استبعد القائد العام لقوات الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر إمكانية إقامة قاعدة عسكرية روسية على الأراضي الليبية، مشيرًا إلى أنه لم يجر بحث هذا الموضوع من الجانب الروسي. فيما أكد أن الجيش الوطني الليبي خاضع لقيادة سياسية منتخبة من الشعب، وأنه على استعداد للمساهمة في الحل السياسي، بشرط تلبية مطالب الشعب الليبي وعدم المساس بالجيش وتعريضه للخطر. وقال حفتر في مقابلة أجراها مع وكالة سبوتنيك: «إنه لم يسبق طرح موضوع إقامة قاعدة عسكرية روسية في ليبيا على الإطلاق في مباحثاتنا مع الروس، ولا نعتقد أن لدى روسيا الرغبة أو الحاجة لإنشاء ذلك، فهي تملك أسطولاً عملاقًا في البحر المتوسط يغنيها عن أي قاعدة برية في إقليم المتوسط». حل سياسي وخلال حديثه عن حظر شراء الأسلحة قال «إن ممثلي قواته بحثوا مع الجانب الروسي اتفاقيات شراء الأسلحة التي أبرمت قبل فرض الحظر، مشيرًا إلى أنه من غير الممكن تنفيذها بسبب الحظر المفروض». وعن استعداد الجيش الوطني الليبي للمشاركة بحل سياسي أكد أن المؤسسة العسكرية على استعداد للمساهمة في الحل السياسي، بشرط تلبية مطالب الشعب الليبي وعدم المساس بالجيش وتعريضه للخطر. وقال في حديث حول سبل التوصل لوفاق سياسي «الشعب الليبي هو الرقم الصعب في معادلة الوفاق وليس المشير حفتر، والعمل خارج دائرة الإرادة الشعبية هو مضيعة للجهد والوقت. نحن مستعدون للمساهمة في الحل، ولكن في إطار مطالب الشعب الليبي فقط التي تؤكد أولاً وأخيرًا ضرورة تجنب المساس بالجيش وتعريضه للخطر». وتابع قائلاً «للأسف ما يجري هو تجاهل حقيقة المشهد والسباحة في الخيال. المشهد تعبر عنه إرادة الشعب الليبي بوضوح بأن الجيش الليبي هو صمام الأمان والضامن الوحيد للأمن والاستقرار وبناء الدولة، وأي حل سياسي يتجاهل هذه الحقيقة الساطعة مصيره الفشل». وأوضح القائد العام للجيش الليبي المشير حفتر استعداده أن تكون مؤسسة الجيش لدى مؤسسة. وقال إن «قواته لا ترفض أن تكون لدى مؤسسة مدنية سلطة عليا على المؤسسة العسكرية». وأضاف «نحن لا نرفض أن تكون السلطة العليا على المؤسسة العسكرية مؤسسة مدنية بل نتمسك بذلك ونتشبث به، طالما أن تلك السلطة منتخبة مباشرة من الشعب الليبي». وأردف قائلاً «ومثلما فوَّض المؤتمر الوطني العام رئيسه بصلاحيات القائد الأعلى قام مجلس النواب بتفويض رئيس البرلمان المستشار عقيلة صالح قائداً أعلى للقوات المسلحة، وطيلة فترة عملي كقائد عام للقوات المسلحة حتى اليوم كان السيد عقيلة صالح القائد الأعلى، وهو شخصية مدنية منتخبة. إذن كيف يمكن القول بأن القيادة العامة ترفض العمل تحت سلطة مدنية؟». استبعاد واستبعد القائد العام إمكانية حدوث أي صدام عسكري بين الجيش الوطني الليبي والقوات الوطنية المسيطرة على المناطق الغربية. وقال «لا يمكن أن يحدث أي صدام بين الجيش الوطني وأي قوى وطنية، الصدام فقط مع التنظيمات الإرهابية التي لا تؤمن إلا بمنطق القوة. ونحن نسعى إلى ضم كل القوات النظامية تحت راية الشرعية وخارج دائرة الميليشيات، دون أي تدخل أجنبي». وتابع «فالجيش الليبي واحد، ونحن كعسكريين نستطيع أن نتفاهم مع بعضنا، لكن تدخل أطراف من خارج المؤسسة العسكرية ومن خارج حدود ليبيا لا يخدم بناء الجيش، ويعمل على شق الصف وخلق الفتن بين العسكريين». أما عن دور مصر في توصل الأطراف الليبية إلى وفاق فقال «إن مصر في طليعة الدول التي تسهم في توصل أطراف النزاع في ليبيا إلى وفاق، مشيرًا إلى وجود لجنة مصرية تعمل على التواصل مع الأطراف الليبية في هذا الشأن». اتفاق وأضاف حول تقييمه للاتفاق السياسي ومخرجاته: «أرى من خلال المخرجات أنه وثيقة لا تحمل من الوفاق إلا الاسم، إذ مازال الصراع السياسي محتدمًا وساخنًا رغم مضي عام ونصف العام على توقيع الوثيقة. وما زالت معاناة المواطنين في تفاقم حاد على جميع الأصعدة، ولم نر من المجلس الرئاسي إلا العراك والسباب والاشتباك بالأيدي بين أعضائه، وما زالت الميليشيات تسيطر على العاصمة». زيارة رحب القائد العام لقوات الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر بالدعوة التي وجهها الرئيس التونسي القايد السبسي لزيارة تونس، وقال قائلاً: « سأزور تونس. الرئيس التونسي من القادة الذين لهم تاريخ نضالي مشرف، وخبرة في العمل السياسي على مدى عقود، وتونس دولة شقيقة وجار له مكانة خاصة في نفوس الليبيين».وأضاف «إن تونس هي من الدول الرافضة بشدة لأي تدخل عسكري فوق الأراضي الليبية، معربًا عن أمله بأن تلعب تونس دورها في رأب الصدع بين الفرقاء الليبيين».