كشفت صحيفة الوطن عن نقد لاذع وجهه سمو وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير منصور بن متعب لأمانة عسير على ضعف أدائها في ترسية المشاريع، وشمل النقد ثلاث أمانات أخرى لم تكشفها الصحيفة! بالنسبة لي لا أقيس ضعف الأداء بضعف ترسية المشاريع وحسب، بل أقيسه بالحالة المزرية لشوارعنا التي تنبش في اليوم التالي لسفلتتها، وبسفلتتها الرديئة التي تقصر حفرها وتشققاتها عمر سياراتنا أينما وجهنا يمة عجلاتها، وبأرصفة الأحياء السكنية التي حملت على ميزانيات سكانها! أقيسه بتعثر أعمال الطرق والأنفاق والجسور التي تظن أنها مشاريع بناء ناطحات سحاب لا تعبيد طرق وتركيب كتل جسور خرسانية وحفر أنفاق أرضية، ولكم مثال في أوصال صغيرة من طريق الملك عبدالله ستحطم الأرقام القياسية في مدة تنفيذها وإنجاز أعمالها وصارت من عمر أطفالي، وقد تصبح من أعمار أحفادي! أقيسه بسوء تخطيط الأحياء الجديدة من المدن التي استمرت على نفس منوال أخطاء وقصور وسلبيات الأحياء القديمة، فالتمدد العمراني يسير بالمسطرة على نفس خارطة التمدد القديم وكأن لا أحد يستوعب الدروس أو يستفيد من الأخطاء أو يفكر بالمستقبل! أقيسه بأحوال مدننا التي تصاب بالشلل عند المطر وتمتلئ شوارعها وأرصفتها بالحفر، وبالمباني والساحات التي لا مواقف سيارات كافية لها، وباختلاط حابل المحلات التجارية بنابلها دون أي تصنيف أو معيار سوى «سمك.. لبن.. تمر هندي»! باختصار: بمقاييسي.. كل أماناتنا في هوى الضعف سوى!