أبوظبي:مهند داغر دعا الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، إلى زيادة حصة المواطنين من إجمالي عدد المدققين الداخليين في الدولة وتعزيز مهاراتهم، مؤكداً أن الشفافية والفاعلية والابتكار والمبادرة هي من مرتكزات عمل المدقق الداخلي.وقال الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته الافتتاحية لفعاليات «المؤتمر الإقليمي السنوي للتدقيق» والذي انطلق أمس في أبوظبي بتنظيم من «جمعية المدققين الداخليين في الدولة»: «إنه من ضمن رؤية قيادتنا الرشيدة إيجاد اقتصاد مستدام، وبالتالي المدققون الداخليون جزء من هذه العملية، وهذا المؤتمر سيساهم في الارتقاء بأداء قطاع المدققين الداخليين في الدولة».وشدد الشيخ نهيان على دور المشاركين في المؤتمر من صناع قرار وخبراء وعاملين في مجال التدقيق الداخلي في ضمان نجاح مؤسساتهم، من خلال حصولهم على المعلومات الدقيقة، ونشر أفضل الممارسات والابتكار في مهنتهم، واحترافيتهم في العمل.وأكد أن القدارات الخاصة بالمدقق الداخلي تعد أمراً أساسياً في نجاحه، ويجب أن تكون لديه ثقة بنفسه لكي يبدع، لاسيما أن الإمارات تتطلع لاستقطاب أفضل الخبرات في العالم ومن ضمنها الخبرات في مجال التدقيق الداخلي.وقام الشيخ نهيان بتكريم الجهات الراعية والداعمة للمؤتمر الذي يقام بالتعاون مع كبريات الشركات العاملة في القطاع.من جانبه، أكد عبدالقادر عبيد علي، رئيس جمعية المدققين الداخليين في الإمارات، أن الأرضية ممهدة من قبل شركات المحاسبة في الدولة لتطبيق نظام الضريبة المضافة، ووضعت هذا الموضوع في مقدمة أولولياتها، لما لأهمية التدقيق الداخلي في توحيد أصول الحوكمة في المؤسسات.وأضاف عبدالقادر أن جمعية المدققين الداخليين أعدت برنامجاً يسمى «حصاد» يستهدف الشباب الخريجين الإماراتيين، وهي المبادرة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتهدف إلى توفير ثروة في التدقيق الداخلي لحديثي التخرج، وتم تصميمه من قبل مديري ورؤساء التدقيق الداخليين، حيث أخذت عصارة الأفكار لهذا البرنامج المتخصص.وتابع: «يقسم البرنامج التدريبي إلى 3 محاور، وهي التدقيق الداخلي، وخبراء يعطون المشاركين خبرات عملية، إلى جانب فتح دورات لغير المواطنين، فيما تقوم جمعية المدققين بزيارات دورية للجامعات لتشجيع الطلبة على الإهتمام بوظيفة التدقيق الداخلي».وذكر أن تقنية المعلومات أصبحت موجودة في كل مكان، في حين يعد التدقيق الداخلي جزءاً من هذا التطور التكنلوجي، لاسيما أن التكنولوجيا والحلول الذكية تخفض الكلفة التشغيلية للمؤسسات بنسبة 25%، كما ستساهم الثورة الصناعية في تغيير جذري لمهنة التدقيق.وقال إن القرصنة المعلوماتية باتت تشكل تهديداً كبيراً للاقتصاد العالمي، في وقت جاءت الإمارات بالمرتبة الثانية في عدد محاولات القرصنة المعلوماتية بعد الولايات المتحدة، وهذا يؤكد أن القرصنة المعلوماتية تشكل تهديداً كبيراً للاقتصاد العالمي، في وقت بلغ حجم سوق تقنية المعلومات نحو 6 تريليونات دولار على مستوى العالم.من ناحيته، أكد محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» أن استخدام أفضل الممارسات في مجال التطبيق الداخلي يعتبر عاملاً مهماً في تطوير الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن التدقيق الداخلي الفعال لعب دوراً بارزاً في نجاح «مصدر» ووصولها للعالمية، لافتاً إلى أن دور المدقق الداخلي يكمن في فهم نظام العمل في المؤسسة والربط بين كافة الأقسام، ويحسن توظيف الموارد للشركة. الوصول إلى كافة المعلومات قال محمد الرمحي: «إذا لم تستمع الإدارة العليا للمدقق الداخلي فهي مهددة بالفشل، لأن المدقق لديه القدرة على الوصول إلى كافة المعلومات المتعلقة بالمؤسسة، وليس من وظيفته البحث عن المشاركة والثغرات في الإدارة، وإنما البحث عن الابتكار واستشراف المستقبل بناء على المعلومات المتاحة أمامه».يعتبر المؤتمر الإقليمي السنوي للتدقيق الأكبر من نوعه والحدث الأهم على صعيد التدقيق الداخلي في الشرق الأوسط، حيث يحضره رؤساء المؤسسات والخبراء والمهنيون في مجال التدقيق الداخلي وغيرها.