تحقيق محمد إبراهيم شكراً محمد بن راشد.. عبرت بنا من النفق المظلم، هكذا قال الطلبة العرب في مختلف بلدان الأمة العربية من خلال رسالة حب وتقدير، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، بعد أن حطت رحال مبادرة تحدي القراءة العربي، في ربوع العالم العربي، وأنارت ظلمة العقول، وعالجت أوجه القصور المعرفي والثقافي، إذ وصفتها المجتمعات بأنها مشكاة تضيء منابر العلم والعلوم وتنير مستقبل الأجيال، وخطوة جادة نحو تغيير واقع القراءة المؤلم في عالمنا، فالقراءة منارة الحضارات، وطريق المجتمعات إلى المعرفة والابتكار. في وقت جاءت التقارير الدولية تكشف واقع الأزمة العربية في القراءة، إذ أظهر إحصائيات تقرير مؤسسة الفكر العربي الذي تصدره سنوياً حول التنمية الثقافية، أنّ الطفل العربي يقرأ نحو ربع صفحة خارج منهاجه الدراسي سنويّاً، في الوقت الذي يقرأ فيه الطفل الأمريكي 11 كتاباً، والطفل البريطاني 7، ويقرأ أيضاً الطفل العربي بمعدّل ست دقائق سنويّاً، مقارنةً بالطفل الغربي الذي يقرأ بمعدل 12 ألف دقيقة. في تقارير أخرى، تبين أن كل مليون مواطن عربي له نصيب 30 كتاباً، في مقابل 854 كتاباً لكل مواطن أوروبي، الأمر الذي بلور الواقع المقلق للقراءة بين أبناء المجتمعات العربية، فضلا عن أن أعداد الأميين مازالت في ارتفاع، وبلغ عددهم اليوم حوالي 70 إلى 100 مليون نسمة، ما يمثل نسبة 27 % من سكان المنطقة، ولن يتحقق محو الأمية بشكل كامل في أمتنا العربية قبل عام 2050، نتيجة لتدني القراءة. أشارت اليونيسكو إلى أن نحو 43 % من الأطفال في الدول العربية، يفتقرون إلى المبادئ الأساسية للتعليم، سواء كانوا في المدارس أو خارجها، وفي كل أربعة أطفال يوجد طفل واحد لا يعرف القراءة بدرجة كبيرة. وعلى جانب آخر أكد عدد من وزراء التربية التعليم العرب، أن المبادرة خطوة جادة لمواجهة ظلام الجهل والفقر الثقافي، وتحمل بين طياتها أهدافاً تثري الطلاب لغوياً وفكرياً، وتنمي بدورها قدراتهم التعليمية، الأمر الذي حثهم على التفاعل الإيجابي، وتوجيه مدارسهم بسرعة الالتحاق بركب سباق القراءة العربي فور الإعلان عنه في سبتمبر/أيلول 2015. الخليج كانت في حضرة تجمعات القراءة، من خلال عدد من الزيارات لمدارس الدولة المشاركة في التحدي، حيث شكلت المدارس بطلابها ومعلميها نسيجاً تنافسياً بين عقول الأبناء الواعدة، وسطور هذا التحقيق تأخذنا إلى وقائع تلك التجمعات، وما آلت إليه الفرق المتنافسة من تحسين الوضع القراءة، والنتائج التي تحققت في السباق العربي. مبادرة استثنائية البداية كانت مع تصريحات وزير التربية والتعليم حسين بن إبراهيم الحمادي الذي أكد أن مبادرة تحدي القراءة العربي، شكلت انطلاقة حقيقية لمشروع نوعي استثنائي متفرد في أسبقيته وأهدافه الطموحة، باعتباره أول مبادرة ضخمة على المستوى الإقليمي، تستهدف هذا العدد الهائل من الطلبة والمدارس في الوطن العربي وكذلك مكامن أهدافه التي تستند إلى تعزيز اللغة الأم في نفوس الطلبة في مختلف مراحلهم السنية عبر السعي نحو تشربهم مفردات وجماليات ومكنونات اللغة العربية التي تعد الوعاء الجامع والشامل لحضارتنا وثقافتنا وإرثنا العريق. والمبادرة أعادت اللغة العربية في نفوس