لم تكن تلك الغلالة الشفيفة من العافية قادرة على صد ثالوث المرض، والفراغ، والجهل عن الواهن فتأرجح..، وهو يكاد يسقط، لكنه يكابر..!! * * * كتبت سامية سلطان العتيبي: «... لا أحبذ أن أختصر فكرتي في سطر لأنه لا يساعدني على قول ما أريد، تابعت عشرات من مقالاتك، وفيها خطوط خضراء أرى أنها درب وسيع للوصول إلى ما نفتقد إليه لحماية الأجيال من نسيان أو فقد هويتهم، تحدثتِ عن التنشئة وعن تخبط الجيل في ضوء عدم وضوح مناهج التربية والتعليم فيما يتعلق بتأسيس متين للقيم الدينية، ألمحتِ كثيراً إلى أن التمدن والتحضر لا يعنيان التخلص من الأصول، وبأسلوبك الأدبي الرفيع يغوص معك القارئ في أمكنة مخفية ومهمة في قصور المحاضن والإعلام والكتاب والمربين، وبقيت آثار أفكارك وكتاباتك مثل الناقوس عندما أدخل الفصل تقرع في أذني، وعندما أكون مع أولادي تدق بها نبضات قلبي، أنا الآن دكتورة خيرية أحتفل بطفلي الخامس، وأدرس للماجسير برفقة زوجي، وأقسم لك بالله إن مقالاتك في ملفات أراجعها كوجبة يومية توقظ قلبي وخوفي، حتى حفظتها وتأثرت بها وبأسلوبك منذ كنت في المرحلة الثانوية، وأسأل معك إلى أين سينتهي أمر أجيالنا في خضم هذه العولمة التي أخذت بإسفينها تدق في جدار تربيتنا وتنشئتنا كما تقولين؟ من منبرك أناشد الجميع أمهات وأساتذة ومعلمين أن يلتفتوا بكل وعيهم لتنشئة الصغار بفهم دينهم وتأسيس قيمهم................. الله يوفقك...» * * * كتب أبو دجانة م.م.م : « ... ابنتي تهوى الكتابة، ولها عديد من محاولات كتابة القصة والخاطرة، جمعتها لها في إضبارة، قرأتها على أسرتها فردا وجماعات، وفي مدرستها شجعتها معلماتها، واخترتك لقراءتها، وتقويمها ونصحها، بل تبنيها، ولأني أرغب أن تكسب من خبرتك وتتدرب على أسلوبك فكيف يتحقق لي هذا. أنا أسكن في الدمام ..» * * * كتب صالح ع القحطاني: «... وجدت لك مقالاً مطولاً قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً في جريدة الرياض فيه فكرتك عن إنشاء «مكتبة الحي» اقترحت فيه أن تتيح لجميع أفراد الحي بما فيهم الصغار القراءة والاطلاع وأن تمدهم بمراجع لجميع مراحلهم الدراسية وأيضاً تكون فيها أركان ترفيه، وتتيح العمل فيها للنساء، ثم أشيعت هذه الفكرة مؤخراً وهي مهمة، ولكن لم تنفذ، فالأحياء كبرت وتداخل بعضها وتوسعت، وتشعبت المواصلات والحاجة لمكتبات الأحياء مهمة الآن أكثر من قبل.. أرجوك أعيدي الكتابة عن الفكرة...» * * * أعرض رسائل الأعزاء المكرمة سامية، والفاضل صالح للتفكر والأخذ بما يكتب من قبل المؤسسات التربوية، والأسرية، والتعليمية، والإرشادية، والثقافية ليكون ماثلاً للتنفيذ، محاطاً بعناية الأخذ به، والإحساس بالحاجة إليه دون الحاجة إلى تكرار الأفكار واجترار الآمال، والأمنيات..، إذ إن شأن الأجيال مهمة جمعية وليست فردية، هدفها مشترك، والأمل منها ليس فردياً.. وأشكركما على الثقة والمتابعة، والامتنان بهذا الزخم الحميمي يا سامية، كما إنني حريصة على إنماء، وديمومة المشاركة، فأنتم تثرونني كثيراً.. * * * الأخ الفاضل أبو دجانة: ما أسعدني بميلاد قلم، ويبدو أنك معها فعلت الذي فعله أبي معي.. هو ذا الخط المنير الذي أشرفت به على طريق الكتابة ابنتك.. وفقها الله.. ووقتي، ورأيي، وعوني كل ذلك ماثل بين عينيها، وقلمها وصفحتها.. متى شئت يمكنك التواصل معي عن مكتب الفاضل رئيس التحرير، من هناك سيزودونك بما تريد.. وفي انتظار دجانة إن كانت هي الكاتبة الواعدة، أو أخرى من أخواتها.. حُفظت لك في توفيق من الله.. مع تقديري لثقتك.