تحقيق:محمد الفاتح عابدين رغم أن الفترة المتبقية من عمر العام الدراسي الحالي لا تتجاوز ثلاثة أشهر إلا أن أولياء أمور الطلبة وجدوا أنفسهم مطالبين بقائمة طويلة من المستلزمات الدراسية والمواد القرطاسية التي باتت الشعار الذي يميز كل فصل دراسي، حيث إن المعلمين يشترطون على الطلاب شراء مستلزمات دراسية جديدة لم يسبق أن استخدمها الطالب لا سيما فيما يتعلق بالدفاتر والكراسات.أولياء الأمور الذين أنهكتهم الطلبات المدرسية طالبوا الجهات المختصة في وزارة التربية والتعليم والمجالس التعليمية بضرورة وقف المغالاة في المطالب المدرسية، للعديد من الأسباب، أبرزها أن العام الدراسي بات مقسماً إلى 3 فصول دراسية، وأنه من غير المعقول أن يشتروا مستلزمات مدرسية جديدة كل فصل دراسي إلى جانب الالتزامات المادية الأخرى. ويؤكد الآباء أن الحل يتمثل في تدخل الجهات التعليمية وإلزام المدارس بشروط من شأنها تخفيف الأعباء عن أولياء الأمور. أمر مبالغ فيهيقول أحمد الظاهري «موظف» إن إعداد الطالب للمدرسة في الماضي كان يقتصر على مرة واحدة في العام الدراسي، ولكن منذ أن تم تقسيم العام الدراسي نفسه إلى 3 فصول بتنا نقوم بتجهيز أبنائنا مرة كل نحو 3 أشهر، وهو أمر مبالغ فيه لا سيما وأن كل معلم أو معلمة لديه شروطه الخاصة بمستلزمات المادة التي يدرسها إلا أن الجميع يتفق على شراء دفاتر وكراسات جديدة للمادة، وهو ما يدفعنا للمطالبة بوضع حد لمثل هذه الطلبات التي يصعب على الكثير من الآباء توفيرها لأبنائهم، خاصة الذين لديهم اكثر من طالب واحد حيث لا بد من إلزام المدارس بعدم الضغط على أولياء الأمور من اجل شراء مواد أو مستلزمات غير ضرورية. الأمثلة كثيرةأما «أم محمد» ربة منزل فتقول: كان زوجي مسؤولاً عن توفير المستلزمات الدراسية لأبنائي الأربعة وكنت أكتفي بإبلاغه هاتفياً بما يجب أن يشتريه، إلا أنه تخلى عن هذه المسؤولية بسبب كثرة الطلبات، وبت أنا من أتولى تهيئة وتجهيز أبنائي للمدارس، وبالفعل اكتشفت أن المسألة تحتوي على بعض المبالغة من جانب المعلمين.وأوضحت أنها تلقت طلباً بداية الفصل الدراسي الماضي من إحدى المعلمات يفيد بضرورة توفير دفتر كتابة يحتوي على مئة صفحة، وبالفعل «قمنا بشراء الدفتر وبالأمس تلقينا الطلب نفسه من المعلمة فطلبت من ابني إحضار دفتره القديم حيث إن عدد الصفحات التي تم استخدامها لا يتجاوز ال 15 صفحة»، مضيفة أنها لن تشتري الدفتر الجديد وستقوم بتدبيس الأوراق المستخدمة خلال الفصل الدراسي الماضي وتكتفي بباقي الصفحات الموجودة في الدفتر، لافتة إلى أن الأمثلة كثيرة والمطلوب من الإدارات المدرسية مراعاة الظروف المادية لأسر أبنائها الطلبة. الاجتهادات الخاصة للمعلمينويعتبر محمد سلطان اليحيائي «متقاعد» الأمر بحاجة إلى عملية مراجعة شاملة بحيث لا تترك الفرصة في مسألة الطلبات المدرسية إلى الاجتهادات الخاصة للمعلمين من خلال وضع آلية لطلبات المعلمين ودراستها من جانب الإدارة المدرسية ومن ثم الموافقة عليها أو رفضها، لافتاً إلى أن بداية الفصول الدراسية عادة ما تكون موسماً للمكتبات ومحال بيع المستلزمات الدراسية، وبالتالي فهذه المحال ترى خلال هذه الفترات موسما جيدا بالنسبة لها لأنها اعتادت على ذلك الأمر بسبب كثرة الطلبات التي تطلبها المدارس من الطلبة. ويضيف: من وجهة نظري فإنني أرى أن الطلبات المدرسية باتت كثيرة ولا تتوقف، ولا بد من إيجاد حل من شأنه وقفها دون أن تتأثر مسيرة الطالب التعليمية.تنزيلات شهدت أسواق مدينة العين إقبالاً كثيفاً على شراء المستلزمات المدرسية التي لم يعد بيعها مقتصراً على المكتبات فقط، بعد أن فتحت محال الهايبر ماركت الكبرى أجنحة خاصة للمستلزمات الدراسية.وخلال جولة في تلك الأجنحة التي غابت عنها العروض الخاصة أو التنزيلات، لوحظ ارتفاع كبير في أسعار مواد القرطاسية ومستلزمات المدارس، في رسالة واضحة من أصحاب تلك المحال ورغبة أكيدة لديهم في تحقيق أرباح لا تقل عن الأرباح الموسمية التي يحققونها في مواسم الأعياد وغيرها من المواسم التي تنعش الأسواق تجاريا.وقال خالد محمد المدير العام لسلسلة من محال الهايبر ماركت في العين وأبوظبي: إننا تجار وهدفنا الأول هو الربح، ولكن تحقيق هذه المعادلة أصبح صعباً في ظل الحرص على توفير المنتج عالي الجودة وارتفاع الأسعار عالمياً، إضافة إلى الكثير من الالتزامات الأخرى المترتبة علينا للحفاظ على سمعة محالنا، وهي أمور قد لا يدركها المتسوق الذي يرى أننا من يتحكم في الأسعار.وأضاف أنه من الطبيعي أن يستغل التاجر الفرص من أجل زيادة أرباحه، ولكن هناك ما هو معقول وما هو غير معقول، وبصفتي من المطلعين على أسرار السوق فإنني أرى تجاراً يشترون بكميات كبيرة لاحتكار أنواع معينة من المنتجات والتحكم في أسعارها، وهم نموذج من التجار الذين يسيئون إلى البقية، كما أنهم ليسوا معنيين بالواجبات المجتمعية، ولا يرون أمامهم سوى الأرباح.وأبدى ترحيبه بأية مبادرة من شأنها دعم قطاع الطلبة والتعليم، مؤكداً أن التجارة لها أصول وأخلاق لا بد أن يتعلمها من أراد ممارستها.