أجيال المستقبل وتضعها على سكة التنافسية في خضم سباق الحضارات المحموم، ولتنفض بذلك الغبار عن فترة زمنية غابت فيها روح اللغة العربية عن مفردات حياتنا وذابت في محيط التهميش حتى بلغ عدم الاهتمام بها مبلغاً ذات منحى خطر. عادة متأصلة ومتجذرة وأكد أن تأصيل العربية في نفوس أبنائنا بات إحدى الضرورات التي يحتمها الانفتاح الحضاري على الآخرين، الأمر الذي تنبهت إليه القيادة الرشيدة مبكراً كونه أمراً نابعاً من رؤى وتوجهات عميقة ومبصرة لمدى أهمية ذلك، وها هو الآن يتمثل لدينا حقيقة واقعة وراسخة من خلال مبادرة تجاوزت حدود الدولة لتصل إلى مختلف الأقطار العربية من شرقها إلى غربها. وأضاف: لاشك أن نواتج المبادرة بما تحمله في ثناياها من أهداف تؤسس إلى مرحلة مهمة ومفصلية في جعل اللغة العربية هدفاً استراتيجياً لدى القيادة من خلال تشجيع الطلبة على القراءة منذ المراحل السنية الصغيرة، لتصبح عادة متأصلة ومتجذرة في نفوسهم، للتعلم والنهل من قاموسها اللغوي الفريد، ويتسع مدى أهميتها في فتح الأبواب نحو قيم التسامح الفكري والاطلاع على منجز الآخرين ضمن مختلف الثقافات والحضارات. الفقر المعرفي من جانبها قالت فوزية غريب وكيل وزارة التربية والتعليم المساعد لقطاع العمليات التربوية ، إن مبادرة تحدي القراءة العربي، تحاكي في مضمونها محاربة الجهل والفقر المعرفي بين أفراد المجتمعات عربياً، مؤكدة أنها مبادرة عظيمة تحل إشكاليات ثقافية كثيرة، تعانيها العديد من الدول العربية، لاسيما أنها ابتكرت دوراً جديداً للتربويين والمهتمين لاجتياز هذا التحدي. وأضافت أن القراءة والمطالعة، تتمتع بأهمية بالغة من حيث تنمية الشخصية وتوسيع مدارك الفرد ورؤيته الشاملة للحياة، واكتساب الآراء والأفكار والخبرات، وإشباع الحاجات النفسية والاجتماعية، وتنمية الفكر والوجدان والعاطفة، فضلاً عن أنها تكسر الحواجز بينه وبين البشر، فنجده يتفاعل مع أفكارهم، والقراءة فرصة لمعرفة الآراء والأفكار والتعبير ما يقرأ ويبدي ملاحظاته وآراءه فيه. تغير من الواقع الأليم المبادرة اليوم في طريقها إلى أن تغير من الواقع الأليم الذي نعيشه، ومحمد بن راشد بدأ بالمدارس إن من أدبته في الصبا كالعود يسقى الماء في غرسه، ووضع جوائز كبرى وصلت إلى مليون دولار لكل مدرسة تفوز في هذا المشروع، وكذلك 150 ألف دولار للفائز الأول، إضافة إلى جوائز أخرى، هذا ما وصل إليه جمال بن حويرب، عضو منتدب بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ومضى يؤكد أن كل هذه الأمور تشجع الشباب وطلبة المدارس إلى أن يهتموا بالقراءة، فإذا تعلم وتعود على القراءة، سيظل ملازماً لها، نحن اليوم لا نطلب من الطلبة والشباب القراءة في المطبوع، بل بإمكانهم القراءة حتى في الكتب الرقمية، المهم أن يقرأ، المهم أن نصل إلى الدول المتحضرة والمتقدمة مثل أوروبا وأمريكا، حتى نتمكن من الوصول إلى حضارة عالمية. تجمعات المطالعة وفي جولتها في ميادين سباق التحدي، التي استمرت 7 أيام في حضرة تجمعات المطالعة، تراقب وترصد وتسجل جدية الطلبة، وفاعلية المعلمين ونشاط المتنافسين. من جانبه يرى موفق القرعان، نائب مدير مدرسة العالم الجديد بدبي، أن المعرفة نتاج تعاون المنزل مع