×
محافظة المنطقة الشرقية

فيديو | صاحب مبادرة 100 وجبة لعمال النظافة يتحدث عن حملته التي تفاعلت معها 50 شركة وجهة

صورة الخبر

بمشاركة 123 دار نشر من 18 دولة عربية وأجنبية، وأكثر من 2093 فعالية ثقافية وفنية، تنطلق، اليوم، فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل بهدف تعزيز ثقافة القراءة بين الأطفال وتثقيفهم وإثراء خبراتهم بالمعارف المختلفة. رهانات المستقبل الواعدة يتساءل الكثير من المتابعين لتجربة الشارقة الرائدة في العناية بطاقات الأطفال الإبداعية، ودعم معارفهم وثقافتهم، ما الاستراتيجيات التي تضعها الإمارة في هذا الجهد الكبير، وما أثر المهرجانات والملتقيات، التي تزخر بها أجندة الشارقة الثقافية، في راهن الإمارة ومستقبلها، ولماذا تحرص الإمارة على الجانب المعرفي العلمي والأدبي للأطفال؟ يمكن الإجابة عن مثل هذه التساؤلات بالوقوف عند الرؤية التي أرسى دعائمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، فهما اللذان وضعا الأطفال على رأس أولويات المشروع الحضاري للإمارة، منطلقَين من حكمة رصينة ترى في الأجيال الجديدة طاقات المستقبل التي تحدد مسار نهوض الإمارة والدولة اقتصادياً، وعلمياً، وأدبياً. لذلك لا يمكن النظر إلى ما تبذله الإمارة من جهد في بناء الأجيال الجديدة، من دون تأمل الرؤية التي تنطلق منها الشارقة في بناء مجتمعات عصرية، تملك إرادة الابتكار، ووسائل المعرفة، وتقدم الجديد لمسيرة الاكتشاف الإنساني. يظهر هذا الجهد في حجم المهرجانات الدولية التي تنظمها الإمارة، وما تستحدثه من مبادرات، وما تطلقه من مشروعات محلية وإقليمية، إذ باتت الشارقة قلب المنطقة العربية والإقليمية في تعزيز البنية المعرفية والعلمية للأطفال، وتدعيم قدراتهم وأدواتهم في الاكتشاف والبحث. تتأكد هذه المكانة التي أرستها الإمارة بالوقوف عند ما يمثله، اليوم، «مهرجان الشارقة القرائي للطفل»، إذ فتح باباً من التفاعل الحي لأكثر من 120 عارضاً وأكثر من 179 ضيفاً، يتوافدون من مختلف بلدان العالم، لعرض تجاربهم وخبراتهم، الأمر الذي يجعل المهرجان فرصة لإغناء التجارب المحلية، وتعزيز شراكاتها مع التجارب العالمية، لدعم طاقات الأجيال الجديدة والصاعدة. وقال رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري، لـ«الإمارات اليوم»، إن المهرجان يرسّخ مبدأ أساسياً وضعه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى للأسرة والطفولة، يتعلق بزرع حب الكتاب والقراءة في نفوس الأسرة والمجتمع، فهو مهرجان عالمي مهم، وضع معياراً أساسياً في القراءة بالمجتمع، فهو لا يختص بالأطفال والناشئة والأم والأب والأسرة فحسب، بل وصل إلى صانعي كتب الأطفال والمدرسين والمختصين في التعليم، كما وضع معايير مهمة للارتقاء بالذائقة، وذلك من خلال معرض رسوم كتب الأطفال، الذي أصبح اليوم أحد أهم المعارض العالمية المتخصصة. وأضاف العامري: «يشارك في نسخة هذا العام من المعرض 90 فناناً، يعرضون 303 أعمال فنية إبداعية من 29 دولة، بهدف الارتقاء بصناعة كتب الأطفال، لافتاً إلى أن الكثير من الناشرين يحضرون المهرجان من أجل اللقاء مع هؤلاء الرسامين المبدعين، فالمهرجان يوفر لهم فرصة هذا اللقاء المباشر، كما