رسم إعلان الرياض الصادر عن مؤتمر إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية الذي اختتم أعماله في الرياض، أمس الثلاثاء،طريقا لإنقاذ اليمن من براثن المتمردين وأكد دعم الشرعية في اليمن ومبدأ الشراكة الوطنية وضرورة إنهاء الانقلاب الحوثي، ومعاقبة قادة التمرد. كما شدد على أن بنود الإعلان تعد أساساً لمشروع بناء الدولة ورفضاً قاطعاً لحكم الميليشيات ومشروع الفوضى الذي تنهار فيه مؤسسات الدولة وتؤجج فيه الصراع المذهبي والمناطقي. وشاركت الإمارات في المؤتمر بوفد ترأسه سلطان أحمد الجابر وزير الدولة، وأشاد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي خلال استقباله في الرياض رئيس وفد الدولة بمواقف الإمارات تجاه الحقوق المشروعة للشعب اليمني والمتمثلة برفض الانقلاب على الشرعية الدستورية والتدخل الخارجي في شؤونه الداخلية، وضرورة استعادة المؤسسات الشرعية لدورها والعمل على ترسيخ الاستقرار وبناء دولة حديثة، في حين أكد سلطان أحمد الجابر أن توجيهات القيادة بالنسبة إلى الشأن اليمني تستند إلى التوافق اليمني والعربي كما جسدته المبادرة الخليجية، موضحاً أن الحل يجب أن يستند إلى مخرجات الحوار الوطني اليمني والشرعية الدولية ممثلة بقرار مجلس الأمن. وأكد إعلان الرياض أن السلام في اليمن لن يتحقق من دون التراجع عن الإجراءات الانقلابية، والانسحاب من المدن. وشملت وثيقة البيان تشكيل نواة جيش وطني، والعمل على إيجاد مناطق داخل البلاد تزاول السلطة الشرعية مهامها منها، فضلاً عن دعم المقاومة وتسليحها وتشكيل قيادة موحدة لها. وهنأ العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز المشاركين في مؤتمر إنقاذ اليمن بالتوصل لمخرجات تنقذ اليمن من براثن المتمردين، في حين رحبت منظمة التعاون الإسلامي بتوافق المشاركين في مؤتمر الرياض، ودعت الأطراف اليمنية كافة إلى الشروع في تنفيذ قراراته. واعتبر الرئيس اليمني أن المؤتمر خرج بقرارات مهمة وتاريخية، ورأى أن على جميع القوى السياسية والاجتماعية أن تلتزم بمقرراته، وأوضح أن المؤتمر يحقق الانتصار للشعب اليمني ومقاومته الباسلة، كما أكد أن المتمردين قرأوا الهدنة قراءة غير صحيحة، محمّلاً إياهم المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم بريئة. كما أشار إلى أن الحوثيين لا يشكلون إلا 10 في المئة من سكان صعدة، ولذلك فلا يحق لهم الهيمنة على البقية. بدوره قال نائبه خالد بحاح، إن الحكومة اليمنية لن توافق على إجراء محادثات سلام مع الحوثيين إلى أن ينفذوا قرار الأمم المتحدة الذي يطالبهم بالانسحاب، وقال إنه يعتقد أن الحكومة ستجلس في نهاية الأمر مع الحوثيين ولكنها لن تجلس معهم من دون أن ينفذوا قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وبينما لم يشر إعلان الرياض إلى أي اجتماع خارج السعودية للأطراف اليمنية، نقلت تقارير عن مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد قوله أن الأطراف ستكون مدعوة إلى الاجتماع في جنيف نهاية الشهر الحالي. ووصل إلى الرباط، أمس، جثمان الطيار المغربي الذي توفي إثر تحطم طائرته أثناء القيام بواجبه في اليمن، فيما تعرضت مواقع عدة للمتمردين في صنعاء وخارجها ت لغارات جوية متواصلة من طيران التحالف، بالتزامن مع غارات استهدفت مواقع مماثلة في مناطق يمنية أخرى، منها محافظة صعدة معقل الحوثيين، كما استهدف الطيران معسكر ألوية الصواريخ في جبل فج عطان، ودار الرئاسة وجبل نقم، كما تم قصف منزل الرئيس المخلوع علي صالح في مسقط رأسه بسنحان، ومنزلي شقيقيه محمد صالح الأحمر وعلي صالح الأحمر في المنطقة نفسها، وشمل القصف صباحاً وللمرة الأولى منزل نجل الرئيس المخلوع أحمد علي صالح في منطقة عطان. وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جيف راثك، أن دول التحالف مارست ضبط النفس خلال الهدنة الإنسانية التي استمرت خمسة أيام على الرغم من القصف الحوثي المستمر لأراضي السعودية.