المدرسة، فسنة القراءة تعتبر في كل الدول المتقدمة ورداً يومياً لأطفالهم، حيث إنها تأتي في مرحلة مهمة تعتمد على التخيل والأحلام، ويمكن التحكم بها وبميول الأطفال عن طريق انتقاء الكتب المناسبة للمجال الذي يبغي الوالدان إياه لطفلهما، فما يدرسه الطالب في المدرسة هو الأساس أما البناء فيكتمل في المنزل بالتنوع في اختيار الموضوعات التي تنمي اتجاهات وقدرات الطالب في المنزل والمدرسة هما شقا الرحى للقراءة المنتجة التي تفتح آفاق المعرفة والابتكار. واعتبر عدد من المعلمين والمعلمات في الميدان التربوي، أن المبادرة مسار نوعي يضع نهاية للفقر المعرفي وهجرة دروب القراءة، لاسيما بعد ملاحظة ارتفاع المستوى المعرفي لدى طلبة المدارس في الدولة المشاركين في التحدي، فضلاً عن رغبتهم واستجابتهم الكبيرة لساعات القراءة، وروح التنافسية التي لعبت دوراً كبيراً في تشجيعهم قراءة الكتب الخاصة بكل مرحلة. أنارت ظلمة العقول وقالت المعلمة حصة الطنيجي، إن مبادرة صاحب السمو نائب رئيس الدولة، أنارت ظلمة العقول وعالجت أوجه القصور المعرفي، ونتائجها نقطة تحول نوعية في مجال القراءة، مؤكدة أن التاريخ يسجل النتائج النوعية لتلك المبادرة، التي جاءت تؤكد أهمية القراءة ودورها المهم الذي تلعبه في ثقافتنا العامة، وتغذية عقولنا بالعلم والمعرفة. وأضافت أن المبادرة شجعت الكثير من المدارس في الإمارات، على المشاركة والتنافس في تلك المبادرة التي تحمل في مضمونها رسائل نبيلة، فأفضل الطرائق التربوية للتشجيع على القراءة، تبدأ منذ فترة الطفولة، والقراءة تمد الطالب بأفكار وحقائق وآراء، فضلاً عن مساعدته على تنمية شخصيته وميوله واتجاهاته، وتعمل على تأسيس مفاهيمه المختلفة، ومن خلالها يمتلك مهارة التعلم الذاتي التي تعد اليوم ضرورة من ضرورات الحياة، لمواكبة التطور العلمي والفني والتقني. أوجه الضعف أكدت معلمة اللغة العربية أم محمد في رأس الخيمة، أن المبادرة بلورت واقع الحال ولمست الفقر المعرفي الذي أصاب المجتمعات العربية، وبات أمر يؤرق الجميع، فهي مهمة في مضمونها وأهدافها التي تحاكي أوجه الضعف. حرص على المشاركة عمر الشهابي، رئيس قسم اللغة العربية في مدرسة العالم الجديد، أكد أن المدرسة حرصت على المشاركة في مسابقة تحدي القراءة، استكمالاً لمشروع القراءة الذي تبنته منذ بداية العام الدارسي 2015 / 2016، من خلال حثّ الطلبة على القراءة في جميع المراحل الدراسية، واعتماد حصة دراسية كل أسبوع للقراءة بالمكتبة، وتنشيط وتشجيع استعارة كتاب وتلخيصه، كما ننظم زيارات دورية لجميع الفصول إلى المكتبة العامة بدبي بالإضافة إلى المسابقات التنافسية التي أطلقها قسم اللغة العربية من خلال برنامج ( قراءة ستين كتاباً ) على مراحل ورصد جوائز تشجيعية للطلبة الفائزين. كل هذه الخطوات تأتي بهدف غرس حب القراءة في نفوس الطلبة، وجعلها عادة متأصلة في حياتهم. واجب التنسيق من جانبه قال ناصر يحيى، رئيس قسم الأنشطة في مدرسة العالم الجديد بدبي: أقوم بالتنسيق ما بين المدرسة والمنظمين لمسابقة تحدي القراءة ومن خلال ذلك أقوم بالاجتماع مع معلمي اللغة العربية بالمدرسة واطلاعهم على ما ينبغي القيام به لضمان مشاركة الطلبة، فضلاً عن الإطلاع بشكل مستمر على ما يتمّ إنجازه. وأضاف أن عدد طلبة المدرسة المشاركين في مسابقة تحدي القراءة، بلغ 130 طالباً وهو قابل للزيادة. 