الأستاذ منصور العمّار رجل أعمال عصامي بدأ مشوار حياته الحافل في بيئة فقيرة، وعانى من اليتم والفقر لكن بفضل طموحه الكبير وجرأته في اقتحام الآفاق الجديدة وصل أخيراً إلى قمة هو لا يراها أنها خاتمة المطاف. ضيفنا عمل في أكثر من مجال في القطاعين العام والخاص وتجربته جديرة بأن يستلهم منها الشباب دروس الصبر والمثابرة.. تعالوا نستعيد مع الأستاذ العمار ذكريات مشوار حياته منذ مولده في قرية «جبة»: النشأة والطفولة * أين دوت صرختك الأولى؟ - عام 1375ه في بلدة جبة (130 كيلو) في الشمال الغربي من منطقة حائل، وكانت في تلك الفترة مجرد قرية صغيرة فيها عدد محدود من البيوت الطينية في قلب النفود، وتكاد تكون معزولة عن العالم، بيوت طين متلاصقة أشبه بالحياة البدائية، ويعتبر الوصول لمدينة حائل مشقة كبيرة تستغرق عدة أيام، مجرد بيوت طينية متلاصقة، وتكاد تكون المهن محصورة بين الزراعة والرعي، أُناس بسطاء لكنهم أنقياء ومتحابون وكل من فيها يشعر أن بيوت الآخرين بيته، فكلهم أهل بالمعنى الحرفي للكلمة. * مرحلة الطفولة هل مازلت تتذكر تفاصيلها؟ - عشت طفولتي يتيماً بعد فقداني لوالدتي، لكن والدي - رحمهما الله جميعاً- يكاد يكون أنساني اليتم، أتذكر أنني كنت لا أملك إلا ثوباً واحداً أرتديه طوال العام، وكنت أقطع يومياً مسافة ثلاثة كيلومترات للمدرسة مشياً على الأقدام من البيت لمدرسة القرية، أحمل حقيبتي على ظهري، و(رغيف خبز) أحمله في جيبي للفسحة، كانت أحوالاً بائسة، ومزيجاً من الفقر والحرمان، وفي الوقت نفسه ملأتنا بالطموح والأحلام الكبيرة. مراحل الدراسة * هذا يدعونا للسؤال عن سنوات الدراسة الأولى، وكيف كانت القرية حينها؟ - الدراسة الابتدائية كانت في مدرسة طارق بن زياد في جبة، وكانت هذه المدرسة هي ثاني مدرسة ابتدائية يتم افتتاحها في منطقة حائل، وكان مديرها هو الأستاذ مفضي الفهيد أحد روّاد التعليم بمنطقة حائل، وكان له الفضل – بعد الله – في افتتاح هذه المدرسة، وكان والدي فلاحاً أميّاً بسيطاً لكنه كان يحثنا على الدراسة، فرغم أن الأبناء في ذلك الوقت يحتاجهم آباؤهم لمساعدتهم في الكد اليومي إلا أنهم رغم أميتهم كانوا يهتمون بدراسة أبنائهم ويحثونهم على الاجتهاد والعلم. * ما أبرز الأحداث التي لا تزال تتذكرها من تلك الفترة؟ - ربما كان الحدث الذي جذبني في تلك الفترة هو الحديث عن معركة (الكرامة) التي حدثت في عام 1986م، كنا نلتقط أخبارها ونحن في قرية جبة عبر الراديو الذي كان آنذاك هو الوسيلة الوحيدة المتاحة التي تربطنا في العالم الخارجي، إذ كان أي شيء خارج حدود القرية هو عالم مجهول لنا، وكان لوجود أغلبية من المدرسين الفسلطينيين أهمية في التفاعل مع هذا الحدث، فكان الحديث الذي يتعدى حدود القرية كان يدور حول فلسطين السليبة وما يدور فيها آنذاك. 130 كلم فى 3 أيام * ما أول رحلة قمت بها خارج حدود قرية جبة؟ - أول رحلة كانت من قرية جبة إلى مدينة حائل في سيارة (فورد لوري) متهالكة، وقطعنا المسافة من جبة إلى حائل (130كلم) في ثلاثة أيام، وكان ذلك لغرض أداء الشهادة الابتدائية، ورغم أنها الآن تعتبر قريبة، إلا أنها كانت في ذلك الوقت مشقة عظيمة. * وكيف وجدت المدينة مقارنة بالقرية؟ - أذكر أنني عندما وصلت لحائل أقمت عند بعض جماعتنا المشتغلين بالطين – بناء بيوت الطين – وهي المهنة الرائجة بحائل في تلك الفترة، وكانت رواتبهم في تلك الفترة ثلاثة عشر ريالاً للخلاط الذي يقوم بخلط مواد البناء البدائية، وسبعة ريالات (للمعدي) وهو الشخص الذي يقتصر دوره فقط على حمل وتوصيل الخلطة والمواد، وأنهيت اختبار الابتدائية وأكملت الدراسة في المتوسطة الثانية بحائل لأن القرية لم يكن بها مدرسة غير الابتدائية، وكانت الوزارة تصرف لنا نحن القادمين من خارج المدينة مائة ريال شهرياً مكافأة (بدل اغتراب) وكان القادمون من خارج المدينة يسمونهم مغتربين، وكنت أدرس الصباح وأعمل في المساء لتوفير مصاريف السكن والأكل وغيرها. * ماذا كنت تعمل في تلك الفترة بعد الدوام؟ - أعمل مع العمّال المشتغلين في الطين بوظيفة (معدّي) براتب ثلاثة ريالات ونصف، وكان راتب أمثالي سبعة ريالات، لكنني أنا كنت أشتغل بعد الدوام أي نصف اليوم فقط ولهذا كنت أستلم نصف راتب العامل الذي يعمل يومه كاملاً، وكنت أسكن في بيت طيني إيجاره ثلاثين ريالاً في الشهر، في الزاوية الشمالية من سوق سماح، حيث كان قريباً من المدرسة، وكان يشاركني السكن زميل في الكفاح اسمه الأستاذ سعود الزيدان، إذ كنا نتقاسم السكن والمشقة والعناء. * هل أكملت دراستك المتوسطة في حائل؟ - بعد أن أنهيت الأول متوسط قررت أن أنتقل للمنطقة الشرقية بحثاً عن فرص أفضل للعيش والعمل، وسافرت من حائل بعد أن اقترضت مائة ريال من أحد تجار حائل بشرط أن أعيدها 128 ريالاً كفائدة لهذا القرض، وسافرت ممتطياً (ظهر وانيت قديم) مع أحد أقربائي وعائلته، وكانت رحلة طويلة، فقد استغرق السفر يومين للوصول إلى القصيم، ويوماً ثالثاً حتى نصل للخرج، وضعفهمها حتى وصلنا للمنطقة الشرقية، وهناك سكنت في بيت عمي عبدالرحمن العمار - رحمه الله-، وواصلت دراستي في متوسطة الثقبة حتى أنهيت المرحلة المتوسطة ثم بدأت حياتي العلمية والعملية في الوقت نفسه حتى حصلت على الثانوية والجامعة فيما بعد، وكان كل شيء في ذلك الوقت شاقاً ومضنياً لشاب يتيم قادم من القرية لا يملك إلا طموحاً كبيراً لا ينضب ولا يفتر. من «ريقل» إلى أرامكو * كيف بدأت حياتك العملية في المنطقة الشرقية؟ - بدأتها في وظيفة (ريقل) في إحدى الشركات، والريقل هو العامل الذي يؤشر للرافعات الكبيرة التي تنقل الحديد والبضائع في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، فكنت أعمل 12 ساعة في اليوم من الصباح وحتى المساء بأجر مقطوع عبارة عن سبعة ريالات في اليوم أي 120 ريالاً في الشهر، وبقيت بهذا العمل فترة قبل أن يخبرني أحد أقربائي أن شركة أرامكو تبحث عن موظفين فنيي لحام، وقررت أن أترك عملي وألتحق بالمعهد المهني للحصول على دورة لحام، وتوجهت فعلاً للمعهد المهني لكنهم قالوا لي إنه لا توجد دورة لحام في الوقت الحالي، ولا توجد سوى دورة فني كهربائي، وبدأت فعلاً في دورة الكهرباء حتى أنهيتها بعد 18 شهراً، وكان المعهد آنذاك يصرف مكافأة مائتين وخمسين ريالاً، يحتفظون بخمسين منها لما بعد التخرج، وبعد جهد ومشقة تخرجت من المعهد وعرضوا علي وظيفة مدرب في المعهد نفسه فرفضت، وتقدمت لأرامكو وحصلت على وظيفة في مدينة بقيق مشغّل في قسم المعامل والأنابيب وكان رئيسي في مدينة بقيق المهندس علي النعيمي وزير البترول والثروة المعدنية السابق، وكانت نقلة جيدة إلى حد كبير بمقاييس تلك الفترة. * كيف وجدت العمل في أرامكو وقتها؟ - كان الراتب ثمانمائة ريال، وأسكن في سكن الشركة في بقيق (كمباوند حي الفرحة) وكان فيه سينما وملاعب وكافتيريا، كان شيئاً رائعاً ومدهشاً، لكن ذلك لم يكن طموحي، كانت لي أحلام أكبر منذ طفولتي في جبة، كنت أطمح أن أكون مميزاً أكثر وأنقذ أهلي وأبي من حياة البؤس، لذلك بعد سنتين بالعمل في أرامكو غادرتها طامحاً إلى شيء أفضل، فنقطة الوصول لأرامكو كنت أعتبرها البداية في حياتي وليس النهاية، خشيت أن يسرقني العمر وأنا متخشباً بين دخان المصانع وضجيج المكائن الضخمة، لم أكن أعلم وقتها إلى أين الخطوة القادمة لكنني كنت على ثقة أن أمامي رحلة أهم من البقاء في أرامكو، ففي كل خطوة أشعر أن هناك خطوة قادمة لا بد أن أخطوها. تجارب عديدة * ماذا كانت الخطوة الثانية بعد الخروج من أرامكو؟ - قررت أن أتجه للعمل الحر، وتحديداً في نشاط المقاولات، فذهبت للدمام وبعت سيارتي بثمانية آلاف ريال، واشتريت أخرى بألفي ريال، واقترضت من بنك التسليف خمسة آلاف ريال، وافتتحت ورشة كهرباء في مدينة العمال بالدمام، إضافة إلى أنني اشتريت سيارة أجرة أستخدمها لعملي وفي الليل (أكدّ) عليها مشاوير، واستلمت مشروع مقاولة ملاعب نادي الخليج بسيهات، وبعد فترة وجدت نفسي غير قادر على منافسة المؤسسات الضخمة في الدمام، ففكرت أن أنقل مؤسستي إلى مدينة الخفجي، وفعلاً تم ذلك، وهناك في الخفجي تحسنت الأمور قليلاً، حيث وجدت وظيفة بشركة الزيت العربية اليابانية، إلى جانب عملي في مؤسستي الخاصة، ثم حصلت على إجازة لأقضيها في مدينة حائل، لكنني لم أعد من تلك الإجازة للخفجي مرة أخرى! * هل يئست من النجاح واستسلمت للفشل؟ - لا يوجد بحياتي – ولله الحمد – مصطلح اسمه فشل، لكن هي تجربة أخرى، حيث كانت عودتي لحائل عام 1977م أي 1377 م، فبدأت حائل تتحول من بيوت الطين إلى الأسمنت، عملت مدرباً في المعهد المهني بحائل إضافة لعملي بالمقاولات بعد الدوام، فقد بدأ البنك العقاري آنذاك بإقراض المواطنين، وبدأت بيوت الأسمنت في حائل، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان إذ قرر مدير المعهد سليمان العتيق وقتها ابتعاثي إلى الرياض لمدة 9 أشهر لأسافر بعدها إلى بريطانيا لدراسة الهندسة الكهربائية، وفعلاً ذهبت للرياض وبعد خمسة أشهر من العمل أحسست بالضيق والفتور، فقدمت استقالتي لوكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الأستاذ محمد الجاسر، وسافرت إلى جدة، وبدأ فصل جديد من فصول الطموح والأمل والعثرات أحياناً. * هل عدت في جدة للوظيفة أم اتجهت للأعمال الحرة؟ - عملت بجدة – وكان ذلك في عام 1987م - في شركة الصيانة السعودية «صيانكو» وهي المسؤولة عن توزيع المياه بالمملكة وكان يملكها الأمير عبد الرحمن بن عبد العزيز، وكنت أعمل مسؤول العلاقات العامة، وبعد ثمانية أشهر قدمت استقالتي، وكانت هذه الوظيفة منعطفاً مهماً بحياتي للانتقال من العمل الفني إلى العمل الإداري. * وهل غادرت جدة بعد ذلك؟ - لا، فقد حصلت على توصية وتزكية من الأمير سعود بن عبد الله بن عبد الرحمن عند مدير المبيعات بشركة الخطوط السعودية الأستاذ عدنان جاو، وأصبحت ممثل خدمة العملاء في الشركة في يوليو 1980 م، وفي تلك الفترة أكملت دراستي الثانوية والجامعية في إدارة الأعمال، وتزوجت أم نايف أكبر أبنائي، انتقلت بعدها لمدينة شرورة كترقية في الخطوط السعودية، ومن ثم انتقلت إلى الخطوط السعودية في حائل في آواخر عام 1983 تقريباً. * في كل فترة تعود إلى حائل، هل ذلك رغبة تشكل لك هاجساً أم هي مصادفة تتكرر في كل مرة؟ - قد تكون رغبة فعلاً، لأن والدي في تلك الفترة أصبح كبيراً في السن، وكنت أود أن أكون قريباً منه، إضافة إلى أن العمل الحر مازال هاجساً، وحائل أصبحت وقتها مدينة جاذبة للأعمال والمؤسسات، فكانت العودة تعني البحث عن فرصة جديدة في كل مرة. استثمار فى القطاع الصحي * هل عدت للعمل الحر أم بقيت في الوظيفة بعد عودتك الثانية لحائل؟ - بعد عودتي جلست أتأمل رحلتي، واستعدت حياتي الماضية كفيلم طويل، وقررت في عام 1404 ه العودة للعمل الحر من جديد، إذ أقدمت على شراء المستوصف الأهلي بحائل بقيمة مائتي ألف ريال، وقد استدنت جزءاً من المبلغ لشراء المستوصف، وكان وقتها صغيراً وبسيطاً، وبمبنى مستأجر، وبدأت في تطوير وبناء كوادره الطبية والفنية والوظيفية، حتى عام 1994 م، حيث تم شراء مبانٍ وإضافات نوعية بالمعدات والفنيين والقوى العاملة، حتى أصبح بفضل الله من أكبر المراكز العلاجية في المملكة، ومازلنا نطوّر ونتقدم بفضل الله. * هل نستطيع أن نقول إنه كان نقطة تحول في حياتك العملية؟ - إلى حدٍ كبير، فنجاح المستوصف أعطاني مزيداً من الثقة، فمن موظف عادي إلى إدارة منشأة فيها أكثر من 325 موظفاً، إضافة إلى 40 طبيباً وطبية، وأغلب العاملين معي من السعوديين ولله الحمد. * هل نقول إن نجاح المستوصف حقق طموحك؟ - الحقيقة أن طموحاتي ليس لها سقف، فما زلنا بطور تطوير المستوصف ليكون مستشفى تخصصياً بسعة مائة سرير، وكذلك نعمل على بناء مدينة العمار الطبية، وهي مدينة طبية متكاملة، عبارة عن مستشفى تعليمي كامل، وكلية طب وجراحة، وكلية علوم صحية مجهزة بأحدث التقنيات والمواصفات العالمية. * ما أبرز الصعوبات التي توجهكم في العمل الصحي؟ - الاستثمار في المجال الصحي من أصعب المجالات التي يعمل فيها الإنسان، فهو مجال حساس كونه يتعامل مع حياة الناس ومن يقوم بخدمتهم، لهذا تحتاج إلى منظومة مميزة ومتكاملة، ومهنيين على درجة عالية من الكفاءة والمهنية، إذ ليس هناك أي سماح بأي خطأ، لأن أي خطأ في المجال الصحي قد يؤدي – لا سمح الله – بحياة إنسان، وأيضاً تحتاج إلى جوانب تقنية قد لا تكون متوافرة في السوق المحلية، وكذلك تفهّم ثقافة المجتمع التي نفتقد إليها في مجتمعنا إلى حد كبير، لكنها ولله الحمد بدأت تتطور بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بفضل تأثير التقنية الحديثة، ولعل من أبرز الصعوبات هو الخلط في التعامل بين المؤسسات الصحية وبين المؤسسات الأخرى، وهذا من سلبيات سوء تطبيق بعض اللوائح والأنظمة، ولهذا التطور لا بد أن يكون كمنظومة كاملة بين الجهات الرسمية وبين الجهات الخاصة مقدمة الخدمة، فيجب أن تكون العملية تكاملية، وليس مجرد رقابة وأنظمة تتحدث بشكل بطيء جداً. ملوك ورؤساء * من أبرز الشخصيات التي قابلتها وتركت أثراً في نفسك؟ - تشرفت بمرافقة الملك عبد الله بن عبدالعزيز – رحمه الله – إلى الصين، وقابلت الرئيس الماليزي الدكتور مهاتير محمد، والرئيس الفرنسي جاك شيراك، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. * هل استطعت أن توازن بين عملك وبين واجباتك العائلية، وهل رأيت تأثرهم بعصاميتك؟ - الحمد لله، ابنتي الكبرى ماجستير قانون تجاري، وابني الدكتور نايف طبيب استشاري جراحة عامة في المستشفى العسكري بالرياض، وابنتاي الأخريات واحدة تحمل البكالوريوس في إدارة الأعمال، والأخرى نظم معلومات إدارية، ولدي ابن يدرس الإدارة الصحية بجامعة حائل، والصغرى تدرس في المرحلة الجامعية. * من الشخصيات التي يراها أبو نايف مؤثرة في حياته ويراها قدوة؟ - والدي عقيل العمار - رحمه الله - الذي تعلمت منه ومن عصاميته أشياء كثيرة لا تحصى، والخال عبدالله الفرحان الفلاج (راعي جبّة)، وعمي عبدالرحمن العمار، وخالي عبدالعزيز الفرحان، ولكل منهما شخصيته التي ألهمتني في هذه الحياة، أما في الشخصيات العامة فالملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - شخصية لا يمكن نسيانها في التاريخ الحديث، أما الشخصية التاريخية فهو الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه. دور الغرف التجارية * بصفتك رئيس الغرفة التجارية سابقاً ما دور الغرفة في دعم الشباب السعودي؟ - الغرفة التجارية من مؤسسات المجتمع المدني – شبه الحكومية – وينبغي أن يكون لها دور في توظيف الشباب السعوديين بالتنسيق مع وزارة العمل ومجلس الغرف التجارية، لكنها إلى الآن لم تحظ بالدور باستقلاليتها، ولا تزال تواجه الكثير من العراقيل، فهي مازالت تحت هيمنة أنظمة بعض الوزارات التي تعيق الكثير من حريتها، ونأمل أن يكون للغرف التجارية دور ملموس في القريب تجاه الشباب، لأنهم طاقات كامنة تحتاج للتدريب والتعليم والتوجيه، كما يحتاجون للإرادة والاحتكاك والاستفادة من خبرات رجال الأعمال، كذلك الجمع بين المحافظة على الجوانب الدينية، والتقاليد، وثقافة المجتمع، ومتطلبات العمل والإنتاجية والتطوير المستمر. * ماذا تقول للشاب السعودي المقبل على الحياة العلمية والعملية؟ - أقول لأبنائي وبناتي السعوديين واصلوا العمل، ولا تيأسوا، فالحياة – يا أبنائي – كفاح، تسلحوا بالصدق والإخلاص والتفاني بالعمل، وبمزيد من ثقافة العمل من أجل خدمة الوطن الذي يحتاج منا إلى الكثير بما يوازي أفضاله التي لا تنتهي. الرؤية 2030م * كيف ترى رؤية المملكة 2030 من كافة الجوانب؟ - روية المملكة 2030 تعبّر عن مدى طموح وأمل المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، وتهدف إلى الارتقاء بالمملكة على المستويات والأصعدة كافة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهي بلا شك تعد الأكثر جرأة والأكثر شمولاً في تاريخ المملكة، وستتحقق بإذن الله من خلال الإرادة القوية والإصرار والتثقيف الإعلامي، وورش العمل في جميع المناطق، حتى تتفاعل جميع شرائح المجتمع معها، والأهم التركيز على تنمية الإنسان، ولا ننس أننا من الدول القليلة التي تتجاوز فيها نسبة الشباب 60 %، ولا أخفي تفائلي أن المملكة ستصبح قريباً من الدول المؤثرة في العالم، فكما نحن اليوم من أعضاء منظمة العشرين، فإننا نطمح أن نكون الخمس أو الست الدول الأولى المؤثرة اقتصادياً وسياسياً وثقافيا. * كلمة أخيرة أستاذ منصور نختتم فيها هذا الحوار الذي عبرنا فيه من شجون الماضي إلى أحلام وتطلعات المستقبل؟ - الكلمة الأخيرة إلى أهلي أهل منطقة حائل وعلى رأسهم أميرها الكريم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، لنكن يداً واحدة لتطوير المنطقة، والاستفادة من (رؤية المملكة 2030)، فحائل فيها الكثير من الفرص والمميزات التي ستساعد للنهوض بالاقتصاد، وحائل قادرة أن تضيف زخماً اقتصادياً وثقافياً وإنسانياً، لذا أتمنى من قادة المجتمع الإصرار على تنفيذ الرؤية وعدم الرضوخ لتوجس وتردد من اعتادوا على نمط معين ويخافون من التجريب والتحديث، وأثق أننا بتكاتفنا جميعاً سنحقق الطموحات التي يسعى لها ولاة أمرنا لمصلحة وطننا أولاً وأخيراً.