×
محافظة مكة المكرمة

انتهاء المسح الجوي وبدء "البحث الراجل" عن "مفقود المحاني"

صورة الخبر

تدفع الرغبة في الحياة كثيرا من المصابين بفشل الأعضاء، إلى البحث عن علاج لهذا المرض المميت ما قد يحدو بعضهم وبسبب قوائم الانتظار الطويلة وندرة وجود متبرع مناسب إلى السفر خارجاً في رحلة غير شرعية للبحث عمن يتبرع لهم بعضو يعيد إليهم الأمل في الحياة من جديد. وعندما تتكفل الدولة بإرسال مرضى الأعضاء للزراعة في الخارج غالبا تكون تلك الزراعة ناجحة لأنها تكون في مراكز طبية معروفة ومعتمدة وتكاليفها باهظة، إلا أنه عندما يسافر المريض على حسابه الشخصي فإن الأمر يعتمد على الإمكانيات فهناك من إمكانياته كبيرة ويستطيع الذهاب للمستشفيات والمراكز الطبية الكبيرة الشهيرة التي تخشى على سمعتها، لكن هناك من إمكانياتهم متوسطة ويذهبون للزراعة في أقل مستوى، وهنا يكون ذو الإمكانيات المتواضعة دائماً الأكثر خطورة فهم يبحثون عن الأرخص وفق ما لديهم من إمكانيات مادية ضعيفة، وطبيعي أن تكون مستشفيات متواضعة وأطباء ليس لديهم الخبرات الكافية لزراعة الأعضاء. ومن المعلوم أن غالبية الزراعة للأعضاء تكون زراعة الكلى التي تتنوع الدول التي تستقبل المرضى مثل الفلبين وباكستان والهند وكذلك مصر وروسيا وغيرها، وهذه الدول هناك من يعملون العمليات بشكل خفي وسري لأن لديهم في بلدانهم أنظمة تمنع مثل هذه العمليات ولذلك تكون مثل هذه العمليات محفوفة بالمخاطر وهناك من يسمح النظام لديهم بمثل هذه الزراعة. وهناك أمثلة كثيرة على فشل الكثير من تلك العمليات، حيث حصلت العديد من الوفيات لمن غامروا بأنفسهم. منصور الدريع من المنطقة الشرقية مركز الصرار التابع لمحافظة النعيرية يعول أسرة وإمكانياته المادية متواضعة، أحد الأمثلة التي عانت كثيرا من الفشل الكلوي وحاول أن يتم علاجه خارج المملكة عن نفقة الصحة، وعندما لم يتم ذلك، اضطر كما يقول للاستدانة حيث اقترض مبلغ ١٢٠ ألف ريال وسافر إلى مصر تحديدا وزرع كلية ثم عاد، وخلال رحلة العلاج واجه الكثير من الصعاب منها عدم وجود المبلغ المطلوب ومنها ما تعرض له من خوف ورعب من العملية بسبب ما سمعه من حكايات لحالات سابقة، إلا أنه حسب قوله لم يكن أمامه سوى خيارين لا ثالث لهم، فقد اختار إجراء عملية الزراعة ورغم أن العملية كانت جيدة حتى الآن لأنه عاد منذ شهور قليلة، إلا أن الخوف لازال يتجرعه مما يسمع من عصابات ومتاجرة. وقال إن شاء الله لا أكون وقعت ضحية لأي عصابات، وتكون عمليتي ناجحة بما فيها من مخاطر، وأطالب أن تكون هناك طريقة من قبل وزارة الصحة يتم فيها التعاقد مع المستشفيات في عدة دول لزراعة الكلى للأعداد الكبيرة من المنتظرين على قوائم الانتظار لأنه بالأساس لا يوجد كثير من المتبرعين في المملكة ولا يوجد وعي لدى الكثير من المواطنين بأهمية التبرع بالأعضاء سواءً من الأحياء أو من المتوفين دماغيا، لذلك لا يجب أن يترك المرضى على قوائم الانتظار حتى يموت في الانتظار، وليس الأمر صعبا على وزارة الصحة أن يكون هناك آلية للزراعة غير المتبعة حاليا، والتي لا يستفاد منها إلا بشكل ضئيل. ويبين المواطن ناصر حسين الكردي مخاطر السفر لزراعة الأعضاء في الخارج ولاسيما الدول الآسيوية الفقيرة التي تُعطي معظم نتائج عمليات زراعة الأعضاء التي تُجرى في مراكزها غير المؤهلة مضاعفات غير مقبولة وأحياناً خطرة على حياة المريض كونها لا تهدف إلى استيفاء شروط ومعايير السلامة العالمية اللازمة لإجراء عمليات نقل وزراعة الأعضاء بقدر ما تهدف إلى الربح المادي. غير شرعية ويؤكد مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة تبوك الدكتور محمد علي الطويلعي على أن زراعة الأعضاء في الخارج غير شرعية، مشيرا إلى أن الزراعة لابد أن تؤخذ من أحد الأقرباء ففي الخارج هناك بعض المستشفيات تعمل بطريقة بدائية وتجريب عمليات لزرع الأعضاء في غرف عمليات غير معقمة وقد تتسبب في مضاعفات للمريض وقد تنقل له أمراضا أخرى وتعرض حياته للخطر وأضاف الدكتور الطويلعي أن الأسباب التي تقف خلف عملية زراعة الأعضاء في الخارج متعددة لعل من أهمها زيادة عدد مرضى زراعة الأعضاء في ظل عدم وجود متبرع مناسب أو رفض المريض نقل عضو إليه من متبرع قريب بسبب مخاوفه من حدوث مضاعفات قد تؤثر على صحة هذا القريب، إضافة إلى ضخامة عدد المرضى على قوائم الانتظار التي قد تمتد لسنوات، مشيراً إلى أن تفاقم عدد المرضى على هذه القوائم جاء من عدم تبليغ المركز السعودي لزراعة الأعضاء عن الآلاف من حالات الموت الدماغي التي تحدث في عدد من مستشفيات المملكة المختلفة، إضافة إلى الفشل في الحصول على الموافقة بالتبرع من ذوي المتوفين لعدم وضوح مفهوم الموت الدماغي عند كثيرين وضعف التوعية بأهمية المساهمة في التبرع لإنقاذ حياة مريض يعاني من مرض عضال أو نقص خطير رغم الفتاوى الشرعية التي تجيز التبرع بالأعضاء مبيناً أن أكثر الأعضاء زراعة في الخارج هي (الكلى) نظراً لازدياد عدد المصابين بالفشل الكلوي تليها زراعة البنكرياس والقلب اللذين يتطلب كلاهما وجود متبرع متوفى دماغياً، في حين تبقى زراعة الكبد من العمليات الصعبة المعقدة التي ترفض كثير من المراكز الطبية حول العالم الخوض في مجالها لما تستدعيه من شروط ومواصفات خاصة يجب توفرها في الكادر الطبي والتجهيزات الجراحية.