انطلق خارج الصندوق، وأبدع في تحويل كاوتش السيارات إلى منتجات جمالية، إنه "كمال الشاهد"، يبلغ من العمر 50 عامًا، يسكن بقرية طناش التابعة للوراق يعمل كمال على إعادة تدوير الكاوتش إلى منتجات جمالية يمكن استخدامها مرة أخرى بدلًا من حرقه وصنع المقاطف والغلقان منه وهي فكرة جديدة هنا في مصر ولها فائدة اقتصادية كبيرة أيضًا.<br/>يقول كمال خلال حديثه مع "البوابة نيوز" إن إعادة تدوير الكاوتش بدأت عالميًا منذ ما يقرب من ال5 سنوات، أما عن بدايته فكانت منذ ما يقرب من العام حيث كان يعمل في بيع مخلفات الكارتون والبلاستيك إلى المصانع التي تعيد تدوير هذه الأشياء، ومن هنا جاءت فكرة إعادة التدوير وبالأخص عندما قرأ أن هناك دولا مثل الفليبين اقتصادها قائم في الأساس على إعادة التدوير.<br/>وأضاف أنه يستخدم بعض الأدوات البسيطة التي هي في الأساس أدوات نجارة كان قد اشتراها سابقًا لصناعة أثاث منزله، ويضيف أن لديه ابنا يعمل موظفا يساعده في صناعة تلك الأشياء.<br/>وعن سبب استخدامه للكاوتش يقول: "أعرف أن في قرى تابعة لمحافظ الغربية، بتعمل الغلقان والمقاطف اللي بتستخدم في الزراعة من الكاوتش، عن طريق حرقه ودا بيسبب أضرار للبيئة والحيوانات، فأنا اتجهت لأعمل حاجة مفيدة وجديدة وميكونش ليها ضرر على البيئة"، لافتًا إلى أنه قرر أن يبتكر في استخدام الكاوتش عن طريق أشياء أكثر قيمة من هذا، كما أن هناك العديد من قطع الكاوتش في الشوارع بدون استخدام وهنا جاءت له فكرة استخدام الكاوتش.<br/>ويضيف "الشاهد" أن هناك أشياء أخرى تميز الكاوتش عن باقي الخامات فالمنتجات المصنعة من الكاوتش لها عدة مزايا مثل المتانة حيث تتميز المنتجات المصنوعة منه بأنها لا يسهل كسرها على عكس الجبس والفبر، كما أنه يظل لعشرات السنوات بدون تحلل بالإضافة إلى فائدته الاقتصادية لرخص ثمنه مقارنة بالمنتجات الأخرى حيث يكون ثمن المنتج المصنوع من الكاوتش أقل بـ50% من المنتجات الأخرى.<br/>وأوضح أن أشهر المنتجات التي قام بتصنيعها من الكاوتش ولاقت إعجاب الكثير من الناس هي منتجات جمالية للديكور وللأطفال على شكل طيور وجرارات زراعية ودرجات نارية بالإضافة إلى أشياء تستخدم في المنازل والحدائق مثل الأثاث الذي تم تصنيعه بالكاوتش وغيرها من الأشياء متعددة الاستخدامات أما عن أكثر منتج لاقي إعجاب الناس فكان عبارة عن حصان مُصنع بالكاوتش.<br/>ويؤكد "الشاهد" أنه وضع لنفسه خطة تسويقية في ذهنه كان وقد بدأها بالفعل على الرغم أنها ما زالت في بدايتها، حيث بدأت خطته بوضع منتجاته على الإنترنت لقياس مدى جودتها ولمعرفة آراء الناس بها، فيقول إنه تفاجأ بكمية الرسائل التي وردت إليه من جميع الدول العربية تستفسر منه عن كيفية التواصل معه لشراء تلك الأشياء وكيفية صناعتها إن أمكن، ويكمل "كمال" إن خطته التسويقية تم تقسيمها لأوقات زمنية بحيث يسهل تنفيذها حيث تم الوصول لنسبة أعلى من المتوقعة بالنسبة للفترة الزمنية المحددة.<br/>أما عن المنتجات التي تم بيعها بالفعل فيقول إنه تم بيع بعض المنتجات البسيطة مثل العرائس ولعب الأطفال البسيطة نظرًا لأن المنطقة التي يسكن بها منطقة ريفية، وأن الأهم بالنسبة له قبل التسويق أن تكون المنتجات لها جودة عالية وأفكار إبداعية جديدة كما أكد أنه تواصل مع بعض الجهات العلمية ليتأكد من أن منتجاته غير مضرة للبيئة بأي شكل من الأشكال.<br/>كما انتقد "كمال" تصدير مصر للإطارات الداخلية للسيارات للخارج لإعادة تصنيعها ثم نشتريها مرة أخرى بأسعار خيالية حيث يمكن إعادة تصنيعها هنا بسهولة دون مصانع كبيرة وبمعدات بسيطة وستكون النتائج مبهرة.<br/>ويريد "كمال" توجيه رسالة عن طريق "البوابة نيوز" إلى رئيس جهاز مدينة السادس من أكتوبر بتأجير أرض من أراضي المشاتل له بدون أية ميزات إضافية لعرض المنتجات التي يصنعها ولتوفير فرص عمل أخرى للشباب في هذا المعرض، وأنه على استعداد لتعليم الشباب كيفية تدوير الكاوتش وتحويله إلى أشياء جمالية بدون مقابل.<br/>كما ناشد رجال الأعمال المصريين عدم استيراد منتجات رديئة الجودة وتوفير اللازم للصناع المصريين من أرباب بيوت وحرفيين تحت إشراف متخصصين لكي يتم صناعة هذه المنتجات هنا بأيادٍ مصرية وبجودة أعلى كما سيكون السعر أيضًا مناسبًا بصورة كبيرة بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية التي ستعود على مصر جراء هذا المشروع.<br/>