×
محافظة المنطقة الشرقية

مجمع الدمام ينقذ 5 مرضى تعرضوا لنزيف مفاجئ في الدماغ

صورة الخبر

الضربة الصاروخية الأميركية الأخيرة على قاعدة الشعيرات السورية والتي أتت في أعقاب الهجوم الكيميائي لنظام الأسد على أبناء وطنه، كان لها صدى إيجابي على مستوى العالم، خصوصا من قبل المواطن السوري المغلوب على أمره، ومن تلك الدول التي تقف في وجه البطش الأسدي والتنمر الإيراني، ومحاولة السيطرة الروسية على المنطقة العربية، إلا أن هذا الصدى الذي أعلن عبر مواقف دول عديدة بتصريحات المسؤولين واتصالات تأييد الرؤساء التي تلقاها الرئيس الأميركي تأتي ضمن تمنيات تلك الدول في أن تكون هذه الضربة منطلقة من موقف أصيل في السياسة الأميركية المستقبلية، وليست فقط كرد فعل لدواعي الدعائية السياسية الأميركية الداخلية، والتي شهدت هجوما على الرئيس عبر اتهامه بالتخلي عن مسعاه لإعادة الهيمنة الأميركية على العالم والتي فقدت في حقبة أوباما. تختلف المواقف في الداخل الأميركي من الضربة الصاروخية، فهناك من يراها التصرف الذي من خلاله أصبح ترامب بحق رئيسا حقيقيا لأميركا، وذلك بعد فترة من التشكك في قدرته على المضي بمهام وظيفته بالشكل المتوقع والمأمول من رئيس البلاد، والذي يجب أن يقوم كل ما في وسعه لتسيد أميركا مفاصل السياسة الدولية، وهي المساعي التي كان ترمب منذ أيام الانتخابات قد انتقدها، وأعلن تخليه عنها باعتبارها أولوية أفقدت الحكومات الأميركية السابقة التركيز على البناء الداخلي للدولة وبالتالي إضعافها، في حين بدأت تعلو أصوات بعد الهجوم مباشرة منتقدة الهجوم ليس لكونه غير مستحق، ولكن لكون المنطلقات التي أوصلت الرئيس ترمب باتخاذ القرار ليست بناء على أسس سياسية تضع في الاعتبار مصلحة الدولة أولا قبل كل شيء، فقال John Glaser مساعد مدير السياسات الدولية في معهد «كاتو» في واشنطن، إن القرارات العسكرية وإعلان الحرب يجب ألا يؤخذ بناء على العواطف والمشاعر، وذلك في تعليق على كلام الرئيس ترمب من أن مشاهدته صور الأطفال المختنقين من كيماوي الأسد قد أسهمت في تغيير موقفه من الأسد. إلا أن النقد الأكثر عمقا في تقديري هو ذلك الذي قالت به عضو الكونجرس السابقة، ورئيسة مركز وودرو ولسون الدولي للعلماء Jane Harman، وهو أن أكبر مشكلة تواجهنا اليوم إثر الضربة ليست انعكاسات الضربة السياسية أو العسكرية المحتملة على المدى القصير، بل كونها تأتي كما هو واضح في ظل غياب إستراتيجية واضحة ومحددة ومتفق عليها للتعاطي الأميركي مع القضية السورية بالتحديد وبالموقف العام في منطقة الشرق الأوسط، وهو غياب فيما يعنيه هو أننا ما زلنا في موقعنا المتأخر والغائب في تعاملنا بشكل يخدم المصالح الأميركية في هذه المنطقة الحيوية والشائكة من العالم. إذا ماذا بعد الضربة؟ هل كل ما سيبقى منها هو انتصار الرئيس الدعائي في عام 2017 في مقابل الخذلان الأوبامي في عام 2013، أم أن ترمب فعلا سيعمل وفق إستراتيجية عملية في المنطقة؟