دبي - قال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي الثلاثاء إن تجفيف تخمة المعروض في السوق النفطية سيستغرق وقتا أطول رغم تحسن العوامل الأساسية في السوق منذ شروع المنتجين في تخفيض الإمدادات. وقال المزروعي في مقابلة خلال فعالية أقيمت بمناسبة الذكري المئة والخمسين لتومسون رويترز في الشرق الأوسط "سيستغرق وقتا. استغرق منا الأمر من منتصف 2014 إلى الآن. نعمل على التصحيح لكن التصحيح يستغرق وقتا." وتابع "أعتقد بصفة عامة أن السوق تصحح نفسها. لدينا نمو سليم للطلب في العام الجاري مقارنة بالأعوام السابقة. ثمة نمو للطلب والمخزون سينخفض. هذا الفرق لن يختفي تماما في ستة أشهر." واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) مع المنتجين من خارجها في ديسمبر/كانون الأول على تقليص الإمدادات لمدة ستة أشهر مما ساهم في صعود أسعار النفط لنحو 55 دولارا للبرميل بعد ان شهد هبوطا على مدى عامين. وستجري أوبك مراجعة للنصف الثاني من العام خلال اجتماع في 25 مايو/أيار. وامتنع المزروعي عن التعقيب على ما إذا كان المنتجون سيمددون الاتفاق قائلا إن هناك حاجة لمزيد من التحليل وإن القرار بيد جميع المشاركين. وقال "النبأ السار أن نسبة الالتزام داخل أوبك وخارجها تتحسن." وتابع الوزير أنه يتوقع نموا قويا للطلب على النفط هذا العام ويعتقد أن المخزونات العالمية ستهبط أكثر. ولا تزال مخزونات الدول الصناعية المستهلكة أعلى نحو عشرة بالمئة عن متوسط خمس سنوات. وخفضت أوبك الإنتاج نحو 1.2 مليون برميل يوميا من أول يناير/كانون الثاني لمدة ستة أشهر في أول اتفاق لتخفيض الإنتاج منذ ثمانية أعوام بهدف التخلص من تخمة المعروض وتعهدت روسيا وعشرة منتجين آخرين من خارج المنظمة بتخفيض إنتاجهم بنصف ذلك القدر. وقالت أوبك ومصادر ثانوية إن نسبة الالتزام بالتخفيضات في أوبك تجاوزت المئة بالمئة وهو مستوى نادر من الالتزام بتخفيضات المنظمة. وقال المزروعي إن بلاده ملتزمة بالكامل باتفاق خفض الإنتاج وعزا الافتراض بعدم التزام الإمارات بالكامل إلى التباين بين أرقام الإنتاج التي تصدرها الإمارات وتقديرات المصادر الثانوية في القطاع التي تستعين بها أوبك لرصد الالتزام. وقال الوزير "نحن ملتزمون بنسبة 100 بالمئة وفقا للأرقام (الخاصة بنا). حين أقول إننا سنلتزم فسوف نلتزم. نحن لا نغش السوق." وكانت الإمارات أبطأ من جارتيها الكويت والسعودية في خفض الإنتاج. وقالت مصادر في القطاع إن إنتاج الإمارات في مارس/آذار أقل بسبب تخفيضات أكبر وأعمال صيانه مقررة مسبقا. وقال المزروعي ان الإمارات لا تزال في سبيلها لزيادة طاقة إنتاج النفط إلى 3.5 مليون برميل يوميا بحلول عام 2018 رغم التخفيضات. وحجم الإنتاج الذي تستهدفه الإمارات وفقا لاتفاق أوبك 2.874 مليون برميل يوميا. واستبعد الوزير تلميحات بأن الإمارات قد تحذو حذو السعودية وتدرس الطرح العام لحصة في شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك). وتهدف السعودية لبيع خمسة بالمئة في شركة النفط العملاقة أرامكو وإدراج أسهمها في بورصة الرياض وبورصة أجنبية واحدة على الأقل لجمع سيولة للاستثمار في صناعات جديدة وتنويع مواردها بدلا من الاعتماد الكلي على النفط. في المقابل تمنح أدنوك امتيازات مشروعات مشتركة لمنتجي نفط أجانب. وقال المزروعي إن الإمارات ستدرس زيادة الشركاء في عمليات المنبع لتضم شركات آسيوية خلال مراجعة لامتيازات بحرية العام المقبل.