×
محافظة المنطقة الشرقية

قوات أردنية - سعودية تبدأ مناورات مشتركة

صورة الخبر

بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب في تونس، الأسبوع الماضي، جاء معالي اللواء الركن الدكتور حسين عرب وزير الداخلية اليمني من عدن وحضر اجتماعات المجلس، وقد التقته «اليمامة» وأجرت معه حواراً خاصاً وشاملاً تحدث فيه عن آخر التطورات في اليمن... * معالي الوزير بماذا خرج مجلس وزراء الداخلية العرب في دورته الأخيرة الرابعة والثلاثين؟ - خرج المجلس بعدة قرارات وتوصيات، وفي تقديري أن كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في المملكة والرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب في افتتاح أعمال المجلس تضمنت عناصر مهمة من أهمها كيف يمكن التنسيق ما بين مجلس وزراء الداخلية العرب ودول العالم حول مسألة مكافحة الإرهاب والوضع في منطقتنا بصفة خاصة، إضافة إلى ذلك مسألة التنسيق ما بين وزراء الداخلية العرب في تبادل المعلومات، لأنه ثبت لنا بالملموس أن العمل الإرهابي مترابط بحيث تحصل عمليات إرهابية في اليمن، نعرف من خلال التحقيقات أنها كانت في بلدان أخرى وأن من قاموا بها نفذوا عمليات مماثلة في بلدان أخرى، وبالتالي فإن المسألة مترابطة وفي حاجة إلى تنسيق العمل الأمني من خلال تبادل المعلومات. كلمة شاملة * إلى جانب ذلك ما رأيكم في المعاني والأفكار التي تضمنتها كلمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف؟ - كما قلت سابقاً كانت الكلمة شاملة، وبالأساس فإن سموه هو الرئيس الفخري للمجلس والمؤتمر وبالتالي احتوت كلمته على عناصر أساسية فيما يخص التعاون الأمني العربي - العربي والتعاون الأمني العربي - الدولي، وشخّص سموه مسألة هجمة التآمر الموجودة اليوم في منطقتنا العربية. * هل وصل التعاون العربي في مال مكافحة الإرهاب إلى المستوى المطلوب؟ - ما زال التعاون العربي في هذا المجال في نقص، في تبادل المعلومات بنوع من المصداقية وبما يسمح لنا أن نؤمن جميعاً محاربة الإرهاب الذي أصبح اليوم آفة موجودة في العالم بشكل عام وأصبحنا نحن نعاني منها ونكتوي بنارها في منطقتنا العربية بشكل غير عادي. * ولكن أين هي الإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب التي وضعتها الدول العربية قبل سنوات طويلة؟ - نحن أقررنا هذه الإستراتيجية في أيام المغفور له نايف بن عبدالعزيز وهو صاحب الفكرة في الأمن العربي وقد بذل - رحمه الله - مجهودات في هذا الجانب لفائدة مجلس وزراء الداخلية ولكل العرب، وهي مجهودات كبيرة نحصد ثمارها اليوم.. وقد استفاد من خدماته الجليلة كل وزراء الداخلية العرب.. وهذا التعاون القائم بينهم الآن هو نتيجة لتلك الجهود الجبارة التي قام بها المرحوم نايف بن عبدالعزيز من أجل الأمن القومي العربي، لكن المشكلة الأساسية التي تواجهنا في العالم العربي هي مشكلة السياسات الموجودة في عالمنا العربي. والأمن محتاج إلى هذه السياسات مهما كانت، إلا أن الجميع يشعرون اليوم بالخطورة التي هي لا تهدد دولة واحدة فقط بعينها، بل هي تهدد الكل.. فحتى الذي يعتقد أنه في مأمن هو ليس في مأمن وسيكتوي بنار الإرهاب. التحالف العربي و«عاصفة الحزم» * معالي الوزير، هل حقق التحالف العربي بقيادة المملكة أهدافه، التي قام من أجلها لإنقاذ اليمن؟ - بلا شك حقق التحالف أهدافاً مهمة جداً ولو لم يكن هذا التدخل في اليمن لكنا اليوم في وضع لا نحسد عليه. فلو سُمح للتآمر الذي كان على اليمن، ولو سُمح لإيران بأن تحتل اليمن بشكل كامل لكانت المعارك اليوم في الدول المجاورة لأنه سيقع تجييش الشعب اليمني ضد الآخرين.. لكن «عاصفة الحزم»، في الحقيقة، كانت قراراً حكيماً وقومياً بكل المقاييس، وبالتالي حققت أهدافاً منها وسنعرف كل أهدافها ونتائجها بعدما تتوقف الحرب وسنعرف كل التآمر الذي حدث، نحن لدينا اليوم كثيراً من الموقوفين الذين قدموا اعترافات مهمة جداً، لكننا ما زلنا لم نكشفها لأن المحاكم عندنا ما زالت ضعيفة ولم تأخذ مجراها الطبيعي، وعندما تتوقف الحرب وتدخل هذه العناصر المبشوهة إلى المحاكم وتقول رأيها وما كان يحصل من التآمر ينكشف للناس مدى الأخطار الكبيرة التي كانت تحاك ضد المنطقة بشكل عام. خبراء من إيران وحزب الله * هل نستطيع أن نعرف من هي هذه العناصر الموقوفة ومن يقف وراءها؟ - هناك إيرانيون وهناك عناصر دُربت من قبل إيرانيين وتتلقى تعليمات إيرانية.. والإيرانيون موجودون في المناطق التي ما زالت غير محررة ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك. * تقريباً كم عدد هؤلاء الذين ألقيتم عليهم القبض؟ - حسب المعلومات التي لدينا هم ما بين 100 و150 خبيراً من الإيرانيين الموجودين في المحافظات غير المحررة حتى الآن. * في كلمتكم في مجلس وزراء الداخلية العرب قلتم إنكم تمتلكون كل الأدلة على أن الجماعات الإرهابية في اليمن تتحرك تحت إشراف خبراء إيرانيين وخبراء من حزب الله، ما هذه الأدلة؟ - لدينا من اعترفوا بأنهم يقع توجيههم من قبل خلية موجودة في صنعاء فيها خبراء إيرانيون وخبراء من حزب الله.. هم الذين يوجهون.. لكننا لا نستطيع أن نكشف تفاصيل عن ذلك اليوم، فمن يكشف هذا الكلام هو القضاء.. عندما يتقدم الناس إلى القضاء هو الذي يكشف ذلك. شبكات نائمة * معالي الوزير ما تشخيصكم للوضع الأمني العام في اليمن حالياً؟ - طبعاً اليمن ما زالت تعيش الحرب، ولا أحد يستطيع أن يقول لك إن الأمن اليوم مستتب في دولة في حرب، لكننا استطعنا أن نحقق الأمن على الأقل على مستويات معينة في المحافظات المحررة مع أن الحرب ما زالت طاحنة في كثير من المحافظات التي ما زالت تحت أيدي الانقلابيين تؤثر علينا إلى حد ما. إضافة إلى ذلك أن علي عبدالله صالح والحوثيين قبل خروجهم من هذه المحافظات وضعوا شبكات نائمة في الداخل هي أيضاً تقوم بنفس العمل الإرهابي تحت مغطى الإرهاب و«القاعدة» و«داعش». * ما نسبة الأراضي اليمنية المحررة وكم يتطلب التحرير الكامل للبلاد من وقت؟ - هناك الآن نحو 80 ٪ من الأرض اليمنية كمساحة محررة، وبالنسبة إلى المنافذ البرية والبحرية بقي منفذ واحد هو منفذ «الحديدة» نأمل إن شاء الله أن يتم تحريره قريباً، وبالتالي فإن المنافذ جميعها تحت السلطة الشرعية. وفيما يخص الحرب ومدى إنهائها أنا لا أستطيع أن أعطي تقديراً معيناً هذا بأيدي الإخوة العسكريين الذين هم في الجبهات، لكني أستطيع أن أقول إن كل يوم تتحقق انتصارات.. وكلما تحققت انتصارات ضاقت الحلقة على هذه العناصر، وإن شاء الله يكون النصر قريباً. * وبالنسبة إلى العاصمة صنعاء متى تتوقعون تحريرها؟ - الحرب ما زالت متواصلة لكن في تقديري أنه إذا تم تحرير «الحديدة» والمناطق الساحلية بشكل عام سيكون بالنسبة إلى الإخوة الذين ما زالوا في المناطق الجبلية دور كبير في تحقيق النصر النهائي وإنهاء الحرب. ثوابت وطنية * هل ما زالت المبادرة الخليجية صالحة لحل الأزمة اليمنية؟ - نعم.. المبادرة الخليجية وأدواتها التنفيذية، وأنا قلت في كلمتي في الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب إن هناك ثلاث محطات مهمة هي حجر الزاوية في حل القضية اليمنية. هذه الثوابت الوطنية هي أولاً وقبل كل شيء مؤتمر الحوار الوطني، نحن تحاورنا في صنعاء كل الأحزاب والمنظمات.. كلنا شاركنا في هذا الحوار وخرجنا بمخرجات اقتنعنا بها جميعاً بأنها هي الحل الأمثل للشعب اليمني، ثم بعد ذلك جاءت المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية التي أكدت على هذا الموضوع أيضاً في الوقت نفسه وأعطت مخارج إيجابية لليمن.. لو كنا سرنا بهذا لما سالت كل هذه الدماء في اليمن ولكُنا تجاوزناها، لكن مع الأسف الشديد هناك من اعتقد أنه من الممكن له أن يحقق انتصاراً على الأرض ويحتل اليمن.. ونحن كلنا سمعنا أيضاً التصريحات الإيرانية عندما قالت إن صنعاء العاصمة الرابعة سقطت، ما يدل على تورط الإيرانيين في هذا الموضوع. والنقطة الأخيرة هي قرار مجلس الأمن 2216 الذي أكد على هذه الأمور. فهذه الثوابت الوطنية، نحن في تقديرنا كشرعية أنها هي الحل الأمثل لمشكلة اليمن.. واليمن اليوم بحاجة إلى حل المشكلة لأنه يعاني من مشاكل كبيرة، اقتصادية وإنسانية.. وهناك مجاعة في اليمن.. إنه وضع صعب لكن مع الأسف الشديد هذه العناصر الانقلابية لم تستطع أن تفهم الدروس. وبالتالي في تقديري أصبح الحل العسكري هو المطروح الآن على الطاولة.. لماذا الحل العسكري؟ لأن كل الحلول الأخرى التي طرحت فشلت. نحن خضنا جولتين من المشاورات، جولة كانت في جنيف، وجولة ثانية كانت في الكويت، وأنا هنا أسجل الشكر والتقدير للإخوة الكويتيين على صبرهم وعلى كل ما بذلوه في هذا الجانب، لكن مع الأسف الشديد كلما توصلنا إلى حلول نجد هذه العناصر الانقلابية قد قصدت لأي حل، وبالتالي أعلنت تمردها على كل شيء.. هذا ما حصل لنا ولم نحقق أي شيء. الحل السياسي * رغم ذلك هل هناك مساع جديدة لاستئناف المشاورات السياسية على أمل إحلال السلام في ربوع اليمن؟ - نحن كشرعية نقول إن الحل يجب أن يكون سياسياً ومن المملكن أن يكون سياسياً.. وحتى دول التحالف أكدت أكثر من مرة أيضاً على أن حل القضية اليمنية هو حل سياسي يجب أن تذعن له كل الأطراف، وهذا ما أكده مؤخراً خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولكن مع الأسف الشديد ما زالت العناصر الانقلابية راكبة رؤوسها.. والأمر الآخر هو أن هذه العناصر ليست لها مصداقية أي إنها اليوم تعلن تصريحاً وغداً يكون لها تصريح آخر نقيض للتصريح الأول، وإلى حد الآن لا توجد بوادر جدية عند هذا الطرف للوصول إلى حل، أما الشرعية فهي جاهزة في أي لحظة للوصول إلى حل على قاعدة هذه الثوابت الوطنية الثلاثة التي تحدثت عنها. نوايا عدوانية مبيتة * معالي الوزير أوضحتم التورط الإيراني في اليمن حقيقة وواقع، فما هي خلفية وأهداف تدخل إيران بعد اليمن لو لم تتحرك المملكة بسرعة ومعها دول التحالف العربي؟ - بعد اليمن كان في المخطط استهداف دول الخليج.. وهذا ما هو واضح اليوم.. فما يجري الآن في اليمن حرب يمنية - يمنية بدعم دول التحالف للشرعية، لكن لاحظ مدى الاعتداءات التي يقوم بها الانقلابيون على دول الجيران ومحاولاتهم لضرب بعض المدن السعودية، وهذا يدل على أن هناك نوايا كانت موجودة مبيتة وعدوانية لديهم ضد جيراننا وأشقائنا تؤكد هذا الكلام. * يقف الملاحظ حائراً أمام الموقف الغريب للمخلوع علي عبدالله صالح في انحيازه الشيطاني إلى جانب الحوثيين ضد الشعب اليمني، فلماذا فعل ذلك؟ - في بعض الأحيان تفقد الشراهة في الحكم العقل والصواب، فلم يكن علي عبدالله في حاجة إلى هذا كله.. فلو كان تصالح مع شعبه بالفعل ربما كان الشعب تعامل معه.. لكن اليوم عندما تسيل الدماء في كل بيت ماذا تتوقع من مثل هذا الشخص الذي حكم اليمن أكثر من 35 سنة. * هل تستطيعون معرفة ما تعرض له اليمن من خسائر وتدمير في البنى التحتية وفي الأرواح البشرية كجرد أولي بسبب الحوثيين وعلي عبدالله صالح؟ - لا نستطيع الآن.. أنا لست اقتصادياً ولكني أعطيك مثالاً بسيطاً واحداً عن عدن وحدها، يعني ما دُمر فيها من البيوت فقط أكثر من 16 ألف منزل تم تدميرها.. هذا دون أن نذكر ما حصل لمؤسسات الدولة، فبخصوص مؤسسات وزارة الداخلية لم يبق موقع لم يدمر، لا موقع شرطة وأمن، ولا معسكرات ولا أي شيء بالنسبة إلى الجيش، كان هناك حقد وتدمير للدولة وقد قاموا بذلك بالتفجير عمداً وليس من الحرب. ناهيك عن مناطق أخرى تعرضت أكثر من ذلك. * في نهاية هذا الحوار هل لديكم رسائل معينة تريدون توجيهها؟ - شكراً جزيلاً لدول التحالف وفي مقدمتها المملكة على الدعم الذي قدمته وتقدمه إلينا وعلى ما بذلته من جهود لمساندة الشعب اليمني حتى لا تقع اليمن فريسة لإيران وللعصابات الموجودة في صنعاء التي تعاملت مع إيران، والرسالة الأخرى التي أريد أن أوجهها هي أنه على الإخوة العرب أن يدركوا أن هذا التآمر لم يكن يقصد دولة بعينها وإنما هو تآمر يستهدف الجميع وبالتالي علينا أن نتكالف حتى نستطيع أن نوقف هذه الهجمة وأن نعيد الأمور إلى نصابها وأن نعيد الأمن والاستقرار إلى منطقتنا العربية.