حوار: أمل سرورأكد أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، أن مهرجان الشارقة القرائي للطفل يمتلك رؤية فكرية وثقافية عميقة، وأنه يمضي بثقة نحو العالمية، كما فعل معرض الشارقة للكتاب.ووعد بأن تشهد نسخة المهرجان التاسعة نقلة كبيرة تلامس نوعية الأنشطة المصاحبة والمكملة له وعددها، مشيراً إلى أن هذا التطور ترجمة لفلسفة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.واعتبر أحمد بن ركاض العامري، في حوار مع «الخليج»، أن تلك القفزة النوعية في شكل المهرجان ومحتواه هي نتاج أيضاً لاقتراحات ورؤى قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة. وإلى نص الحوار.ما ملامح النقلة التي تشهدها النسخة التاسعة من المهرجان؟- تلك النسخة التي تحمل شعار «اكتشف عن قرب» ستكون الأضخم في تاريخه، وعلى المستويات كافة. والأرقام تتحدث عن نفسها هذا العام. معرض«رحلة عبر الدماغ» جديد المهرجان هذا العام، ماذا عنه؟ - رحلة جديدة ومميزة اعتبرها مفاجأة هذا العام، تلك الجولة العلمية التعليمية الترفيهية التي لا تصطحب الأطفال فحسب، بل الكبار أيضاً للسفر والترحال في عالم «الدماغ»، من أجل التعرف إلى خفاياه وأساطيره. وأعتقد أنها جولة تجيب عن العديد من علامات الاستفهام التي تدور في أذهاننا جميعاً، واجتهدنا كثيراً من أجل تنظيم تلك الفعالية التي تعتبر الأولى من نوعها، ليس في الإمارات فحسب، بل في المنطقة العربية، ونجحنا في التعاون مع المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك. الجديد أيضاً الذي نقدمه من خلال تلك الرحلة أنها تفاعلية، بمعنى أنها لن تعتمد على مشاهدة الزائرين لفيلم يُعرض عن عمل «الدماغ»، بل يصاحب ذلك الأمر الكثير من العروض التي تتيح للجمهور من الصغار والكبار، فرصة التعرف إلى آليات العواطف الإنسانية المختلفة، ومراحل نمو المخ، وأثر التقدم التقني في تغيير الأدمغة البشرية في المستقبل. أعلنتم عن مشاركة نخبة من القامات الأدبية والفكرية والفنية والأكاديمية، من داخل الإمارات وخارجها في فعاليات المهرجان. ما تفاصيل ومعايير اختياركم لها؟ - نحرص دائماً على استضافة نخبة من الكتاب العرب الذين تركوا بصمة واضحة في المشهد الثقافي العربي، والفنانين الذين أغنوا الإعلام العربي بالأعمال التلفزيونية والإذاعية المميزة للأطفال، وامتدت شهرتهم خارج بلدانهم الأصلية لتصل مختلف أنحاء الوطن العربي. الفنانة المعتزلة حنان ترك، مثلاً، قدمت العديد من الأعمال الفنية التي تناقش قضايا الطفل، مثل ظاهرة تشرد الأطفال من خلال مسلسل «أولاد الشوارع»، وفيلم «تيتو»، كما تناولت بعض مشكلات ذوي الإعاقة عبر مسلسل «سارة»، وكذلك مشكلة التسرب من التعليم ومحو الأمية من خلال عملها الدرامي «نونة الشعنونة»، إضافة إلى أنها تتولى إنتاج الأعمال الفنية والإعلامية للأطفال والشباب من خلال استوديوهاتها الخاصة. وأيضاً نستضيف الفنان والإعلامي القطري غازي حسين الذي قدم العديد من الأعمال الفنية الإذاعية والتلفزيونية وغيرها، كان أهمها برنامج الأطفال الشهير «افتح يا سمسم»، كما حاز مجموعة من الجوائز لأدائه المتميز خلال