×
محافظة المنطقة الشرقية

#مقالات – وداعاً حلب.. السَّلام على جامعتكم يا عرب

صورة الخبر

فيصل عابدونفي حال تأكدت التقارير عن مؤامرة يخطط لها تنظيم «داعش» لتخريب الانتخابات الرئاسية الفرنسية، وتنفيذ سلسلة اغتيالات تطال أبرز المرشحين في هذه الانتخابات، فإن التنظيم الإرهابي يكون قد رفع سقف تطلعاته كثيراً لتصل إلى قصر الإليزيه نفسه، بدلاً عن استهداف المساجد والكنائس وملاعب الرياضة ومحطات القطارات. وهي خطوة قد تعني الطموح والثقة بقدر ما يمكن أن تتضمنه من علامات اليأس وفقدان الأمل.وتقول السلطات الفرنسية: إن المشبوهين اللذين اعتقلا الثلاثاء في مرسيليا، وهما كليمان بور ومحي الدين مرابط، اعتنقا فكر التطرف خلال تقاسمهما الزنزانة نفسها في أحد السجون، بعد إدانتهما بجرائم متعددة بينها الاتجار في المخدرات. وأنهما كانا يخططان «لهجوم وشيك وعنيف» قبل الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة. وقالت الشرطة إنها عثرت بحوزة الرجلين على أسلحة ومتفجرات وراية لتنظيم «داعش» كما عثرت على صحيفة تحمل على غلافها صورة مرشح اليمين الفرنسي في الانتخابات فرانسوا فيون. وبينما يعتبر احتفاظ الرجلين بصورة فيون مؤشراً على اتجاه المخطط الإرهابي الفاشل، فإن ما يعزز هذا الاعتقاد قيام الشرطة بتوزيع صورة المعتقلين على المسؤولين الأمنيين المكلفين بحماية المرشح الأوفر حظاً بالفوز إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف ماريان لوبان. ولا شك في أن اختيار أهداف بهذه الأهمية يعتبر توجهاً طموحاً من قبل التنظيم الإرهابي الذي يعيش أسوأ أيامه في سوريا والعراق وتضيق أمامه الخيارات وفرص البقاء. فإن نجاح مثل هذه الخطة من شأنه أن يحدث فوضى عارمة ويوجه ضربة قوية لنظام الانتخابات والعملية الديمقراطية برمتها ليس في فرنسا وحدها، ولكن في دول أوروبية عديدة، كما أنه يمنح التنظيم فرصة لالتقاط الأنفاس وإثبات قدرته على الحركة وتوجيه الضربات بعدما أثخنته الحملات العسكرية الناشطة وهشمت قدراته التنظيمية ودمرت معاقله الحصينة في كل مراكز انتشاره. لكن الفرصة لم تسنح فيما يبدو لقيادة التنظيم لتوفير الظروف الملائمة لإنجاح مثل هذا المخطط الخطر وخاصة لجهة اختيار فريق تنفيذ المهمة المعقدة. فقد اعتمد التنظيم على اختياراته التقليدية في تجنيد شخصيات فاقدة الهوية تعيش على هامش المجتمع وذات سجل إجرامي غارق في الشبهات. هذا الخطأ القاتل كان سببه القلق والتعطش لانتصار يرفع المعنويات المنهارة. وكان سببه أيضاً فقدان الموارد المادية وانهيار نظام الاتصالات الداخلية لتنظيم «داعش» والأجواء الخانقة التي يعيشها واضعو خططه واستراتيجياته الإرهابية. كل ذلك جعل سلطات الأمن الفرنسية في موقف أقوى بكثير وعجل بكشف المخطط الإرهابي وتفكيكه وإحباط معنويات مخططيه ومن يقف وراءهم في توقيت محسوب. Shiraz982003@yahoo.com