×
محافظة المدينة المنورة

"تعليم المدينة" يبدأ باستقبال طلبات النقل الداخلي للمعلمين

صورة الخبر

مريم الجهني – الاقتصادية – سفراء : قال ممثلو جامعات أوروبية وغربية وملحقو سفارات سعودية هناك، إن اللغة واختلاف طرق التدريس تعد حاجزا رئيسا أمام دراسة الطلاب السعوديون لديها، وسببا في قلة عدد الملتحقين بجامعاتهم، رغم مجانية التعليم في بعض الجامعات الحكومية وقلة رسومها في جامعات أخرى، مشيرين إلى أن الاستثمار في التعليم مع السعودية نافع للطرفين ومحرك لعجلة الاقتصاد في ظل توجه العالم نحو الاقتصاد المعرفي الذي يعتبر انطلاقة التقدم والتميز للدول. جاء ذلك خلال المعرض الدولي للتعليم العالي المقام في الرياض خلال الفترة بين 15 و18 جمادى الآخرة 1435، حيث ذكرت باتريسيا بلاسكو مديرة تبادل البرامج الطلابية في جامعة أوتونوما دي مدريد، أن جامعتهم الواقعة وسط إسبانيا تهتم بتدريس الدراسات العليا والبكالوريوس، خاصة تخصصات الصيدلة والحاسب والهندسة والفنون الإدارية والتربية والعلوم، مشيرة إلى أن الجامعة تحتضن سنوياً أكثر 1800 طالب من خارج إسبانيا أغلبهم من أوروبا وأمريكا اللاتينية لا يوجد بينهم طالب سعودي، وأضافت أن أهم الصعوبات التي قللت من التعامل مع المبتعثين السعوديين مشكلة اللغة الإسبانية التي تبقى أكبر حاجز- حسب وصفها- للطلبة السعوديين، وقالت إن الدراسة في إسبانيا رخيصة جدا، حيث إن متوسطها في الجامعات الحكومية وهي الأغلب في إسبانيا يصل إلى 1200 يورو (ما يعادل 5500 ريال) في السنة ومصاريف المعيشة في شقة متوسطة تصل إلى (800 يورو شهريا) و600 يورو للمعيشة تشمل الأكل والمواصلات والاتصالات؛ أي 1400 يورو شهريا (ما يعادل سبعة آلاف ريال شهريا). وذكر الدكتور ديفيد مدير الشراكات والتعاون التعليمي للمركز الرئيس لجامعة لفبرا في بريطانيا، أن 45 طالبا سعوديا تحضتنهم جامعة لفبرا، مشيراً إلى أن أكثر تخصصات الجامعة تميزاً ويدرس بها الطلاب السعوديون تخصصات الهندسة والكمبيوتر والتقنية وإدارة الأعمال، وقال إن الاستثمار في التعليم الخارجي للسعودية استثمار نافع ومجد لعدة أسباب، أهمها أن العالم يتجه نحو الاقتصاد المعرفي الذي يعتبر انطلاقة التقدم والتميز للدول، وعن طريقه تستطيع تكوين أعضاء هيئة تدريس متميزين إذا وفرت لهم الإمكانيات البحثية والتعليمية الجيدة، وأشار ديفيد في حديثه لـالاقتصادية إلى أن كبريات المشكلات التي تواجه المبتعثين هي التمكن من اللغة، وقال إن أغلب الطلاب السعوديين هناك يجيدون التحدث والتواصل بالإنجليزية، لكن التمكن منها يحتاج إلى عام ونصف، مضيفاً أن المشكلة الأخرى التي يعانيها الطالب السعودي في بريطانيا الخلفية الدراسية التي ربما تكون حاجزا أمامهم لاختلاف الطريقة والمنهجية الدراسية. وقال البروفيسور كارستنما شولاز رئيس البرامج التعليمية في جامعة أبلايد ساينس للعلوم التطبيقية في ألمانيا، إن جامعتهم متخصصة في تدريس العلوم التطبيقية، وتضم أكثر من تسعة آلاف طالب وطالبة يدرسهم نحو 300 بروفيسور في 30 قسما مختلفا، 27 منها باللغة الألمانية والبقية إنجليزية (الإدارة والأعمال والهندسة في مرحلة البكالوريوس) وmba في مرحلة الماجستير، وأضاف أن الاستثمار في التعليم يعود على الدول بفائدة عظيمة؛ كونه قائماً على نظرية Know How، وهي معرفة ما وراء الأسباب للتطوير والتنمية، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية المعرفة ودورها في نمو اقتصاد الدول، وأضاف أن الجامعة تستقبل الطلبة من كل بلدان العالم، إلاّ أن حاجز اللغة هو الأكثر عائقا أمام بعض