28 طالباً ضمن السباق وخلال زيارة الخليج لمدرستها، قالت نجاة رمضان متولي عضو لجنة فرق مبادرة تحدي القراءة ومسؤولة الأنشطة بمدرسة نبراس الإيمان بالشارقة، إن هناك 28 طالباً وطالبة من المرحلتين الابتدائية والإعدادية، شاركوا في سباق التحدي، فضلا عن فريق متخصص، ركزت مهامه على تشجيع الطلبة وأولياء الأمور على القراءة من خلال خطة ممنهجة، اشتملت على محاضرات متنوعة توضح أهمية القراءة وآثارها في بناء المجتمعات وتطوير عقول الأجيال. وأضافت أن برنامج تأهيل وتشجيع الطلبة، ركز على أن القراءة بوابة لتلقي العلوم المختلفة، ووسيلة لانتقال المعرفة، فهي تستطيع فتح آفاق أوسع وأشمل للطلبة، الأمر الّذي سيؤدّي حتماً وفي نهاية المطاف إلى التطوير من الحياة سواءً على الصعيد الشخصيّ أم على الصعيد الجماعي. الخليج تشارك الطلبة حرصت على التواصل هاتفياً مع عدد من الطلبة العرب في بلدانهم، وأكدوا تفاعلهم مع مبادرة تحدي القراءة العربي، فضلاً عما حققوه من إنجازات في سباق القراءة، مؤكداً أنهم قطعوا شوطاً كبيراً وخطوات واسعة في طريق التحدي، وتقدموا بالشكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، قائلين: شكراً محمد بن راشد.. لقد عبرت بنا من النفق المظلم للجهل والفقر الثقافي إلى نور العلم والمعرفة من خلال مبادرة تحدي القراءة. وشاركت الخليج عدداً من الطلبة في مدارس الدولة المشاركين في التحدي، حيث قال الطالب أحمد الأمين الذي يدرس في الصف الثاني عشر، متحدثاً عن وقد تجربته مع القراءة: بدأت أجد ذاتي وأقف على قدراتي من خلال أول كتاب قرأته هذا العام بتشجيع من معلم اللغة العربية، وكان بعنوان النظرات للمنفلوطي، ثمّ عكفت على قراءة الروايات العربية والأجنبية. أمّا الطالب أيمن المنصف فقال: أحببت القراءة عندما صممت على المشاركة في مسابقة تحدي القراءة وصار لديّ اهتمام بالكتب ذات الطابع الاجتماعي والثقافي والتاريخي، لاسيما الكتب التي تمثل سماحة الإسلام بطرح مضيء مثلالشيخ الغزالي وخالد محمد خالد. 4 معايير ل التحكيم وضعت المبادرة، 4 معايير للتحكيم بين الفئات المختلفة المشاركة في التحدي، تلخصت في معيار اللغة العربية وتحدد لكل منهم 31 درجة، وركز على سلامة اللغة نحواً وصرفاً وتراكيب، واللغة المعبرة البيان والتأثير في السامع، والتدفق في الحديث درجة الصوت السرعة المناسبة، والمعيار الثانيالفهم والاستيعاب وتحدد له 31 درجة أيضا واشتمل على صحة وكفاية الإجابة، ثم نوع الكتاب ونصيبه 21 درجة، وركز على ملاءمة الكتاب للفئة العمرية، وتنوع الكتب، والتلخيص المناسب للأفكار الرئيسية وكفايته، أما المعيار الأخير يحاكي الثقافة العامة، ودرجته 21 أيضا، ويقيس سعة الاطلاع بما يتصل بالمقروء، وتقييم شخصية الطالب كناقد وصاحب وجهة نظر. تكريم الطالبوالأسرة والمدرسة ضم تحدي القراءة العربي نظاماً متكاملاً للحوافز والمكافآت المالية والتشجيعية، وسيتم منح 150 ألف دولار مكافأة للطالب الفائز بتحدي القراءة العربي يخصص 100 ألف منها كمنحة لدراسته الجامعية، والباقي لأسرته مكافأة لهم على توفير الجو التحفيزي المناسب له، كما تم تخصيص جائزة بقيمة مليون دولار لأكثر المدارس مشاركة على مستوى الوطن العربي، ويضم تحدي القراءة العربي مكافآت للمشرفين المتميزين على مستوى الوطن العربي بقيمة إجمالية تبلغ 300 ألف دولار، وحوافز تشجيعية للمدارس المشاركة ومكافآت مختلفة للطلاب تتجاوز قيمتها مليون دولار. 