دفعت البورصة فاتورة الاعتماد على الأسهم «الخاملة» التي استغل بعض المضاربين غياب السيولة عنها، لتسجل أمس هبوطاً «عنيفاً» وصل إلى نحو 10 نقاط.وفيما كانت «الخاملة» قد قفزت بالمؤشر العام قبل فترة فوق مستوى 7 آلاف نقطة خلال ثوان معدودة، لم تستغرب الأوساط الاستثمارية «الخضة الحمراء» التي أفقدت السوق نحو 319 مليون دينار (ما يفوق مليار دولار).وشهدت الجلسة ارتفاع أسهم 16 شركة وانخفاض 91 شركة من إجمالي 137 خضعت للتداول خلال الوقت المخصص، في حين لوحظ غياب عمليات الشراء عن الأسهم التسغيلية التي دائماً ما تقف وراءها المحافظ الثقيلة المملوكة لشركات ومجموعات كُبرى.وعلق مسؤول استثمار في إحدى المؤسسات على الهزة التي تعرضت لها البورصة بالقول «كيف نُطالب بوجود سوق منظم قابل لاستعياب رؤوس أموال محلية أجنبية ومازالنا نراقب تداول وتأثير عشرات الشركات الجامدة على السوق عامة، لن يقم للبورصة قائمة في ظل سوق مختلط بهذا الشكل».وأكد أن روؤس الأموال الأجنبية تراقب السوق المحلي، لكنها تتحفظ في الاندفاع تجاه أسهمه، علماً أن كيانات تشغيلية تمثل أهدافاً لها، منها بنوك وشركات خدمية مُدرجة، لافتاً إلى أن عامل الثقة مفقود، والتداول المؤسسي غائب، والبورصة تعتمد فقط على المضاربات.وأظهرت متابعة أعدتها «الراي» أن في القطاعات الأساسية للبورصة نحو 40 شركة سجلت مُعدل دوران دون 1 في المئة، بل إن بعضها أقل من 0.5 في المئة منذ بداية العام الحالي، في الوقت الذي بلغ فيه عدد الشركات ذات معدل الدوران أقل من 5 في المئة 70 شركة.وفي المقابل يتضح بحسب المتابعة ووفقاً لإقفالات أمس، أن نحو 30 شركة مُدرجة سجلت معدل دوران لأسهمها يفوق 300 في المئة، بل ان جانباً منها حقق أكثر من 300 في المئة، الأمر الذي يوضح حجم الفجوة التي تعانيها البورصة، فليس من المنطق أن يكون الفارق بهذا الشكل في سوق يسعى الى الترقية والتطوير.ويبدو من واقع المتابعة أن الوقود الحقيقي الذي أدار دفة التداول عقب موجة نشاط يناير الماضي هو المضارب الفردي، الذي يدير محافظ خاصة له ولغيره من التكتلات التي تسهم معه بأموالها سواء كانت أفراداً أو شركات صغيرة.ومن ناحية أخرى، غاب الشراء المؤسسي بعد أن أرهقت بعض الصناديق نفسها في بناء المراكز على الأسهم التشغيلية التي يبدو أن تأثرت هي الأخرى بموجة الهبوط التي ترتبت على صعود «وهمي»، إلا أنها ستظل هدفاً صريحاً للاستثمار طويل الامد، كونها أسهم تمثل الملاذ الآمن لكثيرين.في المقابل، مازال العديد من متعاملي البورصة يهتمون بحركة المؤشر العام (السعري) بغض النظر عن ما اذا كانت القراءة الخاصة به منطقية أو غير ذلك، حيث يؤثر في نفسيات الكثير منهم ارتفاعه وانخفاضه.ويرى محلل فني أن الضغوط وعمليات البيع خصوصاً على مستوى الأسهم المضاربية جعلت المؤشر السعري يتراجع الى ما دون 6850 نقطة، وهو مستوى دعم مهم جداً ويمثل التداول تحته.وكان المؤشر السعري سجل أعلى مستوى له خلال الاسبوع الماضي عند 7060 نقطة، فيما يتوقع أن تؤثر المضاربات والتحركات التي يقودها الأفراد على مسار المؤشرات العامة خلال الفترة المقبلة.