×
محافظة جازان

بالصور .. رمادة خلب بالمسارحة تزف الضامري أول شهيد من أبنائها بالحد الجنوبي

صورة الخبر

التفجيرات الإرهابيَّة التي أصابت كنائس الأقباط في طنطا، والإسكندرية آلمت أبناء الشعب المصري الشقيق، كما آلمت أحباءهم من العرب، وشعوب العالم وهو ما تبدَّى في حالات التنديد والاستنكار الرسميِّ من دول العالم، وفي التعاطف الشعبيِّ الكبير من أركان الدُّنيا كلِّها مع أهالي القتلى والمصابين، والدعاء بأن يحفظَ اللهُ مصرَ وأهلَها.الإجراءات التي اتَّخذتها الحكومة المصريَّة بُعيد التفجيرات أتت كردَّةِ فعل طبيعيَّة من دولة تسعى إلى الحفاظ على أمنها الداخلي، وإلى ترسيخ التماسك بين شرائح المجتمع بكافَّة أشكالهم، وأطيافهم في ظلِّ معيار المواطنة فقط لاغير. فالرئيس عبدالفتاح السيسي، وهو رجل عسكري، يدرك تبعات مثل هذه الأعمال الإرهابيَّة، طالب بإعلان حالة الطوارئ في مصر لمدة ثلاثة أشهر، وهو ما تمَّت الموافقة عليه في مجلس الوزراء المصري، ثم تمَّت موافقة البرلمان المصري على القانون يوم الثلاثاء الماضي.بموجب الدستور يحقُّ للدولة المصريَّة اتِّخاذ الإجراءات الأمنيَّة والعسكريَّة التي تراها لازمةً لإيقاف أيِّ تهديدات داخليَّة، ضدَّ مواطنيها، وضدَّ مؤسساتها، خاصَّةً وأنَّ مصر ومنذ سنوات تخوض حربًا شرسةً ضدَّ جماعات إرهابيَّة عدَّة، منها ما يحدث في شمال ووسط سيناء، وما تعرَّضت له الكنائس، والمعابد المسيحية واليهودية، وآخرها كنيستا طنطا والإسكندرية.. وقد أبان عن ذلك رئيسُ مجلس الوزراء المصري المهندس شريف إسماعيل، في جلسة البرلمان التي تمَّت فيها الموافقة على قانون إعلان حالة الطوارئ، بقوله: «إنَّ الهجمات الإرهابيَّة التي تتعرَّض لها مصر، تستوجبُ إجراءات استثنائيَّة حاسمة؛ لكي تتمكَّن الدولةُ من حشد قواها للتصدِّي لتلك الأعمال الإجراميَّة».الهجومان الإرهابيان، كما هو معروف، تبناهما تنظيم داعش الإرهابي، وهدَّد باستمرار استهداف كنائس الأقباط، غير أنَّ مصر لا تتعرَّض إلى تهديد داعش فقط، بل إنَّ جماعات إرهابيَّة متطرِّفة أخرى تسعى إلى تفكيك التلاحم الوطني بين أبناء الشعب المصري، وخاصَّة بين المسلمين والأقباط، ليس من الآن، بل ومنذ زمن، كما أنَّ ما تقوم به جماعة الإخوان المسلمين، وبعض خلاياها داخل مصر، بعد أن وضحت أهدافها، وبعد أن انتفض عليها الشعب المصري في ثورة 30 يونيو، تسعى بكل جهدها إلى إظهار أن الدولة المصريَّة الحاليَّة تحت قيادة الرئيس السيسي غير قادرة على ضبط الأمن، ولعلَّ في حديث رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل خيرَ دليلٍ على ذلك بقوله: «لدى الدولة يقينٌ تامٌّ بأنَّ تلك الهجمات الإرهابيَّة يقف وراءها مَن يضخُّ أموالاً بمليارات الجنيهات للقيام بأعمالٍ إرهابيَّة ضدَّ الشعب».الألم الذي يعتصر قلوب الأشقاء في مصر، ويشاركهم فيه أبناء العروبة الشرفاء، لن يضعف مصر، لا كدولة، ولا كشعب، بل أثبتت حوادثُ السنوات والتاريخ بأنَّ مصرَ قادرةٌ بعزيمةِ رجالها وأبنائها المخلصين على تحدِّي الصعاب، وتجاوز المخاطر، فهي كما أشار إلى ذلك الزميل الإعلامي شريف قنديل، في مقال له يوم الثلاثاء الماضي، في هذه الجريدة: «إنَّ مصر هي البلد الوحيد الذي يعانق فيه الجمعة، بصدق وحب يوم الأحد.. وما حدث لن يميت هِبة النِّيل التي يرعاها الواحد الفرد الصمد»، وهذا أحدُ أهم أسباب قوة مصر وشعبها.