أن المعرض اليوم الذي وصل إلى نسخته السادسة ينافس بقوة معارض أخرى على مستوى العالم، وأصبح يشكّل لهم تحدياً كبيراً، وأضاف: «دوماً لدينا معرض مصاحب للمهرجان، يتناغم مع مناسبة أو حدث ما، وفي نسخة هذا العام يستضيف المهرجان معرض (رحلة عبر الدماغ)، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وهو معرض تفاعلي يقدم شرحاً علمياً وافياً لخصائص الدماغ البشري، وكيفية سيطرة هذا الدماغ على انفعالات الإنسان من كل النواحي، ويقدمها بطريقة تفاعلية، ويحفل المعرض بالكثير من العروض التفاعلية الخاصة بالدماغ البشري، ويتيح للجمهور من الصغار والكبار التعرف إلى كيفية عمله، وآليات العواطف الإنسانية المختلفة، ومراحل نموه، وأثر التقدم التقني في تغيير الأدمغة البشرية بالمستقبل، ويقام بالتعاون مع المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك، بهدف اكتشاف أسرار الدماغ البشري في رحلة مثيرة تستمر طوال أيام المهرجان»، ولفت إلى أن شعار المهرجان يسهم دوماً في ترسيخ هدف المهرجان، وفي هذا العام يستمر النهج نفسه، ويأتي شعار «اكتشف عن قرب» ضمن هذا السياق والتوجه. وتابع العامري أنه «تم بناء مدينة كاملة للطفل في المهرجان، توفر له فرصة مميزة للتفاعل، كما أن الخير حاضر في المهرجان، حيث نتعاون مع الجمعيات الخيرية، مثل جمعية الشارقة الخيرية، من أجل التعريف بأهمية التبرع والعمل الخيري والتطوع، بما يسهم في ترسيخ هذه القيم لدى الأطفال، وذلك تناغماً مع عام الخير في الدولة». وأشار رئيس هيئة الشارقة للكتاب إلى أن نسخة العام الجاري من المهرجان تتضمن مسابقات لطلبة المدارس، تتعلق بمشاركة الطالب في كتابة تقرير عن أي ندوة أو محاضرة حضرها في المهرجان وتقديم التقرير إلى إدارة المهرجان، حيث ستتاح له الفرصة للمشاركة في المسابقة اليومية طوال أيام المهرجان، ومثل هذه المسابقة، التي تخلق جواً من المنافسة والتحفيز، تسهم في صناعة العلم والمعرفة والكتابة، وتدريب أولي بسيط على العمل الصحافي، وتعليم الطالب مهارات جديدة في تقنيات الكتابة والتعبير، وسيكون هناك إعلان يومي عن الفائز، وتابع: «كذلك ستكون لطلبة الجامعات والمعاهد الفنية فرصة المسابقة في معرض الرسومات». وقال العامري: «في النسخ السابقة كانت لنا تجربة مهمة وغنية تتعلق بزيارة ضيوف المهرجان إلى المدارس، حيث يلتقون هناك مع الطلبة في مواقعهم، وكانت واحدة من الإضافات المهمة والنوعية، ومازلنا مستمرين في تطبيقها، فمن خلال هذه التجربة نصل إلى المدارس التي قد لا يسعفها الوقت والظرف للوصول إلينا، وهي تجربة ناجحة ونبني عليها»، وتابع: «من الإضافات التي يمكن الإشارة إليها، أن هناك مجموعة كبيرة من الأعمال المسرحية التي تسهم في تعزيز تطوير الطفل والأسرة». وقال العامري: «نتوقع زيادة كبيرة في أعداد الزوار، فالعام الماضي تجاوز العدد 200 ألف زائر طوال أيام المهرجان، هذا العام نتوقع أكثر، خصوصاً لما نوفره من جديد على الصعيدين النوعي والكمي». وأكد أن هذا المهرجان فرصة مميزة لا تتكرر، فقد أتينا بالعالم إلى هنا، ووضعناه بين أيدي الأسر في الإمارات، ونتمنى من الجميع الاستفادة من هذه الفرصة، والحضور والمشاركة والتفاعل، كما هي حالهم في كل عام.