وقد أسدلت البورصة الستار على تعاملاتها أمس بإنخفاض يصل الى 96.7 نقطة، بما يعادل 1.4 في المئة، وذلك بسبب تعرض الأسهم لموجات من الضغوطات البيعية العنيفة التي طالت معظم القطاعات المدرجة التي كانت في نطاق التداول.ولوحظ غياب السوق الموازي عن الساحة إذ لم يتداول منه سوى شركتين بكميات محدودة في حين ظلت نحو 10 شركات خارج ساحة التداول.واتضح من مسار الجلسة منذ البداية حتى قرع جرس الإغلاق تركيز عمليات البيع على العديد من الأسهم سواء كانت الكبيرة أو الصغيرة، في حين استحوذت بعض الشركات التي تدور حولها بعض الأخبار على قائمة الأكثر ارتفاعا ومنها «هيومن سوفت» و«المشتركة» و«البناء» و«إنجازات».وكان لافتاً الضغط المتعمد من جانب بعض المضاربين على صغار المستثمرين للخروج بعشوائية من الأسهم التي يتاجرون عليها لتستمر هذه الوتيرة حتى فترة المزاد (دقيقتان قبل الإغلاق) ليستطيع المؤشر السعري تعديل نحو 20 نقطة من الخسائر كما كانت هناك شركات وصلت إلى حدودها الدنيا منها سهم مصرفي.استقرار محدودواستمرت عمليات جني الأرباح في اتجاه بعض الشركات الخاملة التي تراجعت بصورة لافتة للجلسة الرابعة على التوالي وسط استقرار عدد قليل من الأسهم القيادية لاسيما التي أعلنت عن بعض التوزيعات سواء كانت المنحة أو النقدية.ومن المتوقع أن تشهد جلسة اليوم استمرار ذات المنهجية للضغوطات وجني الأرباح نظرا لتوفير السيولة لدى بعض المتعاملين الذي يفضل الدخول في تعاملات الاسبوع المقبل وفق استراتيجية العرض والطلب.واستهدفت الضغوط البيعية وعمليات جني الأرباح أسهم العديد من الشركات في مقدمتها «سنام» و«ريم» و«منازل» و«المواساة» في حين شهدت الجلسة ارتفاع أسهم 16 شركة وانخفاض أسهم 91 شركة من إجمالي 137 شركة تمت المتاجرة بها.واستحوذت حركة مكونات مؤشر أسهم (كويت 15) على 23.2 مليون سهم تمت عبر 797 صفقة نقدية ليغلق المؤشر عند مستوى 926.8 نقطة بقيمة 10 ملايين دينار.وأقفل المؤشر السعري منخفضا بنحو 96.7 نقطة ليبلغ مستوى 6788 نقطة محققا قيمة نقدية بلغت 27.5 مليون دينار نفذت من خلال 275 مليون سهم تمت عبر 5723 صفقة نقدية.«الأشغال» تسحب عقدين من «مشرف»أفادت شركة «مشرف للمقاولات» بأن وزارة الأشغال العامة أخطرتها بما يفيد سحب الأعمال الخاصة بعقدين سبق للشركة أن حصلت عليهما.وأوضحت «مشرف» في بيان على موقع البورصة أن الوزارة استندت في قرارها إلى وجود تأخير في البرنامج الزمني المحدد للتنفيذ.وأشارت إلى أن الشركة ترى أن هناك ما يبرر التأخير من عوامل خارجة عن الإرادة، لافتة إلى أنها ستقوم بعرض هذه العوامل والأسباب على وزارة الأشغال ومن ثم يمكن لها العدول عن القرار الخاص بالسحب.وبينت أن المادة (1-36) من الشروط الحقوقية قد أخذت في الاعتبار أن وجود عذر مقبول يبرر العدول عن قرار سحب الأعمال، مشيرة الى التنسيق حالياً مع الاطراف المسؤولة في الوزارة لمناقشة الموضوع في غضون الأيام المقبلة.