27 % من العرب أميون على الرُّغم من أن نسبة الأمية في الوطن العربي، تشهد تناقصاً مستمراً منذ سبعينات القرن العشرين، إلا أن أعداد الأميين نفسها ما زالت في ارتفاع حاليا، ويشار أن محو الأمية في كامل العالم العربي لن يتحقق قبل عام 2050، نتيجة لتدني القراءة، ويقدر عدد الأميين في الوطن العربي اليوم بحوالي 70 إلى 100 مليون نسمة، يُمثلون ما نسبته 27 % من سكان المنطقة، وتبلغ نسبة الإناث من الأميين حوالي 60 إلى 80%، في الإجمالي، وتبلغ نسبة الأمية بين الذكور في الوطن العربي 25 %، وبين الإناث 46 %، بحسب إحصائيات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلومالألكسو. مساران للتحديعربي ومحلي أكد محمد عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا لتحدي القراءة العربي، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وجه بوضع مسارين محلي وعربي، لتحدي القراءة العربي، بحيث يتم تشجيع أغلب المدارس الحكومية والخاصة في الدولة، للمشاركة الفعالة في هذا التحدي، مضيفاً أن كل طالب إماراتي ينهي قراءة 50 كتاباً خلال العام الدراسي، سيحصل على رسالة موقعة بشكل شخصي من صاحب السمو الشيخ نائب رئيس الدولة. 100 ألف طالبو3.2 مليون كتاب بحسب إحصائيات التسجيل في مبادرة تحدي القراءة العربي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، بلغ عدد الطلبة الذين سجلوا في التحدي ما يقرب من 100 ألف طالب وطالبة، منهم 20 ألفاً بدبي وبدأوا بالقراءة الفعلية بداية من أكتوبر الجاري، وبلغ عدد الكتب التي قرأها الطلبة حتى الآن، ضمن التحدي 3,2 مليون كتاب في المدارس. جوازات التحدي يأخذ التحدي شكل منافسة للقراءة باللغة العربية، يشارك فيها الطلبة من الصف الأول الابتدائي حتى الصف 12 من المدارس، المشاركة عبر العالم العربي، يبدأ السباق من شهر سبتمبر من كل عام ويستمر حتى شهر مايو من العام التالي، ويتدرج خلاله الطلاب عبر خمس مراحل، تتضمن كل مرحلة قراءة عشرة كتب وتلخيصها في جوازات التحدي، وصولا لمراحل التصفيات وفق معايير معتمدة، تتم على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم مستوى الأقطار العربية، حتى التصفيات النهائية التي تُعقد في دبي سنوياً في شهر مايو. 6,1 مليون طفلخارج غرف الدرس أفاد تقرير الرصد العالمي للتعليم في سنة 2011، أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالتعليم في البلاد العربية يبلغ 6,1 مليون طفل، كما أن 7 إلى 20 %، من الأطفال الملتحقين بالفعل بالتعليم، يتسربون من المدارس خلال المرحلة الأولى، بل وتبلغ النسبة في بعض الدول 30%، وهذه النسب العالية من الأمية تشكل عائقاً كبيراً أمام القراء في عالمنا العربي، لكن تحدي القراءة العربي، الذي نحن بصدده هنا يعمل في الحقل الآخر، ويستهدف التلاميذ الذين التحقوا بالمدارس، لكنهم انشغلوا عن