مدريد: «الشرق الأوسط» ذكرت تقارير صحافية أمس أن ناديي باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الإنجليزي يتأهبان للدخول في معركة شرسة من أجل الظفر بجهود الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يعيش مرحلة كارثية في مشواره الكروي مع فريقه برشلونة الإسباني. وتراجع أداء ميسي بشكل كبير في الفترة الماضية، وتعرض لانتقادات لاذعة سواء من جانب جماهير برشلونة أو من وسائل الإعلام العالمية، بعد الأداء المتدني الذي ظهر به خلال الفترة الأخيرة، وخاصة المباراة التي خسرها النادي الكاتالوني أمام غريمه التاريخي ريال مدريد بهدفين مقابل هدف في نهائي كأس ملك إسبانيا الأربعاء الماضي. وأشارت صحيفة «كونفيدونسيال» الإسبانية أمس إلى أن مانشستر سيتي وسان جيرمان على أهبة الاستعداد للتقدم بعرض مالي قياسي إذا سنحت الفرصة لشراء ميسي الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم أربع مرات متتالية. وتوقعت الصحيفة الإسبانية أن يرتفع المزاد على ميسي بين سان جيرمان وسيتي إلى 250 مليون يورو، ليصبح أغلى صفقة على مر تاريخ كرة القدم. وأوضحت الصحيفة أن مانشستر سيتي يظل النادي الأكثر اهتماما بضم ميسي، خاصة أن إدارة النادي المملوك للملياردير الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان لا تدخر أي مال في سبيل تدعيم صفوف مانشستر سيتي. كما أن باريس سان جيرمان المملوك للملياردير القطري ناصر الخليفي ينفق ببذخ هو الآخر على الصفقات ذات العيار الثقيل ولن يكون التعاقد مع ميسي بمثابة المعضلة. ولكن يبقى هناك خيار ثالث يتمثل في إمكانية تجديد ميسي لعقده مع برشلونة خاصة أن النادي الكاتالوني قدم عرضا خياليا للساحر القصير لتمديد عقده حتى 2018، ليصبح بمقتضاه اللاعب صاحب أعلى أجر في العالم. وتفاجأ ميسي، أثناء خروجه من الملعب مطأطئا رأسه، عندما اكتشف أن الرجل الذي كان يرتدي قبعة وحلة سوداء وقام بالربت على كتفه هو البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد، والذي كان يتابع المباراة النهائية لبطولة كأس الملك بين الفريقين الكبيرين من مدرجات ملعب المستايا. وظهر كريستيانو في تلك اللقطة كما لو كان يقوم بمواساة ميسي بعد خسارة المباراة واللقب. وتبادل النجمان الكبيران الحديث بعد المباراة في لقطة تثير الإعجاب والتقدير للاعبين، اللذين لم يتنازلا عن ذوقهما الرفيع، رغم وجود منافسة شرسة بينهما. ولا يعلم أحد حتى الآن ما هو الحديث الذي يمكن أن يكون قد دار بين النجمين الكبيرين، إلا أن الافتراض الذي وضعه البعض للتكهن بماهية الحديث، والذي يقول إن رونالدو ربما يكون قد وجه سؤالا «ماذا أصابك؟» إلى ميسي والذي يبدو منطقيا إلى حد كبير. ويثير اللاعب الذي حاز على إعجاب كل متابعي كرة القدم في العالم خلال السنوات الماضية الكثير من الأسئلة، والتي لم تلق أي إجابة من جانبه حتى اللحظة، عن سبب تدهور حالته الفنية هذه الأيام. على سبيل المثال، لماذا يظهر ميسي في الآونة الأخيرة تائها في أرض الملعب، مشتت الذهن، غير قادر على التفاعل والتجانس مع زملائه؟. وقام التلفزيون الإسباني ببادرة جديدة وفريدة من نوعها، يمكن أن تكون نقلة نوعية للإخراج التلفزيوني للمباريات في المستقبل، عندما وضع 24 كاميرا لنقل أحداث المباراة، وخصص إحداها لمراقبة كل تحركات ليونيل ميسي طوال 90 دقيقة. وأظهرت اللقطات التي سجلت لميسي طوال المباراة أن اللاعب كان يتجول في الملعب في معظم أوقات المباراة موجها عينيه إلى الأرض، وأظهرت اللقطات أيضا أن لغة جسد اللاعب لم تنم عن أي حماس أو شعور بالمسؤولية. وثبت بالدليل القاطع أن الإحصائية الشهيرة التي أطلقها الخبراء الأسبوع الماضي بعد انتهاء مباراة برشلونة أمام أتلتيكو مدريد في إياب دور الثمانية لبطولة دوري أبطال أوروبا لم تكن مزحة، حيث أشار مجموعة من الخبراء، بعد انتهاء المباراة، إلى أن المسافة التي قطعها الساحر الأرجنتيني ركضا داخل الملعب لم تتجاوز المسافة التي ركضها خوسيه بينتو حارس مرمى فريقه إلا بكيلو ونصف الكيلومتر. ولم يتوقف ميسي في أي مرة عن الركض داخل الملعب في الماضي، حيث إنه تميز بقدرته الهائلة على الركض بسرعة عالية خلال المباريات دون أن يتمكن أحد من مجاراته في ذلك، وهو ما جعله بمرور السنين اللاعب الأفضل في العالم. وحتى إذا كان ميسي صاحب اليد العليا في المباريات الكبيرة، قد ركض أكثر من كل مرة في نهائي الكأس، لظل الحال كما هو عليه من دون تغير، لأن الفارق بين ميسي الأمس وميسي صانع الإبهار والإثارة في السابق، هو الشعور بالظمأ للعب والإبداع، والهوس بالاستحواذ على الكرة، وهو ما افتقد إليه تماما في المباراة. ولسبب غير معروف، لا يتحدث ميسي مطلقا مع وسائل الإعلام بعد أي مباراة يهزم فيها فريقه، ولكن يبدو أن ما يمر به الفريق هذه الأيام جعل اللاعب أكثر انطوائية من ذي قبل. وذكرت صحيفة «سبورت» «ميسي يمر بحالة من اليأس، ويشعر بفتور وعدم رغبة في اللعب». ومن جانبها أشارت ماركا «لا يهم بماذا يفسرون حالة ميسي، هناك شيء غامض يحدث معه».