شارك من خلال تويتر فيسبوك جوجل بلس اكتب رأيك حفظ حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على مبدأ التكافل الاجتماعي وأهميته في الإسلام وأوصانا به رسولنا الكريم وحرص على تطبيقه هو وجميع الخلفاء الراشدين من بعده، فالإسلام يهتم ببناء الإنسان المسلم من الناحية الجسدية والروحية والعقلية والنفسية بغرس المفاهيم الدينية والفكرية والاجتماعية منذ الصغر لأنه هو من سيبني المجتمع وهناك الكثير من الادلة التى تظهر وتحرص على مبدأ التكافل سواء في الكتاب أو السنة.. قال صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). لكن التكافل الاجتماعي لا يقتصر فقط على المسلمين والمجتمع الاسلامي لأنه يتخطى تلك الدائرة ليشمل المجتمعات غير المسلمة والدليل قوله تعالى (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)، وهذا يشير الى نقطة هامة وهي أن لكل إنسان كرامة يجب أن تحفظ، قال تعالى (ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). إذن الإسلام هو دين الحرية والمساواة والسلام وهو حريص أن يطبق مفهوم التكافل الذي أساسه الشمولية والمسؤولية تجاه النفس لأن الإنسان مسؤول عن ذاته فحق عليه أن يهذبها ويوجهها ويرشدها للخير ويردعها عن الشرور والفتن. وكذلك هو مسؤول عن التعامل السليم مع الأفراد الذين يكونون المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان ضمن مجموعات مختلفة من البشر لها عادات وتقاليد وثقافات قد تكون مختلفة. من هنا وجب بدء الإنسان بتهذيب نفسه وتطهيرها وتقويه.. ايمانه بربه لأن التكافل هو عماد الفرد والمجتمع وهو لم يقتصر على الفرد بل ايضا اهتم بالاسرة والاطفال والزوجة والوالدين والأرحام وكبار السن.. لكنه استهدف الضعفاء والمساكين والمحتاجين والفقراء، كما أمرنا الله فيه بدفع الزكاة والصدقة بما تجود به النفس. ولكن هل يقتصر التكافل على المادة فقط أو على الحقوق الأساسية للفرد داخل المجتمع؟ وهل اختلف مفهوم العمل الخيري بين اليوم والأمس؟ قديما كانت القلوب تشعر ببعضها اكثر لأن طبيعة الحياة بها الرحمة والمحبة لكن اليوم اصبحت الحياة مادية اكثر وللأسف اصبحت المشاعر مثلها، لكن ما زال هناك من يشعر بالاخرين والامهم وحاجتهم ويشعر ايضا بالمتعففين وحيائهم من السؤال فيغدق عليهم بكلتا يديه وهو مغمض العينين لا قصد لديه سوى مرضاة الله. لا أعلم لماذ تغير مبدأ التكافل الاجتماعي اليوم رغم وجوده؟ وكأن المسمي ترك الفعل منذ سنوات وسنوات ليبقى هو في صدارة الشعارات الكثيرة في الحياة! لا أنكر أن هناك الكثير من التكافل الاجتماعي لكنه مادي فقط وهذا لا يكفي. أنا ابحث عن الفرق بين التكافل بين الماضي واليوم وأعتقد اني وجدته في معنى الرحمة التى يجسدها التكافل المعنوي بين الناس وهذا هو ما نفتقده اليوم، صحيح ان هناك من يحتاج الى تكافل مادي، لكن هناك ايضا من يحتاج الى تكافل معنوي لأن الإسلام لا يختصر التكافل على دفع الزكاة والصدقة، هو اعظم من ذلك وأرحم. فلنوقظ قلوبنا ومشاعرنا لتشعر بمن حولها وننظر إلى جميع النفوس البشرية الغنية منها والفقيرة فكل نفس تحتاج الى من يساندها ولنحذر قساوة عصر العولمة التى لو استطاعت ان تبرمج الألسنة كما برمجت الكثير من العقول والقلوب لما تأخرت عن فعل ذلك، لأنها تريد ان تصنع إنسان العولمة. مها عبود باعشن روائية وشاعرة