«التعليم» قد يكون أخطر وأهم مشروع وطني، لأن آثاره وبصماته تصنع أخاديد عميقة في جسم المجتمع حاضرًا ومستقبلاً، وتصطبغ الحياة بألوانه في كافة المجالات أمنيّاً وفكريّاً وعقديّاً وسياسيّاً واقتصاديّاً وأخلاقيّاً واجتماعيّاً، ولأنه بهذه القوة التأثيرية في مسيرة المجتمع فمن الضروري جدًّا طرحه للحوار والمناقشة الجادة، وعلى كافة المستويات، وبصورة مستمرة، فهو قضية متجددة ودائمة، ولن تتوقف عجلته عن السير؛ لأنه مسألة حياة أو موت في كينونة المجتمع الإنساني! ولكثرة ما كُتب ونُوقش حول قضايا التعليم في بلادنا بكافة مراحله، فقد يكون الحديث عنه -كما يرى البعض- من ترف الكلام، حيث لا نرى تجاوبًا ملموسًا مع ما يُطرح من آراء وحوارات، وكأن القضية لا تعني أحدًا في المجتمع، أو كأن الموضوع ليس لنا به أي علاقة، بل كأن لسان حال بعض مَن يتحمّلون ما يحدث في التعليم يقول: يا مَن تتكلمون عن التعليم أنتم لا تعرفون عمّا تقولون مثقال ذرة من علم أو معرفة!! وربما يمكن (من باب حُسن الظن) أن بعض المسؤولين عن التعليم يعرفون ويتابعون ويشعرون بكل خفقة ألم، لكنهم لا يملكون من أمر التغيير شيئًا، فهم والآخرون سواء، معرفةً، وهمّاً، وعدم مقدرة على التغيير، ولذلك فهم يُفضِّلون التزام الصمت وعدم الخوض في أي حوار؛ خشية اضطرارهم لكشف الحقيقة غير المرضية التي يعانون هم منها قبل وأكثر من غيرهم.. وإذا كان الاحتمال الأخير هو الواقع، فإن المشكلة تصبح خطيرة جدّاً، وإذا كان الاحتمال الأول هو واقع التعليم فالمشكلة أكبر!! قضية التعليم ومشكلاته ليست حديثة العهد، ولا يتحمّل مسؤوليتها عهد دون آخر، فهي أشبه ما تكون بمعضلة بدأت منذ عقود فباتت اليوم مستشرية في مكونات العملية التعليمية، أمّا العلاج فلن تكفيه عشرات البرامج الفضائية، أو مئات المقالات والدراسات والبحوث العلمية، ولا يكفيه أحاديث المجالس، أو أنّات بعض المعلمين والمعلمات، وبعض المسؤولين، ولا تدني مستوى خريجي المراحل الدراسية المختلفة، فقط تصنعه الإرادة الصادقة، والإخلاص المحب للبلاد والعباد، والخوف من الوقوف بين يدي الله الذي سيسأل كل من تسبب في هذه الأزمات المتفاقمة ولم يُحرِّك ساكنًا وهو يعرف منابع الحلول الحقيقية، ويومئذٍ ستنكشف الحقائق، ونعرف مَن المسؤول عن هذه العقدة الخفية التي عانينا ومازلنا نعاني منها!! sirafat@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (66) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain