×
محافظة مكة المكرمة

الطائف .. الوجه الحقيقي بعدسات 45 مصورا

صورة الخبر

لربما بعضكم أو كلكم لاحظ مثلي بعض التصرفات المستهجنة، وبعض الملاحظات التي تصدر في المسجد من بعض المصلين، فمثلا ما أن ينتهي الإمام من الصلاة، ويسّلم من خلفه المصلون، حتى يبدأ بعضهم في ممارسة هواية «تفحّص الوجوه» فتجد هؤلاء الهواة، يبدؤون في ممارسة المهمة، من خلال الدوران برؤوسهم يمنة ويسرة، والانحناء بظهورهم للإمام لرصد من بآخر الصف لاستكمال عملية الفحص، ثم يبدؤون العودة بظهورهم للخلف لاستكمال مهمة «الرادار» في فحص الوجوه الخلفية في الصفوف الخلفية، ولست أدري ما الذي سيحققه هؤلاء من فائدة من جراء هذا التطفل غير الجيد، فهل هم لا يعلمون بأن على المسلم إذا حضر إلى المسجد؛ يجب أن تكون عليه سمة الهدوء والخشوع، وعدم إزعاج المصلين بحركات وتصرفات وأحاديث خارج إطار العبادة، وأن عليه عدم رفع الصوت والتشويش على الباقين من المصلين حتى وهو داخل الصلاة كما يفعل بعضهم، وعدم وضع «الأحذية» أكرمكم الله أمام باب المسجد مباشرة كي لا يتعثر فيها الداخل إلى المسجد والخارج منه، فبعضهم -سبحان الله- لا يحسن له وضع حذائه؛ إلا أمام باب المسجد مباشرة في تصرف غير لائق، وبعضهم يظهر تصرفات فردية كما لو كان في بيته، فيضع المصّلين بالمسجد تحت رغباته، وما يناسبه هو وحده، دون مراعاة لمشاعر أحد، فما أن يدخل إلى المسجد حتى يقوم بفتح نوافذ المسجد، ولا يراعي أن هناك من المصلين من يضره الهواء، أو يزعجه البرد، أو لديه أمراض أخرى، نتيجة للتعرض للأجواء المغبرة بالخارج، وبعضهم يقوم بقفل أجهزة التكييف، ليأتي واحد آخر فيقوم بتشغيلها، وبعضهم من يقوم بقفل باب المسجد، ليعقبه آخر فيقوم بفتحه، وآخر يقوم بالحديث بصوت عال في جواله، كما لو كان في مكان عام، وآخر يستحث المؤذن لإقامة الصلاة، متناسياً أن ذلك من شأن إمام المسجد وحده، فهو أعرف بموعد إقامتها وهو المسئول وحده عن ذلك، لكن في المقابل قد نجد من الأئمة من يزيد ويبالغ في الوقت الفاصل بين الأذان والإقامة، فلا يقيم الصلاة إلا بحسب مزاجه، متأخراً عن بقية المساجد الأخرى المجاورة، إن ما يجب أن يعلمه المسلم، أن المساجد بيوت الله، وأنها أحق بالالتزام بالآداب التي نراعيها حينما نكون في منازل الآخرين من الناس، ولنتأمل في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديث البخاري «الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له اللهم ارحمه»، وفي رواية «لا يزال أحدكم في صلة ما كانت تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة».