×
محافظة المنطقة الشرقية

العيسى: حصانة المحاماة واستقلالها المشروع حق مكتسب تضمنته أحكام نظامها ومبادئها العرفية المستقرة

صورة الخبر

ربطت بين "يوسف" و"سعد" صداقة متينة منذ طفولتهما كانت في نظر "يوسف" أقوى من أعاصير الأيام ورياح الشك، درسا معا واقتسما مرارة الأيام والسنين معا، ولو نطقت الجدران والمقاعد والأماكن لحدثتنا عن ذكريات عبرت نسائمها فوقها، لصديقين كانا يتشاركان حتى "الخبزة الناشفة"، التحقا بوظيفة حكومية بسيطة ولكن شاء الله تعالى أن يتزوج "سعد" ابنة أحد الأثرياء ثراء فاحشا، فانتقل من حياة الفقر والمعاناة إلى حياة الرفاهية والبذخ، وفي يوم ما عرض على صديق عمره "يوسف" أن يستقيل من عمله، ليعمل لديه في مشروع تجاري خاص به ووعده وعدا شفويا أن يقتسم معه الأرباح والعوائد المادية مناصفة نظير جهده وعمله، كما اقتسما سابقا حلاوة الحياة ومرارتها، ولأن "يوسف" كان يثق بصديقه ثقة عمياء فقد كان من المستحيل أن يطلب منه توثيقا رسميا للاتفاق بينهما، أو أوراق تثبت الوعد الذي أبرمه له صديقه. خمس سنوات كاملة قضاها يوسف في العمل الجاد المتواصل والجهد المستمر إلى أن استطاع صديقه أن يصنع لمشروعه اسما بالسوق ويصبح معروفا وحين جاء وقت توزيع الأرباح، أنكر "سعد" أي اتفاق وعده لصديقه ورفض أن يمنحه أي "قرش" إضافي على راتبه، صعق يوسف واستحلفه بربه أن يؤدي حق الله تعالى، لكن الطمع وحب المال كانا قد استحوذا تماما على قلب "سعد" الذي حلف أيمانا مغلظة أمام القاضي بأنه لم يقدم وعدا لصديقه عن أي شيء. يقول يوسف من خلال رسالته التي بعث بها إلي بالإيميل: (ما صرت أثق بأحد، الطعنة جاتني من أقرب الناس لي، من شخص كنت أفضله حتى على نفسي، من صديق عمري تعرفين يا أستاذة سلوى وش معنى صديق عمر ويخون؟!) تساؤل ممزوج بمرارة موجعة حد البكاء، ولذلك حين قال الشاعر المرحوم محمد الأحمد السديري بيته المشهور لاخاب ظني بالرفيق الموالي ما لي مشاريهن على نايد الناس فقد كان يدرك ما معنى خيبة الأمل بمن نثق به ويخذلنا! وخزة في أي تعامل تجاري أو رسمي أو غيره فلننح الصداقة جانبا ولنكن واضحين في بنود الاتفاق!