جدة: محمود تراوري 2017-04-13 9:49 PM حمّل رئيس نادي المدينة المنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان ورثة الأديب والمؤرخ أمين مدني، مسؤولية عدم نشر إرثه ونتاجه، وفي مقدمته مخطوطة «المدينة ذكريات ستين عاما» التي تحمل مضامينها توثيقا للحياة الاجتماعية في المدينة مطالع القرن العشرين، إضافة إلى معاركه الفكرية مع معاصريه من الباحثين في مجاله حينها، وفي مقدمتهم علامة الجزيرة حمد الجاسر، وعبدالقدوس الأنصاري. علامة فارقة قال عسيلان لـ«الوطن»: «أمين مدني علامة فارقة في تاريخ المدينة المنورة الثقافي، وقبل فترة احتفلنا بجائزته التي تمنح لبحوث في تاريخ الجزيرة العربية، التي يشارك فيها النادي بالتنسيق مع أسرته، ويهمنا بطبيعة الحال نشر ما تبقى من نتاجه المخطوط الذي لم ير النور للآن، فكتبه التي نشرت قدمت علامات بارزة يأتي في مقدمتها إيمانه العلمي بأسبقية الجزيرة العربية وأولوية ما خطته على صفحات التاريخ الإنساني، لكني أعرف أن أبناءه حريصون على تراث أبيهم، ويفضلون نشره عن طريقهم، لإكمال ما سبق أن نشروه من أعمال لافتة في علم التاريخ الذي أهمل تاريخ قلب الجزيرة العربية في البحوث التي تعرضت للتاريخ العربي القديم، فضاعت -كما يقول ابنه إياد- «حلقة هامة من حلقات التاريخ العربي القديم. وضياع هذه الحلقة الهامة سبب عدم ترابط تاريخ الجزيرة وتسلسل الأحداث العربية». لوحة في شارع صغير عندما يعبر المارون في شارع خلفي صغير يربط بين دفتين بحي الروضة في مدينة جدة، ربما لا تستوقفهم لوحة تحمل اسم الشارع، وربما لا يعنيهم من هو «أمين مدني» رغم أن إحدى اللوحات تحمل في ركنها بخط صغير كلمة «مؤرخ» إشارة للعلم الذي يحمل هذا الشارع اسمه. يعبر المارة راجلين أو راكبين كل يوم من هذا الشارع غير مدركين أنه يحمل اسم أول رئيس تحرير لصحيفة «المدينة المنورة» قبل أكثر من 70 عاما، وأنه الباحث الذي كان ينطلق في كتاباته باحثا عن الحقيقة يضيء من خلال كشفه لها الطريق أمام مجتمعه وجيله، والأجيال التي تليه. الأسباب الحقيقية إذا كان الأديب هو الذي يبلور ضمير الأمة ووجدانها، فإن المؤرخ والمحقق هو الذي يؤصل تاريخها ويؤكد جذورها بحسب ابنه إياد مدني، الذي لم يكشف لـ«الوطن» بوضوح عن الأسباب الحقيقية لعدم استكمال نشر ما تبقى من مخطوطات لأعمال أبيه، بعد نشر الطبعة الثانية من كتابه (التاريخ العربي وبداياته) الذي نشرت طبعته الأولى عام 1385، والتاريخ العربي مصادره، والتاريخ العربي وجغرافيته، والاستثمار المصرفي، وشركات المساهمة في التشريع الإسلامي، والثقافة العربية وحواضرها. وفي رأي مدني الذي أوضحه لـ«الوطن» أن شخصية وجهود والده عُرفت في سياق البحث التاريخي، وأن نتاجه الأخير الذي كتبه في آخر حياته يتصل بتسجيل الحياة اليومية والشأن الاجتماعي للمدينة المنورة فيما يمكن عدّه تسجيلا وثائقيا للمجتمع وحياة الناس. مؤرخ حضارة قال الباحث الدكتور مصطفى إبراهيم حسين الذي (كتب بحثا عن مدني في التسعينات الميلادية) فيقول: كان أمين مدني مؤرخا، لكنه لم يكن مؤرخ الأحداث في مضيها وتعاقبها على نـحو ما سجلته مصادر التاريخ، بل كان مؤرخ الحضارة، حضارة العرب في ظواهرها وملامحها وقضاياها، مضيفا، لم يكن حب الشهرة هو ما يبحث عنه مؤرخ (العرب في أحقاب التاريخ)، بل كان وراء نشاطه التاريخي هدف أبعد من ذلك، هو أن يرسم الصفحات المضيئة من تاريخ أمة العرب. كما نظم أمين مدني الشعر في بعض المناسبات، ومنها قصيدة ألقاها بين يدي المغفور له الملك عبدالعزيز كعضو من أعضاء وفد المدينة المنورة قال في مطلعها: قم حي في العرب الأباة الصيدا ملكا أعاد به الإله سعودا ملك تقفى الراشدين مجاهدا لما رأى في السابقين جمودا في أمة نهضت وكان شعارها الحق والتوحيد والتجديدا رؤى استشرافية في عام 1386 ألقى أمين مدني محاضرة في رابطة العالم الإسلامي بعنوان «الإسلام دين عقل وعمل»، دعا فيها إلى التعاون الأكاديمي والاقتصادي بين الدول الإسلامية عبر منظمات حديثة، وأكاديميات معترف بها، ومدرسة ملاحية تقنية تقام على شواطئ الخليج الذي اقترح لها تسميته «الخليج الإسلامي»، وبعد سنوات ولدت منظمة المؤتمر الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، وجامعة الخليج، والجامعة الإسلامية. أمين بن عبدالله حمزة مدني -1329 1404 ولد في المدينة المنورة تلقى تعليمه الابتدائي في مدارسها النظامية أكمل تلقي علومه في حلقات الحرم النبوي الشريف على يد عدد من العلماء المؤلفات غير المنشورة التاريخ العربي وشعوبه التاريخ العربي ودوله أحداث المدينة المنورة في ستين عاما رحلة الهند رحلة تهامة دراسات نـحوية مجموعة مقالات ودراسات وبحوث نشرت في الصحف والمجلات الدورية