لقد أثبتت الأحداث التي تمر بها منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي في كل ظرف استثنائي أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- بما يملكه من حكمة وحنكة سياسية، أنه هو رجل المرحلة الصعبة التي نعيشها، التي نحتاج فيها لمن يقود الأمتين العربية والإسلامية في هذه الفترة الحرجة متلاطمة الأمواج تتقاذفها العواصف من كل مكان.. ويضرب الإرهاب جنباتها فيشرد شعوبًا ويقتل آخرين، ونحن نقول: بعد الله ليس لها إلا سلمان، بما يحمله من حكمة ورؤية سديدة وفكر صائب.. وعزم أكيد وحزم شديد وإرادة صلبة لا تلين. إن كل ما يطمح إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو تحقيق التنمية الشاملة داخليًا وثبات السياسة الخارجية والمصداقية على المستوى الدولي، ولتحقيق هذا الطموح جاءت جولته الآسيوية التي بدأها -حفظه الله- من ماليزيا فهي تعد الجولة الأهم والزيارة الإيجابية الأكثر فائدة لتركيزها على العلاقات الثنائية والاقتصادية والاستثمار بين المملكة وبين دول آسيا لما تحمله من مستقبل مبشر بالخير للبلاد في كل مجالات حياة هذا الوطن. ومما لا شك فيه أن مثل هذه الزيارات التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مجموعة من الدول الآسيوي أو غيرها توثق العلاقات الاستراتيجية بين المملكة وتلك الدول، وتبني جسورًا سياسية واقتصادية وثقافية وعلمية معها، وهو ما يدخل في توجهاته -حفظه الله- وتنطلق من عمق خبرته وحكمته ومعرفته باحتياجات المملكة في توثيق علاقاتها بالعالم والشعوب من حولها. شملت هذه الزيارة خمس دول، وهي ماليزيا وإندونيسيا واليابان والصين وجمهورية بروناي. والحقيقة أن الزيارات الملكية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين إلى بعض دول الشرق أو الغرب تعكس بعدًا استراتيجيًا مهمًا في السياسة الخارجية للمملكة، والمملكة منذ سنوات وهي تفتح صفحات من التعاون خاصة مع دول الشرق، وذلك عن طريق زيارات منتظمة لهذه الدول وغيرها من الدول الآسيوية. والملك سلمان -حفظه الله- حريص على مثل هذه الزيارات التي تتجسد أهميتها في توثيق العلاقات بين المملكة وتلك الدول، والعمل على تطويرها لما فيه مصلحة المملكة وهذه البلاد، وتشكيل علاقات متينة مع هؤلاء الحلفاء من الدول العملاقة في الصناعة والاستثمار والتجارة. وقد شهدت الزيارة الآسيوية لخادم الحرمين الشريفين منذ بدايتها عشرات الاتفاقيات في المجال الاستثماري والأمني والاقتصادي، وكذلك المحادثات الثنائية في كثير من المجالات، وهو ما يبدي رغبة هذه الدول الشديدة في التعاون والمشاركة الاستراتيجية مع المملكة، مما ينعكس بالإيجاب على تحقيق رؤية المملكة 2030. إن ما حملته هذه الزيارات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين لدول آسيوية عدة وما حققته من نتائج مبهرة في المجالات كافة لهو خير للجميع، ودلالة على قيادة حكيمة تقوم بجهود مباركة لخدمة قضايا الوطن والأمتين العربية والإسلامية، والسعي إلى الاستقرار من خلال اقتصاد مزدهر إلى إحلال السلام العام لكل شعوب العالم من حولنا. وفق الله سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لتحقيق طموحاتنا وطموح كل الشعوب المحبة للسلام الداعية والعاملة من أجل تحقيق الاستقرار المنشود.