القراءة بأمور أخرى. تقارير دولية: واقع القراءةالعربي مقلق والتحدي لابد منه أكدت عدد من التقارير الدولية، أن واقع القراءة في الوطن العربي يثير القلق، ويدعو إلى ارتفاع نسبة الأمية، الأمر الذي جعل التحدي في هذا الجانب ضرورة لابد منها، للخروج بأجيال المستقبل من النفق المظلم، ومواجهة معوقات الجهل، الفقر الثقافي والمعرفي، الذي تعانيه المجتمعات العربية. وفي بلورتها للوضع القرائي في الوطن العربي، أشارت تقارير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) إلى ضعف القراءة لدى العرب، حيث إن المواطن في الدول العربية يقرأ أقل من 2 % في المتوسط من الكتب، وبحساب آخر فإن كل 80 عربياً يقرأون كتاباً واحداً في العام، بينما يقرأ الأمريكي 11 كتاباً، والبريطاني 8 كتب، فضلاً عن أن دراسة حديثة أشارت إلى أن مجمل قراءة الفرد العربي في العام لا تتجاوز ربع صفحة! وأظهر تقرير حديث لليونيسكو إلى أن معدل قراءة الأطفال في العالم العربي خارج المنهاج الدراسي يبلغ 6 في المئة في السنة، وفيما يقرأ كل 20 طفلاً عربياً كتاباً واحداً، فإن الطفل البريطاني يقرأ سبعة كتب، والأمريكي أحد عشر كتاباً، وتشير إحصاءات أخرى إلى أن رصيد الدول العربية لا يتجاوز 1.1 %، من الإنتاج العالمي لكتب الأطفال، رغم وجود أكثر من 55 مليون طفل في العالم العربي. وطبقا لإحصائيات الألسكو، إحدى منظمات جامعة الدول العربية المعنية بالحفاظ على الثقافة العربية، أنّ 5 دول عربية مجتمعة تضم مصر والسودان والجزائر والمغرب واليمن ، تمثل نسبة 78 % من الأميين في البلاد العربية، الأمر الذي يؤكد أهمية مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للخروج بأبناء الوطن العربي وأجيال المستقبل من ظلمة الجهل والفقر، فالقراءة أبرز وسائل نشر الثقافة وتحقيق التقدم الحضاري، فأولتها الأمم والشعوب أهمية قصوى، إذ تسهم في رعاية وثقافة أبنائها، الذين يمثلون الثروة الحقيقية، والطموحات المستقبلية في البناء المعرفي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي،. مراحل تبلورآليات التسجيل والتحدي ركزت المشاركة في سباق تحدي القراءة على مراحل مختلفة تبدأ بتسجيل من خلال مدارسهم ومشرفيهم، بعد التسجيل، يستلم كل طالب مسجل جواز المرحلة الأولى ذي اللون الأحمر والذي يحتوي على ١٠ تأشيرات قراءة بواقع ١٠ صفحات، ويقرأ الطالب الكتاب ويلخصه في صفحة واحدة ليحصل بذلك على تأشيرة القراءة، ويكمل الطالب عشرة كتب ويلخصها في عشر صفحات حتى ينهي المرحلة الأولى وينتقل للمرحلة الثانية والجواز الأخضر، ثم يكمل الطالب عشرة كتب جديدة ويلخصها في عشر صفحات حتى ينهي المرحلة الثانية وينتقل للمرحلة الثالثة والجواز الأزرق، ويقرأ الطالب عشر كتب جديدة ويلخصها في عشر صفحات حتى ينهي المرحلة الثالثة وينتقل للمرحلة الرابعة والجواز الفضي، ثم يكمل الطالب عشرة كتب جديدة ويلخصها في عشر صفحات حتى ينهي المرحلة الرابعة وينتقل للمرحلة الخامسة والجواز الذهبي، ويقرأ الطالب عشرة كتب جديدة ويلخصها في عشر صفحات حتى ينهي المرحلة الخامسة والأخيرة من القراءة، ويكون بذلك قد قام بقراءة وتلخيص ٥٠ كتاباً خارج المقرر خلال العام الدراسي، وتبدأ التصفيات الشفوية