ليست المسألة بهذه البساطة، ففي دول العالم لا يكون الممثل ممثلا إلا بعد الحصول على شهادة من كلية متخصصة في أكاديمية للفنون، وإن كان هذا الشخص موهوبا جدا ولم يدرس التمثيل، فلا بد أن يخضع لدورات مكثفة، يتعلم فيها الكثير من المهارات والتقنيات، كتعبيرات الوجه ولغة الجسد وأساليب النطق وغيرها. حتى في الدول العربية ذات العلاقة القديمة مع الفنون، كمصر والكويت، قبل أن يضع الممثل قدمه على خشبة المسرح أو وجهه أمام الكاميرا، يكون قد حصل على ما يؤهله ليكون صاحب صنعة. هذا الأمر لا يحدث لدينا، فلا كليات ولا أكاديميات متخصصة، وربما يحسب للممثل السعودي شجاعته في اقتحام هذا الحقل المحاط بالألغام والمحاذير الشرعية والاجتماعية. لكن الممثل الجيد هو الذي يجعل من مشواره الفني رحلة من التعلم ويحرص على الحصول على شهادات من أي بلد آخر والانخراط في دورات التمثيل والتصوير والإخراج وكل ما يتعلق بالمهنة التي يمارسها، أو وجد نفسه يمارسها على حين مصادفة. اليوم بدأ يغزو المشهد السعودي ممثلون جدد، وهؤلاء أزمتهم أكبر، ولو كان الممثل الذي يظهر على التلفزيون عاصر التجربة وسط فريق عمل، فيه مخرج ومنتج ومصور، فممثل الـ"كيك" أو الـ"يوتيوب" لم يعاصر سوى بعض الأصدقاء المحفزين، باستثناء بعض التجارب الذكية. هناك من بين هؤلاء من لا يقدم نفسه ممثلا، وكل ما يفعله التحدث أمام الكاميرا في موضوع معين، لكنه أصبح نجما وصار مطلوبا لدى الجمهور، وليس أمامه سوى دخول التمثيل، وهنا نعود إلى نقطة الصفر، والمسؤولية تقع على المنتجين والمخرجين بأهمية تدريب هؤلاء الشباب وصقل مواهبهم، ومهما فعلوا تبقى المسألة ليست سهلة أبدا.