مسيرته الفنية، في حين عمل الفنان المصري أحمد أمين رئيساً لتحرير مجلة «باسم» للأطفال، وحصل على جائزة الإعلام العربي، ولا يزال يواصل مشواره الناجح. أما الكاتبة عواطف البدر، فتعد رائدة مسرح الطفل في الكويت ودول مجلس التعاون، وتحفل سيرتها المهنية بالعديد من الأعمال المميزة، من أبرزها مسرحية «البساط السحري» التي فازت بجائزة مهرجان «الفاتح» في ليبيا، إضافة إلى الكاتبة المتميزة صديقة إمارة الشارقة، أمل فرح التي تعددت أعمالها للأطفال، وحصدت الكثير من الجوائز. هذا عن الضيوف العرب، فماذا عن الأجانب؟ - لدينا كذلك أسماء كبيرة من مختلف ثقافات العالم، وتأتي في المقدمة جايل فورمان، وكوامي إليكساندر، وكوركي بول. «اكتشف عن قرب» شعار المهرجان هذا العام. ما مدى قربه من خطة المهرجان التنظيمية، وأهداف لتلك النسخة؟ - دائماً ما نستند إلى هدف عام وكبير، وهو استثمار رغبة وفضول الطفل في التعلم والتعرف إلى ما يحيط به، وتحويل هذه المعرفة الجديدة والمكتسبة إلى منصة ملائمة لتعامل الطفل مع المستقبل. والاكتشاف غايتنا في تلك النسخة من المهرجان، إذ نهدف إلى تدريب الأجيال الجديدة على تنمية مواهبهم من خلال اكتشاف أنفسهم والعالم المحيط بهم. ومن هنا جاءت البرامج والأنشطة التي وضعناها مصوغة كي تضع هذا الطفل في قلب التحديات المقبلة، وكيفية مجابهتها في ظل التطورات الثقافية والتكنولوجية التي يشهدها العالم، وسيكون تأثيرها واضحاً بقوة في السنوات المقبلة. إذاً، هو التحدي لكل ما يحاول أن يجذب الطفل من عالم القراءة خاصة مع الغزو التكنولوجي الذي يحاصرنا جميعاً. - بالطبع نحن أمام تحدٍ كبير في هذا الزمن الذي تميز بالسرعة والحداثة والعولمة والتكنولوجيا، ونحاول ألا نتجاهل تلك السمات، وإنما نستفيد من التقنيات ونطوعها لمصلحتنا. لذا نعتمد في استراتيجيتنا التثقيفية في المهرجان على خلق بيئة جاذبة للطفل، بحيث يقبل على القراءة من خلال وسائط ترفيهية مشجعة. وماذا عن النسخة السادسة من معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل؟ - سيكون هذا المعرض مميزاً ومختلفاً عنه في الدورات السابقة، خاصة أننا نجحنا في أن نجمع 303 أعمال، أبدعها 90 فناناً، فضلاً عن تنظيم عدد من المسابقات على مدار أيام المهرجان. نجحت من خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب في أن تصل إلى العالمية، فماذا عن حلمك لمهرجان الشارقة القرائي للطفل؟ - أحلامنا لا تنتهي، وخطواتنا ثابتة ومستمرة، ولدينا استعداد لمجابهة أي تحديات ومعوقات تحاول النيل من أهدافنا. لذا أقول إن مهرجان الشارقة القرائي للطفل يخطو بخطوات سريعة نحو العالمية، لدينا كل المؤهلات، ويكفي أن أقول إن عدد زائري دورة العام الماضي وصل إلى 250 ألف شخص، وأتوقع أن يزيد العدد في الدورة التاسعة، إضافة إلى أن اسم المهرجان أصبح معروفاً عالمياً، والدليل ثقل ضيوفه. لم تبدأ النسخة التاسعة من المهرجان لكني على يقين أن ملامح العاشرة تداعبك. - وضعنا خطة العام المقبل، وستكون مملوءة بالمفاجآت، ولدينا المزيد والكثير مما نقدمه في الدورة المقبلة التي أعتقد أنها ستحقق نجاحاً يفوق التوقعات.