بدأ مستثمرون سويسريون التحضير لمغادرة أسواق الدول النامية بسرعة. إذ على رغم الآمال التي لا يزال خبراء المال يعلقونها على هذه الأسواق، يرى خبراء في سويسرا عكس ما يُشاع عن الإيجابيات الناتجة من الاستثمارات في الدول النامية، لأن أزمة أسواق هذه الدول بدأت تحصد أولى ضحاياها، في مقدمهم «بريفن هوارد» أكبر صندوق تحوط في أوروبا والثالث عالمياً في قيمة الأصول التي يديرها والبالغة 40 بليون يورو. وكانت إدارة هذا الصندوق قررت إقفال صندوق استثماري يدير أصولاً بقيمة بليوني دولار متخصص في سندات وعملات الاقتصادات الجديدة. وعزا الخبراء السويسريون إقفال هذا الصندوق إلى أدائه الضعيف العام الماضي، مسجلاً خسائر شكلت نسبة 15 في المئة من أصوله. ولا تختلف الأوضاع هذه السنة عما كانت الحال عليه العام الماضي، ما يعني أن أحوال الأسواق المالية في الدول النامية تنعكس سلباً اليوم على كل صناديق الاستثمار المحلية والدولية. وقرر المستثمرون السويسريون الانسحاب ببطء من الأسواق المالية الخارجية، منذ أن قرر الاحتياط الفيديرالي الأميركي تقليص حوافزه النقدية. وكان المستثمرون الدوليون استخدموا كتلة ضخمة من الأموال التي وزعها الاحتياط الفيديرالي بكلفة متدنية جداً في أسواق الدول النامية الأكثر ربحية، فحققوا أرباحاً جيدة استوطنت داخل الفرق بين نسب الفوائد الآسيوية والأميركية. واستمرت لعبة «الفرق» على الفوائد لسنوات، ومكّنت اللاعبين الكبار في عالم المال من جني مئات الملايين من الدولارات، وانتهت هذه اللعبة الآن. ويشير مراقبون في بورصة زوريخ، إلى أن لعبة الفوائد شارفت على نهايتها لسببين تمثلا في استعداد «المركزي» الأميركي للتخلص من خططه التوسعية التابعة لسياساته الاقتصادية. وتمحور الثاني حول الشكوك التي بدأت تحوم عن احتمال تباطؤ طاقة اقتصادات الدول النامية، في طليعتها الصين. أما بالنسبة إلى صناديق الاستثمار التي تدير أسهماً وسندات في الأسواق النامية، فسجلت هروباً للأموال منها، قدرها خبراء سويسريون بنحو 59 بليون دولار. ولافت ازدياد ميول المستثمرين الدوليين نحو الأسوأ للهرب من هذه الصناديق، إذ سحبوا في الربع الأول من هذه السنة ما يزيد على 11 بليون دولار. كما يمكن أن تصل المبالغ الهاربة من صناديق الاستثمار في الأسواق النامية، إلى نحو 30 بليون دولار كل ثلاثة أشهر اعتباراً من الصيف المقبل، استناداً إلى بعض التقارير المصرفية السويسرية، في حال انعكس تباطؤ الاقتصاد الصيني سلباً على دول نامية أخرى، في مقدمها البرازيل التي تُعتبر المصدر الرئيس للمواد الأولية بالنسبة إلى القطاع الصناعي الصيني. سويسراالاستثمارالدول النامية