الطلبة العرب، ومنهم السعوديون، مشيراً إلى أن الجامعة تسعى حالياً إلى ترجمة المناهج وتدريسها باللغة الإنجليزية كلغة عالمية، مضيفاً أن لديها 40 طالبا أجنبيا من شتى أنحاء العالم، وأضاف أن الدراسة في أغلب الجامعات الألمانية مجانا تدفع رسومها من الحكومة الألمانية، والمطلوب من الطالب المبتعث دفع الرسوم اليومية للمعيشة التي تكلف في مدينتهم ما يزيد على 800 يورو؛ أي ثمانية آلاف يورو سنويا (ما يقارب 40 ألف ريال سنويا للمعيشة والدراسة). فيما ذكر ممثل جامعة نورثسي رينت الأمريكية أن 18 في المائة من الطلبة المسجلين لديهم من خارج أمريكا وما يقارب 50 طالبا منهم سعودي سنوياً، وقال إن الدراسة في الجامعة متوسطة الأسعار، حيث تكلف الطالب نحو 60 ألف دولار سنويا، تشمل الرسوم الدراسية والحياة والمعيشة، وأضاف أن الاستثمار في التعليم يقود المملكة للتطوير، وأن الجامعة تساهم في ذلك الاستثمار بتقديم نموذج تعليمي لتغيير عقلية الطلبة من الاستهلاك للإنتاج من خلال التدريب التعاوني المكثف، وقال إن الصعوبات التي تواجه الطلبة السعوديين تتمثل في اختلاف الثقافة التعليمية وقلة الوقت بين العمل الجاد للتحصيل العلمي والتأقلم مع المجتمع الدراسي وأسلوب التعليم، وكذلك بعض التحديات التي يواجهونها في طريقة التدريس. من جهة أخرى، قال الدكتور إبراهيم البلوي الملحق الثقافي في السفارة السعودية في فرنسا، إن طلاب الطب هم الأكثرية في الجامعات الفرنسية، ويتم ابتعاث 50 طبيبا سنوياً في جميع التخصصات، وهناك مبتعثون لدراسة العلوم الإدارية والإنسانية والقانون، وفي بلجيكا تم التوصل إلى اتفاق تعاوني مع جامعة بروكسل الحرة لابتعاث أطباء سعوديين، حيث بلغ عددهم حتى الآن ستة أطباء، خاصة في تخصص جراحة القلب، وهم متميزون بشهادة رؤساء الأقسام، كما أن هناك مشروع ابتعاث للطب مع جامعة لوزان في سويسرا، وتم من خلاله ابتعاث طبيب، وقال الدكتور البلوي إن الطلاب موزعون على الجامعات في جميع المدن الفرنسية، خاصة الكبرى منها، وتتقارب نسبة الطلاب والطالبات، فيما تشكل الدراسات العليا النسبة الأعلى بين المبتعثين، والطب الأكثر تخصصا، وأضاف أن نظام الدراسة في الجامعات الحكومية في فرنسا صعبة دراسيا، وشبه مجانية ماليا، حيث إن رسومها ضئيلة تتراوح بين 300 و500 يورو؛ لذلك بينما في الكليات الخاصة رسوم الدراسة للعام الواحد 10 آلاف إلى 15 ألف يورو، وأضاف الدكتور البلوي أن من ضمن الطلاب ذوي احتياجات خاصة تدعمهم الدولة ويأخذون نصيبهم من التعليم وتسهل مهامهم، وقال إن دور الملحقية الثقافية تسهيل مهمة المبتعث ودعمه وتوجيهه وإرشاده ليعود للوطن بأعلى الشهادات والمادة العلمية لخدمته، وتحرص أن يكون الطالب في جامعة متميزة وتخصصه يحتاج إليه سوق العمل. وبدوره، قال الدكتور سطام العتيبي الملحق الثقافي في السفارة السعودية في نيوزيلندا، إن عدد الطلاب المبتعثين في نيوزيلندا 1600 طالب، منهم أقل من 200 طالب على حسابهم الخاص، وسينضمون إلى برنامج الابتعاث حال تحقق شروط الابتعاث لديهم، مشيراً إلى أن أغلب التخصصات هي العلوم الطبية والإدارة وعلوم الكمبيوتر والهندسة، وقال إن الطلاب أعلى نسبة من الإناث اللاتي تبلغ نسبتهن 25 في المائة، مشيراً إلى أن الإناث المرافقات استفدن أيضاً من برنامج الابتعاث، حيث استطاع بعضهن الانضمام إلى البعثة مع أزواجهن بعد دراستهن للغة، وأضاف أن اللغة ليست عائقا، حيث إنها الأساس لإكمال الدراسة والنجاح في الخارج، حيث إن الطالب الذي يبدأ من الصفر خلال عام ونصف يستطيع أن يحصل على الدرجة التي تؤهله للبدء في مرحلة