على أن شهر نيسان (أبريل) اشتهر على أنه موسم ربيع وغيث وفقع (الكمأة) في السعودية، إلا أن قضايا الجدل المحلية التي استقبلته هذه المرة، جعلت منه إلى جانب تبدّل المناخ، شهر وقاية وسجال واغتسال! أولى الجولات كانت مع شبكة الإخوان المسلمين، إذ تبارى كتاب سعوديون في توصيف واختزال واقعها المحلي بعد تصنيفها تنظيماً إرهابياً، ففي حين دُشن السجال بآلية تنفيذية تجرّم سلوكيات جماعات العنف الديني، أشعل كاتب «الحياة» جاسر الجاسر الحملة على الجماعة باعتبار بلاده تشهد حال «اغتسال» من لوثة «الإخوان»، وجبت هذه المرة بعد تاريخ من الحلم والعفو والصبر السعودي. بينما قرأ زملاء في صحف أخرى دعوة الجاسر على أنها تفاؤلاً صعب الترجمة، فرأى الكاتب سعد الموسى أن الاغتسال من الجماعة وإن كان حلماً إلا أن وقائع تحجيمها على الأرض لم تبلغ درجة الوضوء والتيمم، ناهيك عن التطهير المنتظر! وفي هذا الصدد، لم يشأ آخرون تجاوز المناسبة من دون تحذير من يسمونهم إخواناً سعوديين من التسويق للمصالحة مع تنظيم جربته البلاد فما جنت منه غير الشوك - على حد قولهم -. غير أن فريق الدفاع عن «الإخوان» لم يكن صامتاً «تويترياً» على اﻷقل، إذ حاصروا كُتاباً مثل محمد آل الشيخ بنقد وهجاء، بلغ ذروته في مناسبة رحيل شقيق مؤسس التنظيم الدكتور محمد قطب في السعودية، ما أعطى الجدل بُعداً إضافياً. لكن «الأخوات» في مدارس البنات هن اﻷخريات حضرن بشدة سلباً وإيجاباً في نقاش لقرار وُصف بالتاريخي، أعلن فيه مجلس الشورى السعودي سماحه لدخول التربية البدنية حرم مدارس الإناث بعد أعوام من المنع والكر والفر. وهي خطوة وجدت ترحيباً محلياً ودولياً، مثلما تلقاها محافظون بالنقد والخوف من التغريب، والمس بالنمط الديني السائد، ما دفع كاتبة سعودية هي مرام مكاوي إلى تغريد ساخرة «أعتقد أنهم يظنون الرياضة نوعاً من الممارسة الجنسية والعلاقات المثلية.. يا إخوتنا تحريك المرأة لرجليها ويديها وحتى رأسها جائز»! أما ثالث درجات حرارة نيسان، فجاءت بغتة، بعد أن كانت أخبارها تتداول على استحياء، إذ أفزع الناس عارض صحي سُمي «كورونا»، فكان وقوده الناس والإشاعات وسجال حول خطورته وانتقاله بين الإنسان والإبل، لولا أن الصحة طمأنت بأن المرض تحت السيطرة ولم يرتق للوباء بعد. لكن كاتباً طبياً مثل عبدالعزيز السماري سجّل استغرابه من تناقض بين نفي الصحة لنقل العدوى بين الإنسان والإبل، وبين دراسة شاركت فيها الصحة نفسها تثبت إمكان ذلك طبياً. بيد أن الوزارة كانت «أشطر» كما يتردد في المثل المحلي، فحظرت رسمياً أيّ خبر عن المرض إلا أن يأتي من طريقها، مع نصائح بدحر الإشاعات، والوقاية. الرياضة النسائية