من تحدي القراءة العربي حيث يقوم الطالب بطرح عرض تقديمي للكتب التي قرأها، ويتم اختيار الفائزين على مستوى مراحلهم من كل مدرسة، وترشح أعلى النتائج من الفائزين لاختيار الأوائل على مستوى المناطق التعليمية، ثم على مستوى كل دولة، ويجرى اختبار شفوي آخر، ثم اختبار تحريري لهؤلاء الفائزين، ثم تجمع درجة التصفيات الأولى مع درجة التصفيات المركزية الشفوية ودرجة التصفيات المركزية التحريرية لتـأهيل الفائزين على مستوى كل دولة، وتجرى في دبي تصفيات للأول من كل دولة لاختيار المراكز الثلاثة الأولى على مستوى جميع الدول المشاركة من قبل لجنة متخصصة، ويتم تتويج الفائزين وتكريم أوائل المشاركين في حفل سنوي كبير. وزراء التعليم العرب: المبادرةخطوة جادة لمواجهة ظلام الجهل رصدت الخليج من خلال تلك السطور، وجهات نظر متجانسة، لعدد من وزراء التربية والتعليم في بعض الدول العربية، حول مبادرة تحدي القراءة العربي، لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث تفاعلوا معها، ووجهوا بإجراءات سريعة للالتحاق بركب سباق القراءة العربي فور الإعلان عنه في سبتمبر 2015. قال الدكتور الهلال الشربيني وزير التربية والتعليم المصري: إن المبادرة خطوة في الاتجاه الصحيح في سبيل نشر ثقافة القراءة بين الطلبة في جميع أنحاء العالم العربي، ووجه بتعميم المبادرة على مستوى الجمهورية، عبر مديري قسم الأنشطة في الوزارة، الذين تواصل بدورهم مع المكتبات والمدارس لمشاركة العدد الأكبر من الطلاب والطالبات في المبادرة. من مصر إلى الكويت، حيث أكد د. بدر العيسى وزير التربية ووزير التعليم العالي، حرص الوزارة على تطبيق المبادرة التي تهدف إلى إثراء ثقافة الطالب اللغوية والفكرية وتحسين قدراتهم التعليمية، على مدارس الدولة، مؤكدا أنها أضخم المشروعات على مستوى الوطن العربي. أعرب الدكتور ماجد النعيمي وزير التربية والتعليم في مملكة البحرين، عن تقديره للمبادرة الكريمة لصاحب السمو نائب رئيس الدولة، التي سيكون لها أفضل الأثر في واقع القراءة في الوطن العربي، إذ تهدف إلى نشر ثقافة الوعي بأهمية القراءة لدى الطلبة والارتقاء بمهاراتهم اللغوية وزيادة قدرتهم على التعبير. أما الدكتورة بدرية بن غبريت وزيرة التربية الوطنية في الجزائر، أبدت قبولاً كبيراً وإعجاباً بالمبادرة، موجهة بالبدء في تطبيقه على مدارس جمهورية الجزائر حيث عينت المستشار محمد داود كضابط اتصال بين وزارة التربية الوطنية والإدارة التنفيذية للمشروع، وتم وضع آليات تقسيم المناطق التعليمية في الجمهورية ليتم عرض المشروع وآليات تطبيقه على القيادات التربوية في الميدان. وفي تصريحاته أكد وزير التربية والتعليم اللبناني إلياس بو صعب، أن المبادرة طموحة، وستفرز نتائج مبهرة في المرحلة المقبلة، وأوعز بالبدء فورا في الإجراءات العملية الكفيلة بإنجاح المشروع وضمان تحقيق أهدافه. من جانبه وجه رشيد بلمختار وزير التربية الوطنية في المغرب، بانخراط الوزارة الجهات المعنية في مشروع تحدي القراءة العربي، وفتح باب المشاركة أمام المتعلمات والمتعلمين بالمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، بأسلاك التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي.