بالرغم من الفارق الكبير في الجاهزية العناصرية والفنية واللياقية بين زعيمي الكرة في مدينة جدة الاتحاد والأهلي اليوم. ** وبالرغم من النتائج الكبيرة التي حققها أحدهما في مباريات الدوري أو على مستوى كأس آسيا. إلا أن الاتحاد يملك روحا غير عادية لا يمكن الاستهانة بها أو التقليل من شأنها بالرغم من تلك الظروف التي ترجح كفة الأهلي.. وتجعله الأقرب إلى الفوز بهذه المباراة الهامة لاعتبارات عديدة يرد في مقدمتها زعامة الكرة في المنطقة.. وكونها مباراة الذهاب الأولى التي يتوجب على كل منهما أن يحرص على الفوز بها في إطار مسابقة كأس الملك حتى يلعب مباراة الإياب يوم الاحد القادم بارتياح كبير. ** صحيح ان المباراة ستكون تكتيكية بدرجة اساسية.. وبالتالي غير قابلة للاندفاع او المغامرة من قبل كلا الفريقين ولاسيما في الشوط الاول.. لكن الاكثر صحة هو.. ان كلا منهما سيكون حريصا على تحقيق ولو هدف واحد في هذا الشوط لكي يدخل الشوط الثاني بطمأنينة أكبر.. ويوزع جهد لاعبيه ولياقتهم على الوقت المتبقي بصورة جيدة.. ويجمع بين الحصول على النتيجة والمستوى في آن معا.. ** وكما قلت في البداية.. فإن هذه الإمكانية متاحة للفريق الاهلاوي بصورة اكبر.. وان كانت روح الفريق الاتحادي اشد وأقوى واكثر حرارة في اقتناص فرصة مبكرة كهذه.. لكن هذه المحاولة سواء من قبل الاتحاد او الأهلي ستكون مكلفة.. وقد يترتب على الاندفاع نحو الهجوم ترك مساحات كافية يتسلل منها مهاجمو الفريق الآخر بذكاء.. هذا اذا توفر الذكاء وأتقن المدربان الاستغلال لهذه الفجوة خططيا. وأنا أشك تماما في تحقق شيء من ذلك.. لأن كلا المدربين يعانيان حتى الآن من مشكلة عدم استقرار التشكيلة.. ولا يدرس كل منهما الفريق الآخر دراسة كافية ودقيقة ويبني خطته على اساس معرفة نقاط الضعف والقوة في الفريق المقابل. ** وهذا هو الفارق الذي قل ان يدركه كثيرون من المدربين الذين لا يميزون بين طريقة اللعب وخطته. ** وبمعنى اوضح.. فإن المعروف هو ان طريقة اللعب التي يعتمدها المدرب بناء على التشكيلة الاساسية تتوقف على طبيعة قدرات ومهارات العناصر البشرية الأساسية التي تمثل التشكيلة الثابتة والمستقرة للفريق وتمكنه من التدريب والثبات عليها. ** أما الخطة.. فإنها هي التي تمليها تشكيلة الفريق المقابل وأوجه النقص او القوة في صفوف افراده ولا علاقة لها بالاسماء قدر علاقتها بتوزع الادوار في الملعب.. وتنظيم صفوف الفريق الثلاثة (دفاعا ووسطا وهجوما) وتلك تحدد خطته التطبيقية في الملعب.. هل هي (4/2/4) او (4/4/2) او (4/3/3) او (4/2/1/3) وتلك كما قلت تمليها أيضا ظروف اللعب.. حتى ان المدرب الكفؤ قد يلجأ الى تغيير الخطة تبعا لمجريات المباراة ومعطياتها الجديدة. ** وإذا طبقنا هذا الكلام على مباراة اليوم فإننا سندرك لماذا قلنا إن الاهلي أكثر جاهزية.. وان كان الاتحاد يظل قادرا على تغيير الموازين بصورة مفاجئة.. وبالذات اذا لم يستثمر الاهلي فارق الاستعداد أولا باول. تشكيلة الأهلي يلعب الاهلي في العادة بالتشكيلة التالية: في خط الدفاع: منصور الحربي/ محمد أمان/ اسامة هوساوي/ علي الزبيدي وهو رباعي شبه مستقر.. بعد ان ثبت المدرب عليه.. وان احتاج في بعض الاحيان الى خدمات (عقيل بلغيث) في الظهير الايمن على حساب الزبيدي.. ولكل منهما مزاياه، المختلفة وظروف اختياره التي تحددها مجريات المباراة وظروفها.. وكثيرا ما استعان بيريرا ببلغيث في اللحظات الصعبة. ** وفي الوسط: يلعب كل من (تيسير الجاسم ووليد باخشوينن) وأنا أرى ان وجود تيسير في مركز المحور المتقدم في هذه المباراة ضرورة قصوى لتعويض غياب اريك عن هذه المباراة لإصابته الاخيرة وذلك بهدف اعفاء تيسير من الادوار الدفاعية ـ الى حد ما ـ والاعتماد عليه في إمداد هجوم المقدمة الاهلاوي بكرات حاسمة.. وتمريرات دقيقة.. نظرا لحاجة مهاجميه الى من يأتي من الخلف.. ويقود الهجمات بمثل خبرة تيسير.. كصانع ألعاب. ** لكن المدرب (بيريرا) يبدو انه اكثر قناعة بقدرات موسورو في هذه المنطقة الحساسة والخطرة ولهذا لعب به اكثر المباريات في هذا المركز وبالذات في حالة تغيب اريك وهو اختيار لا أراه موفقا لان موسورو وان كان أكثر نشاطا.. واوسع تحركا من تيسير الا ان تيسير اكثر قدرة على التصرف واتخاذ القرار الصحيح في هذه المنطقة وفي التحرك المحسوب اماما او خلفا يمينا او يسارا.. واذا أصر المدرب على استمرار تأخير تيسير وتقديم موسورو.. والى جانبه مصطفى بصاص وأمامهما سوك وليال فإن الاهلي سيلعب هذه المباراة مفتقدا العقل الذي يدير الهجمات.. ويسيطر على منطقة المقدمة للأسباب التالية: 1) ان كلا من سوك وليال.. يحتاجان الى من ينظم حركتهما من الخلف. 2) إن الانسجام غير كامل بين (ليال وسوك) رغم لعبهما اكثر من مباراة معا.. فهما يلعبان بطريقة واحدة.. ويتحركان في المقدمة بصورة عشوائية ومرتجلة.. ولا يتقنان التمركز في المكان والزمان المناسبين. 3) وهما يتعاملان مع المرمى باستعجال ولا سيما سوك الذي لا يكاد يرى المرمى.. اكثر من انشغاله بالحركة غير الموزونة. ** فإذا كان (موسورو) وراءهما.. فإنه هو الآخر يجري كثيرا وينسى نفسه ووظيفته وأدواره.. وبالتالي فإن عنصر القيادة لخط الهجوم يصبح معدوما تماما.. ** وإذا لعب بصاص في منطقة اليمين.. كما هو متوقع فإن موسورو الميال الى تبادل المراكز معه.. سيترك منطقة صناعة الالعاب فارغة وبالذات حين يجد نفسه مضطرا للتحرك يسارا.. في حالة تأخر منصور الحربي عن القيام بدور المهاجم في هذه المنطقة لتأمين منطقة خط الظهر.. ومواجهة سرعة الجناح الاتحادي الأيمين السريع عبدالفتاح عسيري او فهد المولد كما يروق للمدرب القروني في بعض الاحيان. ** هذه الخريطة التي يتوقع ان يلعب بها بيريرا ستظهر مدى أهمية اريك وتأثير غيابه على الفريق.. وقد يجد نفسه المدرب في وقت من الاوقات مضطرا لتغيير موسورو او تيسير ليأتي في هذه المنطقة باللاعب عبدالله المطيري وذلك سيكون منتهى التخبط لأن اخراج تيسير في كل الظروف خطيئة سيدفع الاهلي ثمنها غاليا.. لاسيما إذا هو أبقى على موسورو ووضعه في المؤخرة.. وجاء بالمطيري كمحور متقدم.. لان المطيري بطيء الحركة.. وقراره في التعامل مع الكرة يأتي متأخرا واستدارته ليست كافية.. ويحتاج إعداده لهذا المركز الى وقت كبير ولياقة أعلى.. يساعدانه على التخلص من الكرة بسرعة بدلا من الاحتفاظ بها في منطقة حساسة. ** ولا أتوقع ان يحقق الهجوم أي نتيجة في ظل حالة التفكك وعدم الترابط في منطقة الوسط المتقدمة والهجوم الامامي. ** وإذا أراد المدرب ان يخرج بنتيجة افضل فإن عليه ان يحسن اختيار العناصر المناسبة لهذا اللقاء تحديدا.. وتبعا لهذه العناصر تأتي خطة اللعب.. وتلك العناصر هي: أي انه سيلعب في هذه الحالة بـ(4/2/1/3) تتحول مع حركة المباراة الى (4/3/3) وبدون ذلك فإن الاهلي قد يصوم في هذه المباراة.. وقد لا يخرج الا بالتعادل إن هو لم يتعرض للهزيمة نتيجة الارتباك في التشكيلة وفي الخطة. ** وباختصار شديد: فإن اللعب بمهاجمين مع ضعف الأطراف واهتزاز الوسط لن يحقق للأهلي بغيته وسوف يفقده مصادر قوته لان اختيار التشكيلة السيئ سوف يحرمه من التقدم والفوز. ** هذا يعني أن الحل الأمثل لحل مشكلة غياب إريك اوليفيرا هو الاستعانة بالمحترف البرازيلي الجديد ريو نيتو في مركز صانع الألعاب إذا كان جاهزا لياقيا وفنيا، وعندها فإنه يمكن اللعب بالتشكيلة التالية: وذلك للخروج من المأزق .. بتحقيق التوازن بين الدفاع والهجوم والاعتماد كثيرا على الأطراف.. ومساعدة ليال في المقدمة على تحقيق هدف أو أكثر إذا تخلص من حالة التشتت الذهني وتبادل المراكز مع كل من بصاص و موسورو تشكيلة الاتحاد: ** يدخل الاتحاد هذه المباراة الحساسة بعد نشوة الانتصار على فريق تراكتور الإيراني يوم الاربعاء الماضي بهدفين للاشيء.. وبعد عروض محلية جيدة في دوري عبداللطيف جميل.. تؤكد أن الخوف من الجماهير وسمعة النادي وتاريخه تحرك لاعبيه في الملعب وتمنحهم روحا متجددة طوال المباراة ولو احسن مدربو اللياقة بنادي الاتحاد رفع معدلها لديهم لما استطاع أي فريق محلي ان يتغلب عليهم.. لأن المهارات العالية التي يتمتعون بها والإحساس القوي بالمسؤولية سينهاران بعد استنزاف أرصدتهم اللياقية غير الكافية ويعرضهم للهزيمة في النصف الثاني من الشوط الثاني باستمرار. ** لكن الأمر مختلف في مباراة اليوم وان كان التعب والإرهاق قد نال منهم كل منال.. وبالذات لانهم لعبوا مباراة مجهدة قبل (3) أيام فقط من مباراة اليوم المصيرية. ** لكن هذا لا يبرر ـ وحده ـ العجز امام الاهلي اليوم بحكم فارق الاستعداد عناصريا.. وانما الذي سيبرر أي فارق في المستوى او النتيجة هو مشاركة او عدم مشاركة اللاعب المميز احمد عسيري اليوم مع فريقه. ** صحيح انه تعرض الى اصابة فوق الحاجب في مباراة فريقه امام تراكتور الإيراني.. لكن حالته البدنية وسلامة جسده.. وقدميه مكتملة وبالتالي.. فإن مشاركته قد تكون واردة.. لان الاتحاد لا يمكن ان يستغني عنه في هذه المباراة على الإطلاق..واذا هو لم يشارك فريقه في هذا اليوم فإن الفارق بين الفريقين سيزيد لصالح الاهلي.. وهو ما لا أتوقع معه غيابه لاكثر من سبب. أولا: ان العسيري لاعب مخ وحركة ومصدر ثقل في الفريق سواء لعب في خط الظهر او في منطقة الوسط. وثانيا: لأن العسيري مصدر أمان اقوى يعتد به ويعتمد عليه.. ويطمئن زملاؤه الى وجوده ولا يخشون كثيرا على منطقة الظهر. وثالثا: لأن الأهلي سيلعب مباراة اليوم ربما بمهاجمين وان احمد عسيري لاعب مهم في الحد من خطورة الهجوم الأهلاوي لاسيما في ظل حدوث تغييرات كالتي اقترحناها. ورابعا: لأن احمد عسيري لاعب يمتلك سلامة التفكير وحسن اتخاذ القرار ويعرف أين ومتى وكيف يتحرك تبعا لطبيعة المباراة وظروفها. ** وعلى العموم.. فإن الاتحاد لن يستغني عنه.. وان كانت درجة الارهاق التي يعاني منها عالية وبالتالي فإن على المدرب ان يجهز البديل في اية لحظة.. وان كان اللاعب قادرا على توزيع جهده على وقت المباراة بتوازن. ** وإذا افترضنا ان احمد عسيري موجود.. فإن تشكيلة الاتحاد المثلى هي: في خط الظهر: محمد قاسم/ احمد عسيري/ باسم المنتشري/ طلال العبسي وبالذات إذا لعب الاهلي بالهجوم بصاص/ ليال/ سوك/ وخلفهم تيسير الجاسم اما اذا لعب الاهلي بالهجوم: بصاص/ ليال (او سوك) والسوادي وخلفهم موسورو وليس تيسير.. فإن الاقتراح هو ان يلعب الاتحاد بخط الظهر: محمد قاسم/ باسم/ العبسي/ الرهيب على ان يلعب في مركز المحور المتأخر ابو سبعان ويلعب امامهم كل من: احمد عسيري وجمال باجندوح وإن كان المدرب القروني لا يشعر ـ هذه الأيام ـ بأن ابو سبعان جاهز منذ البداية.. وفي هذه الحالة فإن عليه ان يلعب بخط الظهر السابق.. ويلعب امامه بأحمد عسيري وامامهما كل من باجندوح وبونفيم على ان يكون امامهما ثلاثي الهجوم: عبدالفتاح عسيري يمين وفهد المولد يسار وبصورة ثابتة ودائمة.. وبـمختار فلاتة رأس حربة.. ويكون بونفيم خلف هذا الثلاثي مباشرة كصانع ألعاب.. ويقف على مقربة منه باجندوح ليربط بين الهجوم والدفاع.. ويتفرغ لمشاغبة وسط الاهلي وعدم ترك مساحة كافية أمامه. ** إذا حدث هذا فإن الاتحاد قد يؤخر أي تقدم للاهلي.. كما انه قد يجد فرصا جيدة للتهديف اذا فعل دور الجناحين باستمرار وتعامل العسيري والمولد مع الكرة بذكاء وقلل من الاحتفاظ بها.. وتعاون كثيرا مع بونفيم لتمرير كرات قاتلة ومزعجة لـمختار الذي سيتعب دفاع الاهلي كثيرا لاسيما اذا نجح بونفيم بتمويله بكرات بينية دقيقة.. وساعده العسيري والمولد برفعات محكمة.. أجاد استقبالها بالرأس. *** ** وإذا سارت المباراة بالصورة المتوقع لها هذه فإننا سنشهد واحدة من اروع مباريات الموسم.. وان كانت هناك ملاحظتان هامتان فيهما: أولا: إن حراسة الفريقين مميزة (المعيوف/ القرني) ولا نتوقع ان المهاجمين سيجدون طريقهم الى المرمى بسهولة في ظل تميزهما وان خذلهما الدفاع أحيانا. ثانيا: ان دكة الاهلي غنية بالنجوم وليس لدى بريرا مشكلة أبدا في تغيير اي لاعب في أي مركز بينما دكة احتياط الاتحاد فقيرة فقرا شديدا.. ولا أظن ان القروني سيضطر لإنزال حمد المنتشري في الدفاع او الفريدي في الوسط.. وان احتاج في ظروف صعبة الى محمد العمري في حالة عدم توفق أي من لاعبي خط الظهر او الوسط الأيسر.. وهذا ليس مؤكدا أيضا. اما بالنسبة للصبياني فإنه قد يحتاج اليه اذا تعرض فهد المولد او عبدالفتاح العسيري للإصابة لا سمح الله.. وان كنت أعتقد ان لياقته غير جاهزة للمشاركة وقد يلجأ الى عبدالرحمن الغامدي في ظرف واحد هو استنزاف لياقة احد من منطقة الهجوم او الوسط وان كانت لياقته هو الآخر وتعطيله للكرة لا تشجع على إشراكه في مباراة حساسة كهذه. أما بالنسبة لـهتان باهبري فإنه ورغم إشراك المدرب له في جزء من المباريات الأخيرة إلا أنه يعاني من حالة رعب من الإصابة الأخيرة ولا يفضل الالتحام وبالتالي فإن حركته محدودة والعائد من وراء إشراكه ليس كبيرا ولابد من إعداده لياقيا ونفسيا لأننا افتقدنا حتى مهارته الجيدة.