المصري في مرمى الخطر، لحوم مستوردة بالأسواق فاسدة و"بدود" بمنافذ المناطق الفقيرة والشعبية، أسعارها تبدأ بـ40 جنيهًا، وملامحها غريبة اللون وبرائحة نفّاذة، دراسة حديثة كشفت أن أكثر من 250 ألف طن تدخل مصر سنويًّا، تتسلل إلى البلاد بشهادات صلاحية مضروبة في غياب ضمير، أكدت الدراسة أنها مهرمنة بهرمونات الأنوثة والذكورة التي تسبب تحول الجنسين، والمليئة بأمراض السل والسالمونيلا وغيرها من الأمراض المسرطنة، قادمة في الغالب من البرازيل والهند ونيوزيلندا وأستراليا وأمريكا وكندا وأوكرانيا. <br/>ورصدت إحصائية صادرة عن شعبة المستوردين باتحاد الغرف التجارية عام 2015، أن مصر تستورد ما يقارب الـ250 ألف طن من اللحوم المجمدة سنويًّا أغلبها من دولة البرازيل، وأن الاستهلاك المحلى السنوى للحوم بمصر يصل إلى 500 ألف طن سنويًّا من المحلى والمستورد. <br/>وكشفت شبكة بلومبرج الاقتصادية الأمريكية أن مصر استوردت عام 2016 بما يقدر بـ164 ألف طن لحوم مجمّدة من البرازيل لتصبح مصر ثالث أكبر دولة فى العالم مستوردة من البرازيل بعد الصين وهونج كونج.<br/>وداهمت الشرطة البرازيلية قبل أسابيع قليلة 195 موقعًا تابعة لشركات ومصانع للحوم، وتم إيقاف 33 مفتشًا عن العمل؛ لاتهامهم بفساد ومخالفات ورشوة حصلوا عليها مقابل منح تصاريح سلامة للحوم غير الصالحة للاستهلاك الآدمي، وتم غلق 3 مصانع والتحقيق مع 18 صاحب مصنع آخرين، واتهامهم بتمرير لحوم فاسدة ملوثة بالسالمونيلا وإضافة حمض السوربيك للحوم لإزالة الروائح الكريهة بها قبل تصديرها للدول، وتسببت هذه الكارثة فى فضيحة للحوم البرازيلية عالميًّا فأوقفت دول كثيرة استيراد اللحوم من البرازيل، كالسعودية والصين ومصر، إلا أن الأخيرة بعد الفضيحة بأيام سمحت بالاستيراد مرة أخرى من البرازيل.<br/>فيما استبعد الاتحاد الرياضي ثلاثة لاعبين مصريين فى منتخب الكاراتيه والكرة الطائرة وهم: رضوى عرفة ومحمد محسن ومحمد توفيق بسبب اتهامهم بتعاطي هرمونات منشّطة والتي وصلت إليهم عن طريق تناولهم لحومًا مستوردة تحتوى على هرمون "الروكتوبمين".<br/>وأكد الدكتور أسامة غنيم، مدير المنظمة الوطنية لمكافحة المنشطات، أن مادة "الروكتوبمين" وُجدت بالعينات التى أُخذت من اللاعبين، وهذه المادة تُحقَن للأبقار لتحفزها على زيادة اللحوم والألبان، مؤكدًا أنه سبق أن حذَّرت الاتحادات الرياضية المصرية منذ عام 2013 من تناول اللحوم المستوردة، قائلًا: "تناولها خطر وسيؤدى لإيقاف اللاعبين لاحتوائها على هذه المادة التي تعتبر من المنشطات".<br/>ويقول الدكتور لطفى شاور، مدير عام التفتيش على اللحوم السابق بمديرية الطب البيطري بالسويس: إن اللحوم و"الكبدة" المستوردة بالفعل فاسدة ولا تصلح للاستهلاك الآدمي، وأوضح: "تمر بمراحل تجميد حيث يتم تجميد اللحوم حتى -80 درجة تحت الصفر ثم تحفظ فى درجة -18 تحت الصفر لمدة سنة مما يترتب عليه فقد جزء كبير من المحتوى الغذائي للحوم بعد تمزُّق الجدر الخلوية لخلايا اللحوم نتيجة تمدد المحتوى المائي بالبرودة، إضافة إلى أن بعض البروتين المكوّن للحوم يتم تحويلها ولا يمكن استعادتها مرة أخرى"، مشيرًا إلى أن اللحوم المستوردة لا يتم تحديد صلاحيتها بالخارج ويتم حقن العجول بالهرمونات والمحفزات مثل الراكسوبانين الزيرانول والاستريديول بيتا 17 الضارة بالمستهلك والتى تعتبر مواد مسرطنة، الأخطر هو تداول هذا النوع بالسوق المحلية.