المشاهير أو كما يطلق عليهم البعض عِلْيَة القوم تجد أن معظم تصرفاتهم وحركاتهم بل وحتى كلماتهم تحت المجهر، فحساباتهم يتابعها الملايين ومن أجلهم يحضر الألوف، وما إن يكونوا موجودين في مكان عام إلا ويلتف الناس حولهم لأخذ صور تذكارية معهم أو على أقل تقدير السلام عليهم، كما تسعى الكثير من وسائل الإعلام على الحصول منهم على أي تصريح أو تعليق، فهمساتهم ونظراتهم وكلماتهم محسوبة من الغير وهذا ما يعتبره البعض دفع جزء من ثمن الشهرة الذي يتمتعون به. الكلمة عندما تخرج من في أحد هؤلاء من الصعب إعادتها أو تغيير معناها أو حتى وضع أي تبرير لها أو تفسير آخر غير التفسير الذي تحمله، أما سعي البعض لتقديم عذر بأن ذلك قد يكون زلة لسان فإن هذا العذر لن يكون مقبولاً أيضًا فكثير من علماء النفس يؤكدون أن زلات اللسان قد تكون عفوية غير أنها في كثير من الأحيان تعبر عن الحقيقة إذ أنها تصدر من العقل الباطن أو ما قد يسمى باللا وعي فالزلة تعني قول الشيء بدون التفكير فيه مما قد يعني أنه لا يوجد فيه مجال للخداع أو الكذب. البعض يصف زلات اللسان بأنها مرآة تكشف الأفكار والدوافع بل وفي بعض الأحيان الأمنيات والتطلعات والأحلام فهي كما يقول أحد علماء النفس: إنها فكرة واحدة في اللا وعي تخرج للنور عبر خطأ لغوي يطلق عليه البعض زلة اللسان، بل إن آخرين يؤكدون بأن ما تعكسه زلة اللسان هو أصدق تعبير عما في بواطن الشخص. مجتمعنا قد يتسامح مع بعض زلات اللسان من عامة الناس ويعتبرها هفوة غير مقصودة، ولكن من الصعب أن يغفر أو ينسى زلة اللسان إن جاءت من شخصية مشهورة أو من كبار الشخصيات وخصوصًا إن كانت تلك الشخصية من الشخصيات التي تمثل اتجاهًا معينًا فعندها تجد ردود الأفعال العاصفة والمحاسبة الدقيقة والقاسية وتصبح تلك الزلة فرصة سانحة للبعض ليستفيد منها خصوصًا إن كان يرغب في تصفية الحساب مع صاحب الزلة. المتحدثون بشكل عام والمشاهير بشكل خاص عليهم أن يحذروا من زلات اللسان فبعضها قد يؤدي إلى سقطات كارثية في بعض المواقف وقد لا ينفع معها الاعتذار بل قد تكون تلك الزلة هي السقطة التي لا يمكن القيام بعدها. Ibrahim.badawood@gmail.com