.