<br/>وأشار شاور إلى أننا نستورد فيما يقارب 55% من استهلاكنا المحلي، وأن جزءًا كبيرًا لسد الفجوة الغذائية فى مصر يعتمد على اللحوم المجمَّدة حيث إن مصر تستورد 70% من اللحوم المجمَّدة من البرازيل، و20% من الهند، ثم استراليا وأورجواى ودول أخرى، مضيفًا أن اللحوم المستوردة لا يمكن الكشف عليها وتحديد صلاحيتها بنظام أخذ عينات منها، فلا بد أن يكون الكشف على الحيوانات فى بلد المنشأ قبل الذبح وأثناء الذبح، وأن يتم الإشراف على عملية الذبح بحيث تُذبح على الشريعة الإسلامية، موضحًا أنه لا يمكن الكشف على مجموعة من كراتين اللحوم وترك الباقي دون كشف فى الموانئ على أنها سليمة، مشيرًا إلى أنه يوجد فى مصر لحوم مستوردة من مجازر برازيلية غير معتمَدة من اللجان المصرية، واصفًا الأمر بالكارثة.<br/>وقال الدكتور تامر سمير، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين: إن مشاكل اللحوم المستوردة كثيرة ومتعددة، أهمها قرار وزير الزراعة الذى منع فيه الأطباء البيطريين من السفر للكشف على اللحوم قبل استيرادها من الدول الخارجية، وهذا سيؤدى إلى أننا لن نعرف هل هذه اللحوم تذبح على الشريعة الإسلامية أم لا، إضافة إلى عدم وجود كشف ظاهرى على اللحوم، وهذا سيؤدى لانتشار أمراض بين المواطنين كمرض السل، موضحًا أن اللحوم المجمدة لو تم الكشف عليها فى الموانئ لا يمكن أن نكتشف مرض السل بها، حتى لو كان الحيوان مصابًا بالمرض قبل ذبحه.<br/>وأضاف سمير أن استيراد اللحوم المجمدة يؤثر على الثروة الحيوانية المصرية، إضافة إلى أن اللحوم المستوردة قد تكون مهرمنة ولا يمكن أن نكتشف ذلك لأن الهرمونات لا يمكن الكشف عليها إلا إذا كان الحيوان حيًّا، مضيفًا أن هذه اللحوم قد تكون مصابة بأمراض السل والسالمونيلا والبروسيلا وكامبينو باكتر ولا يستطيع الطبيب فى الميناء اكتشاف بعض الأمراض كالسل والبروسيلا مثلًا، ومن ثم سينتقل المرض للمواطنين قائلًا: "معظم اللحوم المستوردة بالمنافذ بالمناطق الشعبية غير صالحة للاستهلاك، وبعضها مدودة برائحة نفاذة ولونها غريب يميل اللون اللون الأسود".<br/>وكشف مصدر بالحجر البيطرى رفض ذكر اسمه، أن مجزر دواجن برنا فى البرازيل لا يقوم بذبح الدواجن حسب الشريعة الإسلامية ولكنه يقوم بصعقها كهربائيًّا أثناء تعليقها بسير متحرج بدرجة 35 فولتًا، ثم يتم تصدير تلك الدواجن لمصر، مضيفًا أن العجول لا يتم ذبحها أيضًا على الشريعة الإسلامية ولكنها يتم ضربها بالرصاص.<br/>ورأت الدكتور فاطمة حسن، أستاذ الرقابة الصحية بكلية الطب البيطري، أن غش اللحوم طرق كثيرة ومتنوعة والذين يعملون به مافيا كبار فقد يكون غش اللحوم فى الخارج أو فى الداخل، مضيفة أنه منذ فترة ضُبطت فى الموانئ شحنة من اللحوم المستوردة مصابة بجنون البقر، وعندما تم الحكم بإعدامها بعدها بأيام وجد المسئولون أن الشحنة فارغة ولا يوجد بها اللحوم فأين ذهبت تلك اللحوم؟ بالتأكيد دخلت مصر، مشيرة إلى أن المستوردين لا يهمهم صحة المواطنين رغم أن الدولة تتكبد مبالغ طائلة لعلاج الأمراض الناجمة عن اللحوم كالسرطانات والسل واللحوم المهرمنة وخطرها. وطالبت بوجود لجنتين أو ثلاث للكشف على اللحوم المستوردة بحيث لو تم رشوة اللجنة الأولى ومررت الشحنة ستكتشف اللجنة الثانية الضرر من الشحنة وتمنعها.<br/>