×
محافظة المنطقة الشرقية

الأغذية التي تطرد الحصوات من الكُلى

صورة الخبر

الأتراك أمام صناديق الاقتراع لحسم شكل دولتهم الحديثةيحبس الأتراك أنفاسهم استعدادا لنتائج استفتاء تعديل الدستور حيث يطمح من خلاله رجب طيب أردوغان إلى السيطرة على مفاصل السلطة. ويرى المراقبون في الخطوة نقطة تحوّل في تاريخ البلاد المعاصر لن تؤثر على شكل النظام السياسي فقط، بل على العلاقات مع الغرب أيضا.العرب  [نُشر في 2017/04/15، العدد: 10603، ص(5)]قلق من طموح أردوغان السلطوية اسطنبول (تركيا) - بذل مؤيدو التعديلات الدستورية لتعزير صلاحيات الرئيس التركي والمعارضون لها الجمعة آخر المحاولات لإقناع الناخبين قبل يوم من وقف الحملات المتعلقة بالاستفتاء، فيما ارتفع منسوب القلق الأمني مع اعتقال أشخاص يشتبه بأنهم جهاديون. وتوقعت استطلاعات الرأي التي يتم التعامل بحذر معها في تركيا نتيجة متقاربة لاستفتاء الأحد، بالرغم من الأفضلية الملحوظة لمعسكر مؤيدي التعديلات الدستورية في الاستفتاء المثير للجدل. وسيجري الاستفتاء في ظل قانون الطوارئ الذي تم فرضه الصيف الماضي بعد محاولة الانقلاب الفاشلة والذي شهد اعتقال 47 ألف شخص في أكبر عملية قمع في تاريخ تركيا. وفي حال تم اعتماد النظام الجديد فسيتم إلغاء منصب رئيس الوزراء، ما سيسمح للرئيس بتعيين الوزراء وجعل كل مؤسسات الدولة تحت سلطته. ويقول المؤيدون إن النظام الجديد خطوة ضرورية لجعل الحكومة التركية أكثر حداثة، لكن المعارضين يخشون من المخاطر الناتجة عن إعطاء أردوغان صلاحيات سلطوية. وأثار أردوغان الكثير من السجالات مع الغرب خلال الحملات المرافقة للاستفتاء بسبب تهجماته الحادة على بلدان الاتحاد الأوروبي، الذي تسعى أنقرة إلى الانضمام إليه منذ سنوات طويلة. وقال أردوغان الذي أبدى ثقة مفرطة بالموافقة على النظام الرئاسي الجديد في مقابلة تلفزيونية الخميس إن “يوم 16 أبريل سيكون ردا على الاتحاد الأوروبي”، مشيرا إلى انه لم يعد هناك من ناخبين مترددين. وأظهر استطلاع أجرته مجموعة كوندا بأن نسبة التأييد تتقدم بنحو 51.5 بالمئة، فيما أعطى استطلاع مجموعة سونار نسبة 51.2 بالمئة لصالح معسكر الرافضين، ويضاف إلى ذلك استطلاعات أخرى متعاكسة تجعل من الصعب توقّع نتيجة الاستفتاء. وألقى أردوغان الجمعة في مدينة قونية بمنطقة الأناضول، المركز الحيوي لمناصريه المحافظين الذين استفادوا خلال سنوات حكمه، خطابه الأخير قبل موعد الاقتراع. وكان زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كيليجدار أوغلو قد دعا الناخبين إلى التصويت بـ”لا”، بحجة أن هناك الكثير من الغموض الذي يحيط بنتائج النظام الجديد. وقال للصحافيين في اسطنبول “سوف نخط جميعا أسطورة في الديمقراطية (الأحد)، لأنه لم تتم الإجابة على أسئلتنا”. ويجري الاستفتاء بعد عام شهد سلسلة من الهجمات الدامية في تركيا التي تم تحميل مقاتلي تنظيم داعش والمقاتلين الأكراد مسؤوليتها. وما زاد من المخاوف الأمنية إعلان الشرطة التركية الجمعة توقيف خمسة أشخاص في اسطنبول يشتبه بأنهم من الجهاديين بتهمة التخطيط للقيام بهجوم قبيل استفتاء الأحد. وكانت السلطات قد اعتقلت الثلاثاء 19 شخصا أيضا يشتبه بانتمائهم إلى داعش في مدينة إزمير بتهمة التخطيط لتخريب عملية التصويت خلال الاستفتاء. وقد دعا التنظيم في العدد الأخير من مجلة النبأ التي يصدرها للقيام بهجمات ضد مراكز الاقتراع في تركيا. وبدا أن جدلا جديدا برز في اللحظة الأخيرة بين حزب العدالة والتنمية الحاكم وحليفه الرئيسي حزب الحركة القومية بعد اقتراح مستشار لأردوغان تشكيل نظام فيدرالي في حال وافق الناخبون على تعديل الدستور، وهو أمر محرّم عند القوميين. وفي خطوة لمنع أي انقسام، أعلن رئيس الوزراء بن علي يلديريم بأنه قد يستقيل إذا كانت هناك أيّ خطوة نحو نظام فيدرالي.