وصف أكاديمي متخصص قرار مجلس الوزراء أمس الاثنين خصخصة الأندية بالقرار الاقتصادي المهم والمحفز الكبير للاستثمار، ولاسيما مع الأزمة التي نعيشها، والتي تتطلب تنويعًا في مواردنا الاقتصادية، ومنها الاستثمار في الأندية الذي سيتيح 40 ألف وظيفة. وأفاد الدكتور فواز بن خيري الحكمي، الأستاذ المساعد في كلية علوم الرياضة والنشاط البدني بجامعة الملك سعود، بأن دراسته الدكتوراه كانت عن تطبيق خطة الخصخصة في الأندية السعودية على مختلف المستويات الإدارية والتنظيمية من جامعة برونيل البريطانية في لندن، وقال: "هذا القرار لدعم وتشجيع القطاع الرياضي؛ ليكون مساهمًا في الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل". مشيرًا إلى أن القطاع الرياضي في السعودية يشكِّل قاسمًا مشتركًا بين الشريعة الإسلامية والنظام السياسي والعادات والتقاليد. وشدَّد الحكمي على أهمية أن يُحسن الممارسون في القطاع الرياضي من أدائهم وممارساتهم باحترافية ومهنية للانتقال بالقطاع الرياضي إلى أن يكون موردًا اقتصاديًّا مهمًّا للبلد. مشيرًا إلى أن هناك مجموعة من الوظائف معطلة في الأندية، منها الإدارة المالية والتسويقية. لافتًا إلى أن الأندية تفتقر للخطط المالية ومتابعتها؛ فهي أشبه بمحال تأجير. ودعا إلى إيجاد فريق عمل في كل نادٍ لتسويق منتجاته والملف الإعلامي والتلفزيوني، وقال: "إننا نفتقر إلى تطبيق مفهوم الاحتراف الشامل في الأندية". وأضاف: "لا يوجد لدينا احتراف كامل في العمل الإداري داخل الأندية، وإنما اقتصر على اللاعبين والمدربين وبعض الفنيين". مؤكدًا أن مشكلتنا غياب المهنية والاحترافية في التخطيط والتنفيذ في إدارة الأندية؛ إذ إن الأمور تسير كما يقال بـ"البركة". ودعا الهيئة العامة للرياضة للاستفادة من المبتعثين وقدرات الوطن الشبابية، مؤكدًا أهمية التقرير السنوي للأداء المالي للأندية، الذي تنتهجه معظم الشركات، والذي يشكّل دخلاً إضافيًّا للأندية. وعن آلية بيع الأندية أوضح الدكتور الحكمي أنه يمكن عرضها للبيع كاملة بما فيها، أو يمكن بيع جزء منها، مثل تجربة قطاع الاتصالات؛ إذ يمكن أن تدخل الدولة بـ50 %، وتترك 30 % للشركات الكبرى، وتتيح 20 % للمواطنين كأسهم. ولفت إلى أن أقرب تجربة دولية لنا في مجال خصخصة الأندية من حيث العادات والتقاليد والأنظمة هي تجربة بريطانيا؛ فهي أندية ألعاب.. مستدركًا: "لكن أقرب نموذج لنا من ناحية هيكلة الأندية هي إسبانيا التي تتشابه معنا في مجموعة من الألعاب". واقترح الدكتور الحكمي بيع تذاكر المباريات بنظام "الباكيج" بأسعار مخفضة من بداية الموسم لضمان تغطية التكلفة، مثل بيع تذاكر الطيران المخفضة بنظام الحجز المبكر؛ حتى تعرف الأندية مدخولها من التذاكر من بداية الموسم الرياضي، ولضمان حصول الجماهير على تذاكر مخفضة طيلة الموسم. يُشار إلى أنه ستقتصر مرحلة البيع الأولى على السعوديين، وسيتم تخصيص أول نادٍ في يونيو 2017، وبيع أول نادٍ وتحويله لشركة في شهر سبتمبر 2017.