تسببت الحرب التي تشنها ميليشيات جماعة الحوثيين المتمردة وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح، ضد اليمنيين منذ 2014 وحتى الآن، في زيادة أعداد الأيتام بالبلاد، إلى ما يقارب 800 ألف يتيم، وذلك وفقا لإحصائية أصدرتها مؤخرا مؤسسة يمنية لرعاية الأيتام، فيما تتوقع جهات مختصة أن الأعداد قابلة للزيادة، في ظل استمرار حرب الميليشيات وعدم انصياعها لمبادرات وقف الحرب وإنهاء الانقلاب على الحكومة الشرعية. وكشفت مؤسسة اليتيم التنموية، 47 طفلا يتيما دون السابعة عشرة من بين كل ألف فرد، ينحدر غالبيتهم من أسر فقيرة، ومؤكدة أنه في ظل تعدد أسباب الموت، واتساع رقعة المأساة التي يعيشها غالبية المواطنين في اليمن، فإن هناك معاناة من نوع آخر تواجه أكثر من مليون طفل فقير غيب الموت آباءهم، تتمثل في عدم الاهتمام والرعاية الكافية من الجهات الرسمية والخاصة. وضع مأساوي أوردت المؤسسة في تقريرها أسباب اليتم في اليمن إلى تعدد أسباب الوفاة التي تفوق إلى حد كبير غالبية بلدان المنطقة العربية، كنتيجة طبيعية للوضع المعيشي المتردي، ومستوى الدخل والأمراض المستعصية، والأوبئة، والإرث الكبير من المشاكل الاجتماعية والثارات، والنزاعات المسلحة، والحرب. أما العائلات الفقيرة قبل الحرب فقد أصبحت في وضع مأساوي لا تحسد عليه. وبينت أن صنوفاً من المعاناة تعيشها 188.571 أسرة يتيمة، فيما تشير إحصائيات المؤسسة إلى أن 60% من الأيتام لا يستطيعون إكمال تعليمهم بعد الثانوية، إضافة إلى أن 3% من الأيتام يعانون من الإعاقات، و4% منهم مصابون بأمراض نفسية واكتئاب، وأن 9% من أمهات الأيتام يعانين من أمراض مزمنة وخطيرة، وإعاقات وحالات شلل، في حين أن 70% من أسر الأيتام تفتقر إلى الخدمات الصحية، ولا تستطيع شراء الأدوية أو الذهاب إلى المستشفيات. تكثيف المساعدات جددت المؤسسة الدعوة للمجتمع الإنساني، وهيئات الإغاثة، والمنظمات الدولية، ووسائل الإعلام، والجهات المانحة، إلى ضرورة تكثيف الجهود والاهتمام بشريحة الأيتام، ومنحها الأولوية في برامج الإغاثة والتنمية، باعتبارها أكثر شرائح المجتمع تأثراً بالأحداث الراهنة، وأقلها قدرة على احتمال هذا الوضع في ظل بؤس العيش. وفي ظل استمرار تعنت ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وضربها عرض الحائط بكل مبادرات السلام التي تبنتها دول مجلس التعاون الخليجي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، معرضة اليمنيين للمعاناة. وكانت إحصائية حديثة، ذكرت في وقت سابق، أن حرب الميليشيات الانقلابية خلفت 10 آلاف قتيل، و42 ألف جريح، و18.8 مليون شخص بحاجة للمساعدات الإنسانية، و2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، و3 ملايين نازح، و3 ملايين فقدوا أعمالهم ومصادر أرزاقهم.