البكالوريوس، أما طالب الماجستير فيحتاج إلى مدة أكثر، وأضاف العتيبي أن بعض الطلاب يخطئون في فهم أهمية مرحلة اللغة، ثم يفاجئون بشروط الجامعات، مشيراً إلى أن الوزارة وضعت ذلك في الحسبان وتمنح الطلاب فرصة جيدة للدراسة، وتضم الملحقية قائمة من المعاهد المتميزة يحقق الطالب الملتحق بها متطلب اللغة، وأشار الدكتور العتيبي إلى أن النسبة للأعلى بين المبتعثين لطلاب البكالوريوس الذين يمثلون 83 في المائة، وباقي الطلاب معظمهم مرحلة ماجستير، وقلة لا يتجاوزون 30 طالبا في مرحلة الدكتوراه. فيما أشار الدكتور فيصل أبا الخيل الملحق الثقافي في السفارة السعودية في المملكة المتحدة، إلى أن عدد الطلاب في المملكة المتحدة يتجاوز عددهم 13 ألف طالب وطالبة، وهم ملتحقون في جامعات رائدة، وطيف واسع من الاختصاصات العلمية في مختلف الدرجات العلمية، وكذلك عدد كبير من البرامج التدريبية وهم يمثلون عددا كبيرا من جهات الابتعاث، وهناك نسبة لا بأس بها من مبتعثي وزارة التعليم العالي ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وهناك نسبة تمثل المبتعثين من الجامعات السعودية والقطاعات الحكومية الأخرى سواء مدنية أو عسكرية وطلابا يمثلون جامعات وكليات أهلية، وأضاف أن النسبة متقاربة بين طلاب الدرجات العلمية، لكن معظم مبتعثي الجامعات السعودية للحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه. وأشار الدكتور عبد الرحمن الحميضي الملحق الثقافي في السفارة السعودية في ألمانيا، إلى أن الملحقية تشرف أيضا على الطلاب في السويد والدنمارك وفنلندا وبولندا وهولندا، ويصل عدد المبتعثين في تلك البلدان إجمالا إلى نحو 4500 طالب وطالبة، منهم 2500 في ألمانيا كطلبة مع مرافقيهم، والغالبية منهم يدرسون الطب والزمالة، والبقية يركزون على تخصصات الهندسة والعلوم الإدارية والحاسب، وقال إن نظام الدراسة في ألمانيا يختلف، فهم يدرسون سنة للحصول على C1 تشمل اللغة الإنجليزية ثم سنة تحضيرية حسب التخصص ثم يبحث عن قبول معتمدا على الدرجة التي حصل عليها والتي تخوله لدراسة 280 ساعة تدرس خلال أربعة أعوام، وأضاف الدكتور الحميضي أنه توجد بعض التخصصات تدرس باللغة الإنجليزية، لكن الغالبية باللغة الألمانية و60 في المائة من الطلبة السعوديين في الدراسات العليا، 75 في المائة منهم من الطلاب والبقية طالبات، ويصل عدد الجامعات في ألمانيا إلى 800 جامعة تتعامل الملحقية مع أغلبها، وأشار الحميضي إلى أن الاستثمار في التعليم يقود إلى مجتمع المعرفة الذي لا تقوم بدونه الأمم ولا الشعوب، خاصة في ظل التخطيط الممنهج، ورفع مستوى المهارات والمعارف والإدراك والتخصص المقيد بالتنمية. وقال إن الاحتكاك بالشعوب خصوصا الطلبة في ألمانيا يجعلهم يشاهدون يوميا أكثر من 50 مليون ألماني يذهبون كل صباح للمصانع في الساعة السادسة صباحاً، ويعودون في السابعة مساء، مما يجعلهم ينتقلون للتفكير بأسلوب مجتمع المعرفة ليكسبوا التجربة والخبرة والإمكانيات. وأكد الملحق الثقافي في ألمانيا أنه لكون اللغة البديلة في السعودية هي الإنجليزية تصبح اللغة الألمانية أكبر عائق نفسي للطلبة لكون الطالب يفكر في البدء من الصفر في التعلم، ويعتقد أنها ليست لغة العمل في المستقبل لاحتياجه إلى الإنجليزية، كذلك عائق الاندماج والتعامل مع مجتمع منفتح وثقافة وعادات جديدة تأخذ بعض الوقت والزمن للتكيف والتعايش معها، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه لا توجد رسوم دراسية في ألمانيا؛ لأنها تؤمن بأحقية التعليم للجميع مما يجعل الدراسة ربما تكلف 600 يورو سنويا.